كريبسو ديالو يكتب: الفيسباكو حالة أفريقية

كريبسو ديالو يكتب: الفيسباكو حالة أفريقية
الفيسباكو أو FESPACO حالة أفريقية (1969- 2009) يعتبر اول عمل تأريخي مترجم الي اللغة العربية يقع امامي حول المبادرة الثقافية التي قام بها "الإتحاد" البان أفريقي للسينمائيبن (فيباسي) برئاسة "عثمان سمبين" و "اومارو جاندا" ، تأسيس أول مهرجان للسينما الأفريقية مقره في بوركينا فاسو، في الوقت الذي كانت اغلب الافلام التي تتناول أو تصور مواضيع تخص قارتنا، أسيرة للانتاج الأمريكي والأوروبي. ليساهم في صناعة قوي "تقدمية" دافعة لسينما تعبر عن واقع أفريقيا ما بعد الاستعمار، ويخلق نوعاً من الوحدة بين سينمائي القارة لمقاومة الهيمنة والاستعمار الثقافي بجناحيه الفرانكفوني والانجلوفوني.
كانت الفترة من 1983 الي 1987 هي أكثر فترات المهرجان توهجآ، وتم فيها استغلاله كأداة لتنمية الوعي السياسي والاجتماعي التحرري لدي الشعوب الأفريقية، مع قيام ثورة 4 اغسطس بقيادة توماس سانكارا، الذي أدرك منذ البداية قيمة الفن بصفة عامة والسينما بصفة خاصة علي تغيير الواقع وتأصيل الهوية الافريقية، والوعي بمغبة التبعية الثقافية من خلال تأثير المنح والدعم الخارجي علي صناعة السينما المحلية. سانكارا كان ياكد دائما "إذا ذهبت للبحث عن المال في الخارج لتمويل ثقافتك، كانك تقتل نفسك، لان الذي سيمولك سيفرض رأيه عليك"، وأعلن في خطاب آخر له. "إن الثقافة تتحد مع المجتمع، بمعني أنه لا وجود لمجتمع إنساني بدون ثقافة ولا وجود لثقافة بدون مجتمع"، ويؤكد رؤيته في تأثير وسائل الاتصال علي عقل ووجدان الافارقة، في حوار له عن ال FESPACO مع الروائي الكاميروني "مونجو بيتي" عام 1985 "الشاشة.. الكاميرا..المسرح..الرواية..يشكلان مساحة ثقافية يجب أن نشغلها ولا نسمح أن يشغلها الآخرون...صد الغزو الثقافي جزء من الاستراتيجية العامة لثروتنا".
هذا العمل البحثي جدير بالقراءة وشديد الأهمية لالقاء الضوء علي تجربة ثرية بايجابياتها وسلبياتها، يذخر بالمعلومات والحقائق ويوثق ويحلل ويرسم صورة صادقة عن مهرجان تجاوز حدود اختصاصه ليحلق في آفاق أرحب سياسياً وسينمائيا علي مستوي القارة بأكملها، لم تكن رحلة المهرجان سهلة وميسرة، فقد عاني كثيرا بسبب نقص الدعم المادي وسوء التنظيم وتغير الإدارة والتقلبات السياسية داخليا و خارجيا، لكن خلال المسيرة التي قطعها خلال دوارته، ساهم بالعديد من الأشياء أهمها تقديم صورة مغايرة عن hollywood sterotype تجاه القارة، ومكافحة الاحتكارات التي تعوق تنمية السينما، ومنح السينمائيين فرصة ليكون معبرا عن حرية التعبير حول عديد القضايا.