ثورة ٢٣ يوليو وتداعياتها علي التنمية الاجتماعية والاقتصادية

ثورة ٢٣ يوليو وتداعياتها علي التنمية الاجتماعية والاقتصادية

بقلم د.م/ محمد إسماعيل

بمناسبة الذكري الرابعة لتأسيس حركة ناصر الشبابية، وتزامناً مع الذكري السبعون لثورة ٢٣ يوليو، ودورها التاريخي العظيم في دعم حركات التحرر الوطني الإفريقية، ودول العالم الثالث، ودعم بناء نموذج الدولة الوطنية العصرية يشرفني كأحد خريجين منحة ناصر للقيادة الدولية في نسختها الثالثة تحت شعار شباب عدم الانحياز وتعاون الجنوب جنوب والذي تم اقتباس هذا الاسم تيمنا بحركة التحرر من الاستعمار الدولي عام ١٩٥٥م.

الرئيس الوطني الراحل جمال عبد الناصر كان يحمل مشاعر البغض والعداء للاستعمار حيث كانت توجهاته الأولى هي تلبية هدفين رئيسيين للعهد الثوري الجديد وهي التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد الذي تبلور في مشروع السد العالي، وبناء جيش قوي.

 

قوبلت التوقعات من الولايات المتحدة الأمريكية والغرب بالإحباط، بل وبالرفض. فبعد مفاوضات طويلة سحب البنك الدولي والولايات المتحدة عرضهما لتمويل السد العالي، ومن ناحية أخرى عاد الوفد المصري الذي توجه إلى الولايات المتحدة للتفاوض حول المطالب العسكرية خالي اليدين.

في منتصف الخمسينات تقارب مصر مع الاتحاد السوفيتي والاستعانة بالخبراء السوفييت سواء العسكريين منهم أو الفنيين لبناء السد العالي، وتزايد الأهمية الإستراتيجية والإيديولوجية للشرق الأوسط في الإطار الأوسع للمواجهة التي كانت قد تبلورت بين الشرق والغرب.

ولتحقيق الهدف الثاني تم ابرام صفقة الأسلحة المصرية التشيكية عام١٩٥٥م.

وقد كان هذا التحول في السياسة سوف يأتي بنتائج بعيدة المدى. ليس فقط بالنسبة لسياسة مصر الخارجية وتوجهاتها وارتباطاتها الإقليمية والدولية المستقبلية، ولكن أيضا بالنسبة لمجرى الأحداث في الشرق الأوسط كله. وما دمنا نعطي قدرا من الاعتبار لتأثير شخصية الزعيم على صياغة السياسة الخارجية لمصر، فأن تأثير خصائص شخصية عبد الناصر يمكن فهمها من ملاحظات زملائه المصريين، مثلما لاحظ أنور السادات فجنبا إلى جنب مع خجله وهدوئه، فأنه يمثل شخصية الصعيدي، لقد كان رقيقا ومنطقيا ومليئا بالمشاعر، ولكنه سرعان ما تحول إلى أسد غاضب في اللحظة التي يشعر بالإيذاء أو الإهانة.

وقد جاء تأميم قناة السويس عام ١٩٥٦م كرد فعل مباشر للرفض الأمريكي والغربي لتمويل السد العالي، وكان من الانجازات والاهداف الرئيسية لثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢م.

ومن ثمار الثورة وتأثير الرئيس الراحل جمال عبد الناصر علي الصعيد المحلي علي سبيل المثال لا الحصر

- استرداد الكرامة والاستقلال والحرية المفقودة على أيدي المستعمر المعتدي.

- السيطرة على الحكم في مصر وسقوط الحكم الملكي.

- إجبار الملك على التنازل عن العرش ثم الرحيل عن مصر إلى إيطاليا.

- إلغاء النظام الملكي وقيام الجمهورية.

- توقيع اتفاقية الجلاء بعد أربعة وسبعين عاما من الاحتلال.

- بناء حركة قومية عربية للعمل على تحرير فلسطين.

- إلغاء دستور ١٩٢٣ في ديسمبر ١٩٥٢م.

- إعلان اللواء محمد نجيب أول رئيس للجمهورية في ١٨ يونيه ١٩٥٣ كأول رئيس للجمهورية المصرية.

- مجانية التعليم العام وأضافت مجانية التعليم العالي.

- العمل علي أنشاء جامعات في جميع أنحاء البلاد بدلا من ثلاث جامعات فقط.

- إنشاء مراكز البحث العلمي وتطوير المستشفيات التعليمية.

- العمل علي تطبيق مبدأ العدالة الاجتماعية للطبقة العاملة المطحونة الذين عانوا أشد المعاناة من الظلم.

- قضت على الإقطاع وأنزلت الملكيات الزراعية من عرشها.

- إلغاء الطبقات بين الشعب المصري وأصبح الفقراء قضاة وأساتذة جامعة وسفراء ووزراء وأطباء ومحامين وتغيرت البنية الاجتماعية للمجتمع المصري.

- قضت على معاملة العمال كسلع تباع وتشترى ويخضع ثمنها للمضاربة في سوق العمل.

- حررت الفلاح بإصدار قانون الإصلاح الزراعي.

- قضت على السيطرة الرأسمالية في مجالات الإنتاج الزراعي والصناعي.

- إنشاء السد العالي ١٩٧١م.

ومن ضمن الانجازات على الصعيد العربي والأفريقي

- توحيد الجهود العربية وحشد الطاقات العربية لصالح حركات التحرر العربية.

- أكدت للأمة من الخليج إلى المحيط أن قوة العرب في الوحدة العربية وتحكمها أسس أولها تاريخي وثانيها اللغة المشتركة لعقلية جماعية وثالثها نفسي واجتماعي لوجدان واحد مشترك.