وُلد عبد العزيز عبد الله سالم في مركز أبو كبير التابع لمحافظة الشرقية العام ١٨٩٥م. نشأ في أسرة من كبار الأعيان في الريف المصري تلقي تعليمه الأولى في الزقازيق، وبعد إنهاء دراسته الثانوية التحق بكلية الزراعة، وكان أحد لاعبي فريق الكلية لكرة القدم. ثم استكمل دراسته في جامعة كمبريدج البريطانية وهناك أمسى أحد لاعبي فريق الجامعة للتجديف.

 عاد المهندس عبد العزيز إلى مصر بكل أحلامه ونجاحاته ليعين في وزارة الزراعة لمده عامين ثم انتقل إلى العمل بوزارة المعارف، لكنه قرر العودة بعد عامين إلى الزراعة ليعمل في مصلحة الأملاك الأميرية. رقي المهندس سالم إلى درجة وكيل مساعد حتى أُحيل للمعاش. وخلال هذا الفترة اُنتخب المهندس سالم نائبا في مجلس الأمة لدورتين.

ومع قيام الثورة المصرية في ٢٣ يوليو ١٩٥٢م، عاد اسم المهندس عبد العزيز عبد الله سالم إلى الواجهة مرة أخرى عندما عين وزيرا للشؤون البلدية والقروية في وزارة علي ماهر باشا وذلك قبل إنشاء وزارة الزراعة التي استحدثت مع الثورة ليصبح وزيرا للبلدية في أول حكومة مصرية بعد ثورة يوليو ١٩٥٢م، ثم وزيرا للزراعة في أول حكومة برئاسة اللواء أركان حرب محمد نجيب في السابع من سبتمبر من ذات العام.

وفي منتصف أكتوبر اجتمع سالم مع كبار المزارعين لإيضاح بعض المسائل المتعلقة بتنفيذ قانون الإصلاح ومنها خفض إيجار الأرض عن سبعة أمثال الضريبة إذا كانت الأرض ضعيفة كذلك جواز الاتفاق بين المالك والمستأجر على تأجير الأرض عينا أو نقدا وشدد على ضرورة اهتمام المستأجر بتسميد الأرض وخدمتها، وحدد القانون المساحات التي تزرع قمح ونسبتها في البلاد.

وأكد على ضرورة استمرار الزراع في زراعة الأرض والعناية بها وعندما تستولى الحكومة عليها ستعوضهم حسب العرف المتبع مذكرا إياهم كم كسبو في الماضي فماذا يضيرهم لو تنازلوا عن شيء من مكسبهم مقابل انتفاع عدد أكبر من أبناء الأمة .

وفي الرابع والعشرين من نوفمبر ١٩٥٢م، حضر المهندس سالم حفل نادى ضباط الجيش للحديث عن قانون الإصلاح الزراعي وأثره في الحياة المصرية مؤكدا أن الإنتاج الزراعي لن يتأثر بتوزيع الأراضي على صغار الزراع .

وفي أوائل ديسمبر قدم استقالته من الوزارة. كما تولى "سالم" منصب نقيب الزراعيين في فترة من حياته.

ترأس المهندس عبد العزيز عبد الله سالم الاتحاد المصري خلفا للفريق محمد حيدر باشا وزير الحربية، وقد تقلد مهام المنصب في ثلاث دورات الأولى في ٢٦سبتمبر ١٩٥٢م، والثانية (من ١٥ يناير ١٩٥٤م إلى ٣١ أغسطس ١٩٥٦م)، والثالثة (من ٣١ أغسطس ١٩٥٦م إلى ١١ فبراير ١٩٥٨م).

وخلال هذه الدورات الثلاثة كان المهندس عبد العزيز عبد الله سالم يحرص على حضور اجتماعات الجمعية العمومية للاتحاد الدولي في زيورخ بسويسرا، وفى اجتماعات كونجرس الـ FIFA عام ١٩٥٤م، طالب المهندس سالم بحق مصر أن تكون عضوا في المكتب الفني للاتحاد الدولي، في البداية قوبل طلبه باستهجان شديد.

فهدد المهندس عبد العزيز سالم بالانسحاب، وبالفعل غادر قاعه الاجتماع ليتدخل سكرتير الفيفا، ويطالب المهندس عبد العزيز سالم بالعودة للاجتماع وسماع طلباته، وفور رجوعه أعطيت له الكلمة، وتحدث أمام الحضور باللغة الإنجليزية بطلاقه أذهلت المشاركين، وغيرت الصورة الذهنية لدي الحضور عن المصري أبو طربوش أحمر، وفي نهاية الاجتماع تم قبول عضوية مصر بالمكتب الفني للاتحاد الدولي.

وفي يونيو ١٩٥٦م، وعلى هامش انعقاد اجتماعات كونجرس الـ FIFA في العاصمة البرتغالية لشبونة؛ اجتمع المهندس عبد العزيز سالم رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم، ومحمد لطيف ويوسف محمد، ومن السودان عبد الرحيم شداد، بدوي محمد وعبد الحليم محمد، ووليم فيل الجنوب أفريقي، لوضع خطة لإنشاء الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الجهة الحاكمة لكرة القدم في إفريقيا) بمساندة من الرئيس جمال عبد الناصر.

وفي الثامن من فبراير العام ١٩٥٧م، التقى ممثلو مصر، السودان، جنوب أفريقيا وانضم إليهم ممثلو الاتحاد الإثيوبي بفندق جراند أوتيل بالعاصمة السودانية الخرطوم، وتم وضع مسودة لائحة النظام الأساسي، ومناقشة تنظيم أول نسخة لبطولة كأس الأمم الإفريقية.

وبعد التصديق على لائحة النظام الأساسي، تم اختيار المصري عبد العزيز عبد الله سالم رئيساً بالإجماع، ليصبح بذلك أول رئيس في تاريخ الاتحاد.

وفي اليوم العاشر من ذات الشهر فبراير، وبعد أول اجتماع جمعية عمومية للاتحاد، شهدت العاصمة السودانية مولد كأس الأمم الإفريقية، وذلك نزولا على رغبة الدكتور عبد الحليم محمد رئيس الاتحاد السوداني لكرة القدم، وتكريما لدوره في دعم المهندس سالم وجهوده الجبارة في تأسيس الاتحاد الأفريقي. وبالإجماع تم تسمية أول بطولة كأس باسم المهندس عبد العزيز سالم تكريما وعرفانا لجهوده كأحد آباء كرة القدم الإفريقية وصاحب الفضل الأول في ظهورها على الساحة العالمية. أشتري المهندس عبد العزيز سالم كأس الأمم الأفريقية من ماله الخاص من خان الخليلي بمصر، وهو شبيه كأس رابطة الأبطال الإنجليزية.

وتباري ثلاث فرق من القارة السمراء لأول مرة في السودان عام ١٩٥٧م، وهي مصر أثيوبيا والسودان، وقد فازت مصر بلقب أول بطولة لكأس الأمم الأفريقية، ولكن لم تسطع الاحتفاظ بالكأس الغالي بعد فوز منتخب غانا بالبطولة ٣ مرات أخرهم عام ١٩٧٢م، واحتفاظها بالكأس إلى الأبد.

وكان ذلك بمثابة بداية مغامرة مليئة بالبهجة والحيوية ولحظات عديدة لا تنسى حتى يومنا هذا، وخطوات في طريق تحديد صورة وسمات كرة القدم الإفريقية.

المصادر

موقع الاتحاد الإفريقي لكرة القدم.

موقع الاتحاد المصري لكرة القدم.

موقع وزراة الزراعة المصرية.

موقع كورابيديا.

مقال صحفى تحت عنوان: " عبدالعزيز عبدالله سالم" ، بقلم الكاتب الصحفي ياسر أيوب، جريدة المصري اليوم.