أيها الإخوة المواطنون يمر العالم بأزمة دولية قد تجره إلى الدمار

أيها الإخوة المواطنون  يمر العالم بأزمة دولية قد تجره إلى الدمار

أيها المواطنون:

يسعدنى أن اجتمع بكم ويسعدنى أن أراكم.. أرى هذه الجموع.. جموع الشعب التى استطاعت بكفاحها وتصميمها، والتى استطاعت بعزمها أن تحقق الاستقلال وتحمى هذا الاستقلال، وأن تقيم الجمهورية العربية المتحدة جمهورية مستقلة.. جمهورية مستقلة جمهورية حرة ترفع رأسها شامخاً عالياً فى السماء.

احنا حققنا الاستقلال بكفاحنا وبنينا بلدنا بكفاحنا ودمائنا ودماء أبنائنا.. واحنا صممنا أيضاً على أن تكون بلدنا البلد الحر القوى البلد المتحرر الإرادة، والبلد الذى إذا نطق فإنما ينطق عن اقتناع وينطق عن إيمان بما يقول، البلد الذى آلى على نفسه أن يكون سيد نفسه فقط، وأن لا ترتفع بين أرجائه وفى سمائه إلا رايته الحرة التى أقامها بكفاحه ودمائه.. دى جمهوريتنا النهارده.. الجمهورية العربية المتحدة، الجمهورية اللى بنتوها، الجمهورية اللى بتشعر إن عليها واجب نحو نفسها، وعليها واجب نحو أبنائها، وعليها واجب نحو الإنسانية كلها، وعليها واجب نحو العالم أجمع، الجمهورية اللى تعبر عن كل واحد فيكم، واللى هى عبارة عن مجموع أفراد هذا الشعب، اللى تعتقد إن عليها دور كبير يجب أن تقوم به فى هذا العالم، هذه هى الجمهورية العربية المتحدة التى وضعتم - أنتم الشعب - لها الطريق الذى سارت فيه، وآليتم على أنفسكم أن تدافعوا عن الجمهورية وهى تسير فى هذا الطريق بدمائكم وأرواحكم وبأغلى شىء تجود به النفس.

هذه هى الجمهورية اللى كنا بنحلم بها من زمان، هذه هى الجمهورية العربية المتحدة اللى تكلمت باسمها فى الجمعية العامه للأمم المتحدة، حينما كنت اتكلم - أيها الإخوة - فى الأمم المتحدة، وحينما كنت أقابل زعماء العالم فى أثناء زيارتى لحضور اجتماع الأمم المتحدة، كنت أذكر دائماً كفاح هذا الشعب وتصميم هذا الشعب وآمال هذا الشعب وأمانى هذا الشعب، وكنت حينما اتكلم أعبر فى كل كلمة انطق بها عن السياسة التى رسمها هذا الشعب بكفاحه وتصميمه ودمه، السياسة الحرة المستقلة.

ليه احنا نحضر الجمعية العامة للأمم المتحدة؟ احنا بعد أن تحررنا من الاستعمار وبعد أن أعلنا سياستنا الحرة المستقلة، وبعد أن صممنا على أن نتبع سياسة الحياد الإيجابى، وبعد أن أعلنا القومية العربية وأقمنا الجمهورية العربية المتحدة؛ إننا بعد هذا كله - أيها الإخوة - لابد لنا أن نعمل فى المجال الدولى، ولا نترك المجال الدولى للدول الكبرى التى تملك الأسلحة الذرية والصواريخ، فإن العالم اليوم فيه من القوى ما ينافس هذه القنابل الذرية والصواريخ.

هذه القوى - أيها الإخوة - هى القوى المعنوية التى تتمثل فيكم، والتى تتمثل فى الشعوب الحرة التى كافحت من أجل حريتها واستقلالها، وحصلت على هذه الحرية والاستقلال، والشعوب الحرة التى تنادى بحق شعوب العالم فى الحريات وفى تقرير المصير، هذه هى - أيها الإخوة المواطنون - هى القوة المعنوية.

وبالأمس فى الجمعية العامة للأمم المتحدة اجتمعت مع ممثلى الدول الآسيوية - الإفريقية، وقلت لهم حينما تكلمت: إننى حينما أنظر لكم - أنتم ممثلى الدول الآسيوية - الإفريقية - أذكر عام ١٩٥٦، أذكر شعب الجمهورية العربية المتحدة وهو يدافع عن أرضه وبلده وكيانه وعروبته، وهو يعتمد على نفسه، ويعتمد أيضاً على القوى المعنوية الحرة فى العالم.. قلت لهم: إننى حينما أنظر إليكم الآن أقول لكم: إن القوى المعنوية التى تمثلت فى سنه ٥٦ فى الدول الآسيوية - الإفريقية هنا فى الأمم المتحدة فى نيويورك وفى البلاد التى تضمها هذه المجموعة.. كنت أرى هذه القوى المعنوية، وأشعر أن هذه القوى المعنوية أقوى من التهديد بالصواريخ، وأقوى من التهديد بالقنابل الذرية؛ لإن القنابل الذرية والصواريخ إنما هى أسلحة للدمار، أما قوتنا المعنوية فهى أسلحتنا للبناء وللتنمية والتعمير. (تصفيق حاد).

بهذا الإحساس - أيها الإخوة المواطنون - بهذا الاحساس ذهبت لإحضر اجتماع الدورة الخامسة عشر للأمم المتحدة، وبهذا الإحساس وقفت فى الأمم المتحدة لاتكلم، وكنت أشعر وأنا اتكلم أننى اتكلم من مركز القوة - مركز القوة المعنوية - التى تتمثل فى كل فرد من أبناء هذا الشعب، وكنت اتكلم أيضاً من موقف القوة المعنوية التى شعرنا بها فى سنة ٥٦ ونحن نتعرض للعدوان، وكنت اتكلم أيضاً من مركز القوة المعنوية التى مكنتنا من أن نهزم العدوان الذى شنته علينا دولتين من الدول الكبرى، وأن نحافظ على أرضنا وأن نحافظ على بلادنا. بهذا المنطق - أيها الإخوة - ذهبت إلى نيويورك، وأنا أشعر أن علينا - نحن الدول التى حققت الاستقلال حديثاً - أن نقوم بدور فى هذه السياسة الدولية، ولا نترك العالم للمعسكرات تتصارع، ولكن علينا أن نشعر العالم كله أن هناك قوى معنوية كبرى فى هذا العالم تستطيع أن تفرض إرادتها، وانه هناك رأى عام عالمى له من التقدير وله من الاعتبار ما يجبر أية دولة تملك القنابل الذرية والصواريخ على أن تضعه فى اعتبارها، وعلى أن تنظر إليه بحساب كبير.

ذهبنا - أيها الإخوة - إلى الأمم المتحدة بهذا المنطق وبهذه النظرة، وفى الأمم المتحدة أعلنت باسم شعب الجمهورية العربية المتحدة السياسة التى نؤمن بها، وأعلنت رأينا فى كل المشاكل الدولية والمسائل الدولية.

واليوم - أيها الإخوة المواطنون - يمر العالم بأزمة.. يمر العالم بأزمة دولية قد تجره إلى الدمار، وعلينا نحن الدول التى آثرت أن تتبع سياسة عدم الانحياز وسياسة الحياد الإيجابى أن نظهر للعالم أنه لا يتسع فقط للكتلة الغربية والكتلة الشرقية، ولكن فيه أيضاً دول آثرت على أن تكون دولاً غير منحازة، وعلى أن لا تكون ضد أى كتلة من التكتلات، ولكنها آثرت أيضاً على أن تحافظ على السلام لتبنى وطنها، وتعوض ما فاتها فى عصر البخار وفى عصر الكهرباء، وتبنى وتطور هذا الوطن حتى تقيم العدالة الاجتماعية.

إننا حينما نعمل من أجل السلام فإنما نعمل من أجل أنفسنا ومن أجل بناء وطننا، ومن أجل رفع مستوى المعيشة وتعويض ما فات.. ما فات رغماً عن إرادتنا، لإننا لم نتمكن بفعل المستعمر فى السنين الغابرة من أن نبنى بلدنا ونطورها، ومن أن نطور هذا الوطن حتى نرفع مستوى معيشته ونقيم بين أرجائه العدالة الاجتماعية، لم نستطع أن نقيم هذا فى الماضى، ولكنا حينما تحررنا استطعنا أن نقيم بين أرجاء هذا الوطن البناء، واستطعنا أن نعمل على أن نحقق العدالة الاجتماعية، فى سبع سنوات منذ قامت الثورة هنا فى مصر ضاعفنا الدخل القومى من ٦٥٠ مليون جنيه إلى ١٣٠٠ مليون جنيه ضوعف الدخل القومى فى سبع سنوات. إذن احنا عايزين السلام علشان نضاعف الدخل القومى مرة واتنين وتلاتة، وعلشان نقدر نقابل الحياة، وعلشان نقدر نعيش الحياة الحرة الكريمة السعيدة التى نتمناها، وعلشان نقدر نشوف الفرص اللى شافتها البلاد اللى استقلت قبلنا، واللى وجدت لنفسها الفرصة علشان تبنى وعلشان ترفع من مستوى معيشة أبنائها.

إذن احنا لما بننادى بالسلام بننادى بالسلام من أجل أنفسنا ومن أجل أبناءنا ومن أجل بناء بلدنا، وحينما ننادى بالسلام ننادى أيضاً بالسلام من أجل سلام العالم كله؛ لإن السلام إذا أنهار فى أى جزء من أجزاء العالم، فلابد أن يؤثر على العالم كله، واحنا مانعرفش إذا أنهار السلام وقامت الحرب هتجيلنا قنبلة ذرية منين أو هننضرب منين، احنا عايزين نحافظ على استقلالنا ونحافظ على حريتنا.

وآثرنا سياسة الحياد الإيجابى وسياسة عدم الانحياز، وأعلنا اننا ننحاز إلى جانب السلام وإلى جانب الحق، واننا ضد الحرب. كل دا - أيها الإخوة - قلته باسمكم فى الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأعلنت المبادئ والأهداف اللى احنا أعلناها وتبنيناها، أعلنت باسم شعب الجمهورية العربية المتحدة، سياستنا من أجل حق الشعوب فى الحرية والاستقلال وتقرير المصير، وأعلنت سياستنا من أجل إقامة سلام عالمى، ثم أعلنت رأينا فى حدة التوتر العالمى وحدة التوتر الدولى وفى الأزمة التى حلت بالعالم بعد أن أنهار مؤتمر باريس، وأعلنت باسم شعب الجمهورية العربية المتحدة أن السلام لا يهم الدول الكبرى فقط، أو لا يهم الكتل فقط ولكنه يهم كل الشعوب ويهم كل العالم. وإذا كانت الدول الكبرى تتصارع أو تتخاصم، فإن هذا يهدد السلام ويؤثر علينا ويؤثر على تطورنا ويؤثر على العمل من أجل تنمية بلادنا. وطالبت فى هذا الاجتماع بعد أن قلت إن الرئيس "أيزنهاور" - رئيس الولايات المتحدة الأمريكية - قال فى خطابه: إنه مستعد أن يتفاوض من أجل نزع السلاح، ورئيس حكومة الاتحاد السوفيتى - الرئيس "خروشوف" - قال: إنه مستعد إنه يتفاوض من أجل نزع السلاح، فإذا كانوا الاتنين عاوزين يتفاوضوا.. ليه.. ليه مايقعدوش علشان يتفاوضوا؟! وكان هذا الاقتراح وهذا الكلام تعبير عن الروح اللى بتتمثل فى هذا الشعب.

أنا قريت فى بعض الصحف كلام بيقول إن الدول اللى بتتبع سياسة الحياد بيهمها إن التوتر يزداد، وإن شدة التوتر تزداد حتى يستطيعوا أن يأخذوا مساعدات من الجانبين، وكان كلامنا طبعاً يدل على أن هذا الكلام إنما تعبير عن عدم فهم أو تعبير عن بساطة فى الفهم. الدول اللى بتنادى بالحياد الإيجابى وبتنادى بعدم الانحياز، بتعمل على منع اتساع الكتل العسكرية، لأننا نؤمن أن اتساع الكتل العسكرية، إنما يعنى الحرب إذا انقسم العالم كله إلى معسكرين وتربص كل معسكر بالآخر، فلابد من أن تكون هناك حرب حتى يستطيع أى من المعسكرين أن يفرض إرادته. أما إذا كانت فى هذا العالم الذى نعيش فيه دول مستقلة آثرت على أن تتبع سياسة الحياد الإيجابى وعدم الانحياز، فإننا بهذا نستطيع أن نخفف من حدة التوتر الدولى؛ لان العالم بهذا ما يبقاش منقسم إلى كتلة شرقية وكتلة غربية، ولكن العالم يكون فيه دول لا تنحاز إلا لضميرها، تقول كلمتها فى موضع الحق سواء كانت هذه الكلمة تغضب هذه الكتلة أو تغضب هذه الكتلة، أو سواء هذه الكلمة تؤيد هذه الكتلة أو تؤيد هذه الكتلة. إننا فى كلمتنا إنما نعبر عن ضميرنا ونعبر عن جمهوريتنا، ونحن لا ننحاز لكتلة شرقية أو لكتلة غربية، ولكنا ننحاز فقط لجمهوريتنا العربية المتحدة، كما قلت إننا ننحاز أيضاً للسلام.

فى الأمم المتحدة كانت هناك فرصة لأن نبين رأينا بوضوح فى نيويورك، وكانوا بيقولوا إن نيويورك معقل الصهيونية العالمية، وإنه قد يكون من المخاطرة وقد يكون من الصعب أن أذهب إلى نيويورك، ولكن فى نيويورك فى الشعب الأمريكى كانت الصورة اللى عنده بالنسبة لنا صورة مهزوزة، لإن الصهيونية العالمية بتحاول دائماً إن تبين له إن الشعب العربى شعب مشاغب.. شعب مشاكس، وإن إسرائيل هى الضحية وإن العرب هما اللى بيقوموا بالعدوان. استطعنا فى هذه الزيارة أن نبين موقفنا الحقيقى كيف اغتصبت إسرائيل جزء من العالم العربى، وكيف وقع هذا الخطأ، وكيف تخلت الأمم المتحدة عن مسئوليتها تجاه فلسطين وتجاه حقوق شعب فلسطين، وقلنا رأينا بصراحة ووضوح إن تصحيح الخطأ لابد وأن يكون بإزالة هذا الخطأ، ولابد من أن تعود الأمور إلى ما كانت عليه حينما وقع هذا الخطأ، قلنا رأينا بصراحة ورأينا بوضوح، وأعلنا أن حقوق شعب فلسطين لا يمكن أن نتناساها، ولا يمكن أن نتجاهلها بأى حال من الأحوال. (تصفيق وهتاف).

ومن الواضح - أيها الإخوة - إن العرب عمرهم ما تنازلوا عن حقوقهم.. على مر السنين وعلى مر التاريخ وعلى مر الأيام لم نتنازل أبداً عن حقوقنا، ولكنا كنا نصبر وكنا نثابر حتى نستعيد هذه الحقوق. تكلمت أيضاً - أيها الإخوة - عن كفاح شعب الجزائر العربى وعن المأساة التى تحل به، وطالبت الأمم المتحدة بأن تحمل مسئوليتها، وأعلنت اننا - نحن الشعب العربى - نؤيد شعب الجزائر فى سبيل استرداد حقوقه واسترداد استقلاله. تكلمت أيضاً عن المبادئ التى رفعناها منذ باندونج، وقلت باسمكم: إن هذه المبادئ التى أعلناها منذ خمس سنوات لازالت هى المبادئ التى ننادى بها اليوم، ولازالت هى المشاكل التى ننادى بها اليوم.. مشاكل الاستعمار فى كل مكان، مشاكل الاستعمار فى الكونغو، والأخطاء اللى حدثت فى الكونغو، وكيف تآمر الاستعمار على الكونغو، مشاكل الاستعمار فى إفريقيا، مشاكل حق كل شعب فى تقرير مصيره، المشاكل التى بحثناها فى باندونج وقدمتها للجمعية العامة باسم شعب الجمهورية العربية المتحدة.

كانت هذه - أيها الإخوة - هى ناحية من نواحى الزيارة، وكانت هناك ناحية أخرى لهذه الزيارة، كان هناك الكثير من الفرص للاجتماع بزعماء العالم، ولتبيان وجهة نظرنا فى جميع المسائل لهم، المسائل العالمية ومسائلنا الخاصة، مشاكلنا ومشاكل العالم، ونحن نشعر أن علينا مسئولية كبرى نحو مشاكلنا، كما علينا أيضاً مسئولية كبرى نحو مشاكل العالم.

تقابلت مع "نهرو" و"تيتو" و"سوكارنو" و"نكروما"، الدول التى تنادى بالحياد الإيجابى، وتقابلت مع صائب سلام وممثلى الدول العربية، وتقابلت مع "خروشوف" و"أيزنهاور" و"ماكميلان" ووزراء خارجية الدول الموجودة فى الجمعية العامة، كانت هناك فرصة أن نشرح وجهة نظرنا لكل دول العالم وجه لوجه.

واجتمعنا - الدول المحايدة - وبحثنا الموقف الدولى والموقف العالمى، وقدمنا قرار للأمم المتحدة هذا القرار ينص على التوصية بمطالبة "أيزنهاور" و"خروشوف" بالاجتماع من أجل تخفيف حدة التوتر الدولى، هذا القرار قدم للجمعية العامة للأمم المتحدة، وكان المفروض أن ينتظر حتى تنتهى فترة إلقاء الخطب فى الجمعية العامة، ولكن الجمعية العامة وافقت بالإجماع على أن تقطع فترة إلقاء الخطب، وأن تضع هذا القرار موضع المناقشة والتصويت فى الحال.

وكان الصدى ورد الفعل لهذا القرار كبير لإن العالم كله عايز السلام، ماحدش أبداً عايز الحرب، الناس قاست من الحرب العالمية التانية، وبتعتبر إن أى حرب أخرى بتقضى على كل هذه البشرية وكل هذه الإنسانية. سيعرض هذا القرار للمناقشة غداً فى الجمعية العامة، طبعاً باقدر أقول إن حصلت بعض مناورات مثلاً، جا "منزيس" وكلنا فاكرين "منزيس" من سنه ٥٦ جا وراح متقدم باقتراح باسم استراليا للجمعية العامة يعدل هذا الاقتراح، فى الحقيقة الاقتراح أو التعديل اللى قدمته استراليا هو تعبير عن الحرب الباردة بأجلى معانيها؛ لإن استراليا بهذا التعديل إنما تريد أن تقضى على القرار الذى تقدمت به الدول الخمس التى تنادى بالحياد الإيجابى وتتبع سياسة عدم الانحياز، قدم قرار.. بيقدم تعديل بيقول: إن الجمعية العامة توصى بأن تجتمع كل الدول العظمى أو الدول الكبرى، يعنى عملية الغرض منها تعويم الموضوع وعدم تمكين إنه يمشى، ولكن لا أظن إن هذه المناورات ستنجلى أو ستؤثر.. أولاً احنا عملنا واجبنا ماكانش يكون هناك معنى أبداً بأى حال من الأحوال ان احنا نحضر اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، ونرى هذا الموقف الدولى المتوتر ونرى فى جلسات الأمم المتحدة التوتر يزداد كل يوم، ومانعملش حاجة.. نقعد نتقرج على الكلام والخطب والشتيمة والردود، ودا حاجات كنا بنتفرج عليها هناك وانتم كنتم بتسمعوها هنا وبتتفرجوا عليها كمان. لازم نقوم بواجبنا، واجبنا إيه فى هذه المسئولية؟ واجبنا ان احنا نقول رأينا بصراحة، إذا كان هؤلاء الناس عايزين يعملوا فعلاً من أجل السلام اللى بيتكلموا عليه، وإذا كانوا عايزين يعملوا من أجل نزع السلاح اللى بيبحثوا فيه، فالحل الوحيد ان احنا ننسى ما مضى ويقعدوا الاتنين يبتدوا مرحلة. قدمنا هذا القرار للجمعية العامة.. طبعاً فيه محاولات من استراليا، وطبعاً بنفهم استراليا هنا بتمثل إيه علشان عدم تمكين هذا القرار من أن يأخذ موافقة الجمعية العامة، احنا عملنا واجبنا ونحن الدول التى نتبع سياسة عدم الانحياز والحياد الإجابى، أعلنا رأينا للعالم وأعلنا للعالم كله أن هناك فترة من التوتر الدولى، واننا نعمل بكل طاقتنا على أن نخفف من حدة هذا التوتر الدولى، ولهذا نتقدم بهذا الاقتراح، وبعتنا هذا الاقتراح.. مضيناه وبعتناه برسالة لـ "أيزنهاور" وإلى "خروشوف"، علشان يكونوا على بينة من الكلام اللى هم عايشين فيه النهارده.

وإيه موقف الدول الأخرى.. الدول اللى بتشعر إن أى توتر دولى بيأثر عليهم، وإن الحرب الباردة بتأثر عليهم، لأن احنا بنكون مسرح الحرب الباردة وميدان الحرب الباردة، وجا لى ردود على هذه الخطابات اللى احنا أرسلناها ونشرت هذه الردود.

كل اللى بنتمناه ان احنا نستطيع أن نقوم بدور فى سبيل السلام العالمى، كل اللى احنا برضه بنعمل من أجله إن ما تقفش الكتلة الشرقية والكتلة الغربية يتصارعوا والعالم يقف يتفرج عليهم، واحنا نقف نتفرج عليهم علماً بإن هذا الصراع بيؤثر على مصيرنا بيؤثر على كل خطط التنمية وعلى كل خطط التطور فى بلدنا. (هتاف)

باعتبر إن القومية العربية والقوى العربية استطاعت فى هذه الدورة أن تحقق انتصار كبير، واستطاعت أن تفرض وجودها، واستطاعت إنها تدى فرصة للعالم كله إنه يشوف إيه هى الحقيقة.

الصهيونية العالمية كانت بتحاول أن تصورنا بصورة المتوحشين.. المشاغبين المشاكسين، وأنا بدى اقول لكم: إن الناس فى نيويورك مثلاً كانوا منتظرين إنهم يشوفوا جمال عبد الناصر واقف يخبط ويزعق بالصورة اللى الصهيونية بتحاول تخدع بها الشعب الأمريكى، ولكن طبعاً وجدوا صورة تختلف، وجدوا صورة فعلاً فيها تعبير عن هذا الشعب.. الشعب الحر المستقل.

وباقدر أقول: إن الصورة اللى حطتها الصهيونية بتعتبر الآن صورة اهتزت، ولم تستطع الصهيونية فى هذه الفترة أن تجد لها منفذ، أو لم يستطع الاستعمار الذى تحالف مع الصهيونية فى الماضى أن يجدوا لهم أى منفذ، وكنا نشعر أن العالم - ممثل فى الأمم المتحدة - ينظر إلى العرب بتقدير واحترام، وسمعت الكلام دا من كل واحد قابلته، وسمعت هذا الكلام من كل الرؤساء اللى اجتمعت معاهم.

والصهيونية لم تستطع أن تحاربنا.. طبعاً حاربتنا ولكن لم تستطع أن تعمل فينا بطعناتها.. أو أن تؤثر فينا، كان لازم طبعاً يدوروا على حد يأجروه ويجبوه علشان يشتغل، فوجدوا الملك الصغير اللى كلنا... (هتاف)، الملك الصغير أو.. كلنا عارفين الملك الصغير أو الملك الأجير اللى جا فى نيويورك، أجروه علينا فى نيويورك - على العرب كلهم مش على الجمهورية العربية المتحدة وحدها - علشان ييجى يبوظ الهيبة زى اللى بيأجروهم هنا علشان يبوظوا الفرح أو يرحوا يعملوا.. (هتاف)، وجا الملك حسين فى نيويورك، كل اللى قالوه الصهيونية بعد ما اتكلمنا وبعد ما بينا موقف العرب وهيبة العرب وقوة العرب، الصهيونيين ما قدروش يعملوا حاجة، طلع يوم خبر فى الجرايد الملك الصغير جاى إلى نيويورك علشان يتكلم باسم القومية العربية، كان أول تعليق لنا والله أجروه، أجروا جده قبل كده.. ما يأجروهوش هو ازاى؟! (هتاف)، كلنا نعرف طبعاً ازاى أجروا جده سنة ٤٨، أجروه على العرب كلهم وأجروه على فلسطين وأجروه على شرفنا وأجروه على دمنا وأجروه على روحنا، وطبعاً تآمر أعوان الاستعمار مع الاستعمار مع الصهيونية، وتآمر الملك عبد الله فى هذا الوقت ضدنا، وكان يمثل الخنجر، ولكن احنا أخدنا الدرس، إذا جوم النهارده أجروا حفيده لن يستطيع حفيده مهما إدوله أى خنجر إنه يجرحنا أو يعور أى واحد فينا.. اللى أجروه سنة ٤٨. (هتاف من الجماهير).

أيها الإخوة:

أجروا الملك الصغير ووصل إلى نيويورك الملك الأجير، واستنينا نشوف حيتكلم حيقول إيه، طبعاً ماكانش فيه أمل الولد طبعاً يبقى سر جده وسر عيلته، والولد أما يطلع لجده ما بتبقاش غريبة، جاء إلى نيويورك علشان يتكلم. (هتاف من الجماهير).

أيها الإخوة:

جاء الملك حسين إلى نيويورك وتكلم فى الجمعية العامة للأمم المتحدة، اتكلم كلمة من ١٢ ورقة اتكلم منها ييجى ٥ ورقات ضد الجمهورية العربية المتحدة، واتكلم خمس كلمات عن فلسطين، وخمس كلمات عن الجزائر، والباقى شتم فيه فى الاتحاد السوفيتى وشتم فيه فى سياسة الحياد الإيجابى.

قال إيه الملك الأجير أما اتكلم فى الجمعية العامة؟ وقف يقول للجمعية العامة أن هناك خطر كبير يهدد الأردن، وأن هناك توتر بين الجمهورية العربية المتحدة والأردن، وإن الجمهورية العربية المتحدة تريد أن تهدم الأردن، وإن هزاع المجالى مات، وإن الحالة هناك مطربقة على دماغه، وإن ما هواش... ماعندهوش حاجة أبداً فى الأردن، كل الدنيا مطربقة على راس الملك حسين فى الأردن من الجمهورية العربية المتحدة ونفى خالص إن فيه حاجة اسمها شعب الأردن، وطلب من الناس اللى بيسمعوا منه هذا الكلام إنهم يصدقوه. طبعاً يعنى حاجة مؤسفة إن واحد عربى وملك عربى، ولو إنه طبعاً يعتبر سليل الخيانة فى العالم العربى، ولكن برضه أمر يؤسف إليه، إن هذا الملك العربى ييجى ويتأجر علشان يلاقى إن القومية العربية والأمة العربية كسبت مكسب يحاول إنه يهدمه، ولكن هل استطاع حسين أن يحقق أهدافه؟ هل استطاع الملك الأجير أن يحقق أى هدف من هذه الأهداف؟

أنا قابلت عدد كبير من الوفود.. من رؤساء الوفود، وكان كل واحد يتساءل عن كلمة الملك حسين، وكان كل واحد بيبدى أسفه وأساه إن العالم العربى فيه مثل هذا الشخص، ثم يعود ويتدارك ويقول، ولكن طبعاً هذا الأمر مش جديد لأن عبد الله دا بيسير على منواله والولد برضه سر جده، وكان كل واحد فى الدول الآسيوية - الإفريقية.. الدول الحرة.. الدول المستقلة يعتقد ويؤمن أن هذا الشخص اللى هو الملك حسين جاه إلى نيويورك متأجر علشان يخدم القضية الصهيونية ويخدم قضايا الاستعمار، وعلشان يأثر فى الهيبة العربية اللى بنيت فى هذه الدورة فى الأمم المتحدة، لم يستطع حسين أن يحقق أى هدف.. ليه؟ كل واحد كان بيتساءل عن مثلاً مقتل هزاع المجالى، هما وجهوا لنا اتهامات كتيرة عن مقتل هزاع المجالى، ولكن هل تصوروا إن العالم نسى إن هزاع المجالى عينه "تمبلر" فى سنه ٥٥ فى ديسمبر سنة ٥٥ رئيس للوزراء، وإن شعب الأردن اللى بينساه حسين النهارده وهو يتكلم، واللى بينفى وجوده.. شعب الأردن استطاع فى ٢٤ ساعة يطرد هزاع المجالى من رئاسة الوزارة، يطرده من رئاسة الوزارة ويجعله يهرب خارج عمان.

دا شعب الأردن، شعب الأردن القوى الأبى الحر اللى مامكنش "تمبلر"، (تصفيق وهتاف)، شعب الأردن اللى تصدى لـ "تمبلر" فى سنة ٥٥، وكان "الجنرال تمبلر" فى هذا الوقت رئيس أركان حرب الإمبراطورية البريطانية وماقدرش يفرض إرادته فى عمان.. ماقدرش يفرضها على مين؟ فرضها على الملك حسين، ولكن لم يستطع أن يفرضها على شعب الأردن، لأن شعب الأردن فرض إرادته بعد ٢٤ ساعة من تنفيذ إرادة "تمبلر" ومن رضوخ حسين إلى إرادة الاستعمار، شعب الأردن دا موجود النهارده، موجود منه فى السجون وموجود منه ضحايا وموجود منه قتلى، شعب الأردن لم يقبل أن تحكمه الخيانة فى الماضى، ولا يقبل أن تحكمه الخيانة فى الحاضر، شعب الأردن لم يقبل أن يكون بأى حال من الأحوال مطية للاستعمار أو مطية للصهيونية، وشعب الأردن لن يقبل أبداً فى الحاضر أن يكون مطية للاستعمار ومطية للصهيونية، كان كل واحد من اللى قابلتهم هناك يعلم أن شعب الأردن هو الشعب الثائر على الملك الصغير.. الملك الأجير، شعب الأردن الذى ثار على الخيانة فى الماضى يثور عليها الآن.

شعب الأردن الذى قضى على الخيانة فى الماضى يعمل على القضاء عليها الآن، شعب الأردن اللى هو شعب عدده صغير، وقاسى الكثير من المآسى وقاسى الكثير من التعذيب، شعب الأردن اللى فيه منه آلاف وعشرات الآلاف فى السجون النهارده، والملك الصغير.. الملك الأجير بيعتقد انه هو يستطيع انه ينسى شعب الأردن ويستطيع انه يخدع العالم ويروح يقول إن العرش اللى بيهتز فوق راسه دا سببه الجمهورية العربية المتحدة، مش سببه الخيانة ولا سببه أنه عميل للاستعمار ولا سببه إنه حليف للصهيونية.

ولكن كان الملك الصغير الأجير فى هذا إنما يخدع شخص واحد، يخدع نفسه.. يخدع نفسه فقط، ولم يستطع أن يخدع أى فرد من اللى استمعوا إليه فى الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وارتدت الطعنة.. الطعنة الخائنة إلى الصدر الخائن الذى وجهها إلى الأمة العربية وإلى الجمهورية العربية المتحدة؛ لإن كل من استمع إلى هذا الملك الصغير إنما كان يعلم انه يعبر عن رأى أعداء القومية العربية وأعداء الجمهورية العربية المتحدة. دى نتيجة مجهود الملك حسين فى نيويورك، واللى أجروه كمان، هو واللى أجروه، كل دا نتيجة مجهودهم طبعاً بنقدر نقول إن فيه نقطة حبر يمكن، لكن نقطة حبر بتتمسح بالأستيكة.. ببساطة فى نصف دقيقة.

فى هذه اللحظة اللى كان الملك حسين فى هذه الأوقات.. اللى كان حسين بيتكلم فيها فى نيويورك ضد الجمهورية العربية، وبيقوم بالدور اللى أجروه علشانه، كان إيه بيحصل فى عمان؟ يوم ٢٩ الشهر الماضى قطعت إذاعة عمان - إذاعة الملك الصغير - الإذاعة وأعلنت إن فيه طيار من الجمهورية العربية المتحدة لجأ إلى عمان. وأنا سمعت هذا الخبر وأنا موجود فى نيويورك، لأ ما صدقتش، مش معقول أى واحد فى الجمهورية العربية المتحدة - أى جندى فى الجمهورية العربية المتحدة، وكلنا جنود فى الجمهورية العربية المتحدة - بيفضل إنه يموت ولا يبعش نفسه للخيانة والاستعمار.. من رئيس الجمهورية لأصغر غفير فى هذه الجمهورية. (هتاف وتصفيق).

ما صدقتش هذا الكلام وقلت رواية جديدة من روايات الملك حسين، رجعوا أذاعوا وقالوا إنه نزل فى أرض تصلح للهبوط مانزلش فى المطار، وجم قالوا إنه حيعمل مؤتمر صحفى وحنذيعه عليكم.

السلطات هنا فى القاهرة طبعاً لم تصدق هذا الكلام، وتنبأت بأن سلطات الخيانة فى الأردن ستعمل بكل الوسائل اللى احنا عارفينها.. التعذيب والضغط، الوسائل اللى بيتبعوها مع الوطنيين الشرفاء علشان يجبروا هذا الضابط الشريف إنه يتكلم كلام عايزينه علشان يحافظ على حياته.

وزارة الخارجية هنا طلبت سفير الأردن، وبلغته ان احنا بنحملهم مسئولية أى شىء يحصل لهذا الضابط، وان احنا من كل الحوادث نرى إن الطيارة نزلت فى الأردن نزول اضطرارى، لإنه إذا كان فعلاً عايز يلجأ للأردن يروح مطار عمان وينزل هناك، بيقول لهم هناك أنا جاى وينزل فى المطار ما ينزلش بره فى الجبل أو ينزل بره فى الصحرا.

امبارح قطعت إذاعة الأردن اللى كانت بتقول إن الطيار العربى الملازم عدنان المدنى حيعمل مؤتمر صحفى، ويقول فيه أسرار وكلام على الجمهورية العربية المتحدة، قطعت إذاعتها وقالت: إن الملازم عدنان مدنى انتحر ومات، بنفهم إيه من الكلام دا؟ (هتاف).

يعنى عدنان إذا كان استشهد فهو استشهد مع إخوانه الأردنيين اللى استشهدوا فى عمان بواسطة الملك حسين وزبانية الملك حسين، ويشرفنا نحن الجمهورية العربية المتحدة ان احنا نستشهد فى عمان فى سبيل قضية عمان وفى سبيل الحق، علشان نضرب المثل على الرجولة والكرامة والشرف. (تصفيق).

عدنان المدنى كان يقدر يبيع نفسه بالفلوس للملك حسين زى ما قالوا فى الإذاعة، وزى ما قالوا: إنه طلب من جلالة الملك المعظم النسيب الحسيب إنه يدى له حق اللجوء فى الأردن، عدنان المدنى كان يقدر يشترى حياته بإنه يبيع نفسه ويبيع ضميره، ولكنه ما اشتريش حياته أبداً بخيانة بلده، اشترى بلده بحياته وبدمه وبروحه، دى الروح العربية مش اللى موجودة فى الجمهورية العربية بس موجودة فى الجمهورية العربية المتحدة وموجودة فى كل بلد عربى وموجودة فى عمان، والملك حسين يعرف كده، وعلشان كده كاب بيتكلم وهو بيموت من الرعشة وبيرتعش وهو موجود هناك، (هتاف)، الشخص اللى بيرتجف واللى بيترعش أما بيتكلم هو مش بيرتعش ويرتجف من الجمهورية العربية المتحدة لإن الجمهورية العربية المتحدة مش هتهاجم الأردن، ولكنه يرتجف ويرتعش من أحرار الأردن اللى لن يقبلوا الخيانة ولن يقبلوا أعوان الاستعمار والصهيونية بينهم.

قتلوا عدنان المدنى، ولكنهم لم يستطيعوا أن يجبروه على أن يسير كما سار الملك حسين وكما سار الملك عبد الله.. يسير فى طريق الخيانة، رفض الطيار السورى الشريف عدنان المدنى أن يتبع طريق الملك الصغير.. والضابط الصغير الملازم طلع أشرف من الملك. (هتاف).

الضابط الصغير مارضيش يخون بلده، والملك بيخون بلده، الضابط الصغير فضل انه يشترى بلده بدمه وبروحه، والملك بيبيع بلده بشوية دولارات وشوية جنيهات، دى الحياة ودى المناظر اللى احنا عايشين فيها ودا سبب التوتر فى الشرق الأوسط يا جلالة الملك حسين، مش سبب التوتر هو تهديد الجمهورية العربية المتحدة للأردن ومحاولاتها هدم الأردن.

طبعاً بيؤسفنا أن يموت الشباب العربى بيد الخيانة والغدر، ويؤسفنا أيضاً إنى أقول: إن مش الملك حسين بس اللى يتحمل وزر هذه الأعمال، كل واحد بيشتغل مع الملك حسين النهارده يتحمل وزر هذا الأعمال، واللى حيحاسبه مش أنا ولا الجمهورية العربية المتحدة، اللى حيحاسبهم شعب الأردن، شعب الأردن هو اللى حيحاسبهم وهو اللى قادر على حسابهم، شعب الأردن اللى مات منه المئات والألوف، وهو بيحارب من أجل فلسطين فى الوقت اللى كان الملك عبد الله بيبيع فلسطين لليهود، شعب الأردن حيحاسب حسين ويحاسب اللى بيتعاونوا مع حسين علشان يخلقوا من الأردن قاعدة للصهيونية وقاعدة للاستعمار.

دى قضية الملك حسين بنتركها قضية جانبية وبنرجع لكلامنا، وبنقول إن القومية العربية حقيقة واقعة تعترف بها كل دول العالم، وأما اتكلمت فى الجمعية العامة للأمم المتحدة عن الوحدة العربية، وقلت ان احنا دعاة وحدة عربية، كل الأمم المتحدة صفقت، الدول العربية والآسيوية والإفريقية والشرقية، احنا دعاة وحدة ودعاة قومية عربية، (هتاف)، حنعمل دائماً فى سبيل القومية العربية وفى سبيل الوحدة العربية، الخيانة تتساقط، أعوان الاستعمار والصهيونية يتساقطوا، الأمة العربية تقوى يوم عن يوم، كل يوم نشعر فيه إننا أقوى من اليوم الذى سبقه بعملنا وتصميمنا وإرادتنا على أن نتبع السياسة الحرة المستقلة.

وبفضل هذا الشعب وقوة إيمانه وتصميمه، الشعب الذى حقق الحرية وحقق الاستقلال، الشعب الذى حافظ على هذه الحرية وحافظ على هذا الاستقلال، الشعب الذى صمم على أن يتبع سياسة حرة مستقلة، فاتبع السياسة الحرة المستقلة وسار عليها، سنستطيع بإذن الله وبفضل هذا الشعب أن نحقق كل الآمال التى نتمناها، الآمال المعنوية من أجل بناء بلدنا ورفعة سمعتها ورفعة شأنها، والأعمال المادية من أجل بناء المصانع والتنمية والتعمير، من أجل رفع مستوى المعيشة ومن أجل إقامة عدالة اجتماعية. والله يوفقكم.

والسلام عليكم ورحمة الله.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

خطاب الرئيس جمال عبد الناصربعد عودته من نيويورك

فى الخامس من أكتوبر عام١٩٦٠م.