«أم المصريين» صفية زغلول

 «أم المصريين» صفية زغلول


«صفية زغلول» نموذجا نسائياً مصرياً رفيعاً، بطلة التاريخ في تحرير المرأة المصرية، أول من خرجت علي رأس الثورات المصرية، والنضال ضد المستعمرين، حاملة راية الوطن، طلباً للاستقلال، وكان لها دور بارز في الحياة السياسية، ولم تتوقف عنه طيلة حياتها، وظلت ٢٠ عاماً، بعد وفاة زوجها سعد زغلول عام ١٩٢٧، تمارس عملها الوطني دعماً لقضاياه ومؤازة لقريناتها من النساء.

«أم المصريين» هذا اللقب الوطني الذي هتف بيه أحد القادة المتظاهرين، في حشد كبير جُمع أمام بيت الأمة، بعد نفي الزعيم الراحل سعد زغلول إلي جزيرة سيشل، إبّان ثورة ١٩١٩، تلك الثورة الشاملة التي شارك فيها كل طوائف الشعب، كباراً، وصغاراً، رجالا، ونساء، مسلمون، وأقباط، وإثر نفيه حملت السيدة صفية راية الثورة، نيابة عنه، وكان لها بيان في هذا الحشد ألقته سكرتيرتها نيابة عنها قائلة:«إن كانت السلطة الإنجليزية الغاشمة قد اعتقلت سعد فإن شريكة حياته السيدة صفية زغلول تُشهد الله والوطن على أن تضع نفسها في نفس المكان الذي وضع زوجها العظيم نفسه فيه من التضحية والجهادمن أجل الوطن، وإن السيدة صفية في هذا الموقع تعتبر نفسها أماً لكل أولئك الأبناء الذين خرجوا يواجهون الرصاص من أجل الحرية» ومن يومها وهي مُتوجة بهذا اللقب، تعبيراً من الشعب عن حبهم لها، عرفاناً بجهودها، في دعم المتظاهرين، وشدَّ أزرهم، ودعم القضية الوطنية.

وفي سياق ذلك أشادت صحيفة «جريس تومسون» الأمريكية، بدور صفية زعلول، واصفةً إياها بأنها«ذات شخصية قوية وذات كبرياء ووداعة»، كما أصدرت كتابًا باسم «الزغلوليات»؛ ألقت فيه الأضواء على صفية زغلول والدور العظيم الذي قامت به بين الرجال والنساء إبَّان نفي زوجها من مصر، والدور الذي قامت به الحركة النسائية أثناء وجود سعد باشا في البلاد.

صفية مصطفي فهمي، وُلدت عام ١٨٧٨ لأسرة أرسطوقراطية، والدها مصطفي باشا، رئيس وزراء مصر في أوائل القرن التاسع عشر، تزوجت سعد زغلول، وكان آنذاك قاضياً مصرياً، من عامة الشعب، ثم اتجه للعمل العام السياسي، ووقفت جانبه، وحملت راية النضال من بعده، توفيت ١٢يناير عام ١٩٤٦، تاركةً هذا التاريخ الحافل من النضال والمثابرة والجهاد في سبيل الوطن.