رويدة إبراهيم تكتب: الشباب وريادة الأعمال في ليبيا .. فرص وتحديات!

رويدة إبراهيم تكتب: الشباب وريادة الأعمال في ليبيا .. فرص وتحديات!
مما لاشك فيه أنه أول ما يُبادر ذهنك عند سماع جملة "ريادة الأعمال" هو أنه شخص ما يقوم بإنشاء مشروعه الخاص، والانتقال من مرحلة الباحث عن فرصة عمل إلى شخص يدير مشروعه الخاص ومع الوقت سيكون هو من يُقدم الفرص للباحثين عن العمل
انطلقت برامج ريادة الأعمال في ليبيا بعد الظروف الاقتصادية التي مرت بالبلاد كنوع من نتائج الحرب بعد عام 2015، وتمثلت هذه الظروف في نقص السيولة النقدية في المصارف وانتشار معدل البطالة بين الشباب، بالرغم من تخريج العديد من الدفعات من المؤسسات التعليمية، بما يُقابل هذا الكم الهائل من الخريجين لا توجد فُرص عمل، بالإضافة إلى ذلك تعرض العديد من الأسر النازحة، إلى التهجير داخل البلاد من مدنهم بسبب تعرض منازلهم للدمارنتيجة القصف خلال فترة الحرب الأهلية
ولا ننسى تأثير جائزة كورونا (كوفيد-19) على سوق العمل عالمياً مابالك بدولة لازالت تعاني من تبعات الحرب.
■ *إنطلاقة ريادة الأعمال في ليبيا*
بعد إنتهاء الحرب الأهلية عام 2017 بدأ مصطلح " ريادة الأعمال" بالانتشار عبر الإنترنت وبدأت المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة، والإتحاد الأوروبي بدعم هذه البرامج ومساعدة الشباب والأسر النازحة، وتقديم تمويل لهم للبدء في مشاريعهم الصغرى والمتوسطة في إطار دعم ليبيا إقتصاديا.
لاقت هذه البرامج استحسان العديد من الشباب ذكوراً وإناثاً منهم من يريد تحقيق أهدافه وأحلامه من خلال البدء في مشروعه الخاص، وكذلك مشاركة العديد من النساء من الأُسر النازحة في ها البرنامج لإعالة وزيادة دخل الأسرة.
■ *دراسة جدوى وإدارة مشروعك الخاص*
إدارة مشروعك الخاص تعد مرحلة انتقالية في حياة أي شاب دخل مسار ريادة الأعمال ،حيث أن مفهوم المشروع في حد ذاته هو تحقيق لفكرة معينة قد تُتعرض هذه الفكرة المشروع للنجاح أو الفشل.
لذلك كان من الضروري إنشاء برامج تدريبية توضح أهمية ريادة الأعمال كوسيلة للشباب الليبي للتغلب على الظروف الإقتصادية الصعبة.
وكذلك توضح هذه البرامج كيفية إدارة الأعمال في عدة نقاط منها : كيف تكون ريادياً، وتقييم الأفكار التجارية وتحديد نوع الزبائن بما يتوافق مع إحتياجات السوق.
وتعد هذه البرامج فُرص للشباب لحصولهم على تمويل للبدء في مشاريعهم ودعم مشاريع البعض الصغرى لتصبح مشاريع متوسطة.
■ *ريادة الأعمال الرقمية في ظل جائحة كورونا*
حالياً تُواجه ريادة الأعمال في العالم وليبيا خاصة تحديات للشباب خاصة في ظل جائحة كورونا التي بدأت أواخر عام 2019 حيث لجأ العديد من الشباب لريادة الأعمال الرقمية، بسبب تأثير هذه الجائحة تأثيرا فورياً بعيد المدى بعد اغلاق عام للشركات والمدارس ومراكز الترفيه، لجأ الشباب إلى العالم الرقمي لملء هذه الفجوة فبرزت العديد من الفُرص لكنها مصحوبة بالعديد من التحديات،
منها زيادة عدد رواد الأعمال فالبعض منهم يلجأ لأسلوب التقليد دون الحاجة لدراسة جدوى مشروعه ونتج عن ذلك تعدد الخيارات لنفس الصنف أحياناً وتشتت المستهلك المستفيد من المنتجات أو الخدمة.
*■ تحديات رواد الأعمال في ظل نقص السيولة*
أحد التحديات الأخرى التي تواجه رواد الأعمال حالياً هو نجاح مشروعه من ناحية الفكرة والتنفيذ وأسلوب التسويق الذي يجذب المستهلك ولكن في نفس الوقت الذي تواجه في البلاد أزمة اقتصادية متمثلة بشكل أساسي في نقص السيولة النقدية ، الأمر الذي يدفع المستهلك إلى شراء متطلبات الحياة اليومية الأساسية واستهلاك الباقي عند الضرورة أو خلال مواسم معينة.
■ *ريادة الأعمال في مواجهة التوظيف الحكومي*
مع مخاوف حدوث ركود اقتصادي جديد وانهيار مالي في ظل إستمرار جائحة كورونا تظل ريادة الأعمال، وإدارة المشاريع الصغرى أو المتوسطة حل أمثل للشباب وتنمية إقتصادية جيدة للبلاد تساعد في التغلب على البطالة، والحد من إنتشار الفقر،ومن المفيد والمميز في ريادة الأعمال ودعم برامجها التدريبية هو تعزيز ثقافة الاستقلال المادي والاعتماد على النفس دون الحاجة إلى البحث على فرص عمل، أو انتظار التوظيف الحكومي وكذلك استثمار الوقت والجهد خلال اليوم بشكل صحيح لما يعود ذلك بالفائدة على الفرد فكرياً ونفسياً.
■ *رُبَّ ضَرَّةٍ نافعة*
كما ذكرنا سابقاً إزدياد معدل البطالة في ليبيا عاماً بعد عام بسبب الأزمة الإقتصادية، والبنية التحتية الاقتصادية الهشة في البلاد نتائج السنوات السابقة إلا أن هذه القضية ساعدت بشكل أساسي إلى لجوء العديد من الشباب، إلى ريادة الأعمال وكذلك التغيير الذي شهدته البلاد بعد قيام ثورة السابع عشر من فبراير ساعد على تحول كبير في الثقافة المحلية للمجتمع.
على سبيل المثال؛ في فترة زمنية سابقة كان هناك العديد من النساء يعملن من خلال بيوتهن في صنع المأكولات والحلويات للمناسبات كالكعك والمقروض وغيرها من المأكولات الشعبية حيث كان يُنظر إلى هذه النساء على أنهن طبقة إجتماعية كادحة أُظطرت للعمل لكسب الرزق ولكن يا للعجب ! حالياً أصبح يُطلق على هذا النوع من النشاط بريادة الأعمال ويُلاقي إعجاب واستحسان العديد من وكأن المجتمع بدأ بمواكبة العالم إقتصادياً.