الأديب الغواتيمالي ميغل أنخل أستورياس

الأديب الغواتيمالي ميغل أنخل أستورياس

ولد الأديب الكبير ميغيل أنخل أستورياس في غواتيمالا في التاسع عشر عام  ١٨٩٩.  جمع أستورياس بين كونه  شاعر وروائي

 وكاتب مسرحي وصحفي ودبلوماسي، فهو يعتبر أحد أبطال أدب أمريكا اللاتينية في القرن العشرين حيث تبنى فكر تجديد التقنيات السردية والواقعية السحرية التي  تبلورت في وقت لاحق فكونت حركة «البوم»  في الأدب الإسباني الأمريكي في ستينيات القرن العشرين.

درس أستورياس القانون في جامعة سان كارلوس في غواتيمالا، حيث شارك في  النضال ضد ديكتاتورية "إسترادا كابريرا"، حتى تم الإطاحة به في عام ١٩٢٠. وبعد  عامين أسس وأدار الجامعة الشعبية ؛ وبالتزامن مع هذا بدأ في نشرأولى  كتاباته. ثم  سافر بعدها إلى  أوروبا، حيث اتصل عن قرب بالحركات الأدبية والتيارات الفكرية  التي ساهمت في تشكيل وثقل موهبته الأدبية.  وهناك درست لغويات المايا والأنثروبولوجيا في جامعة السوربون مع الأمريكي  جورج رينو.

و في عام ١٩٣٣ عاد إلى غواتيمالا، حيث قام بالتدريس في الجامعة، وأسس  صحيفة "دياريو ديل آير"، وهي تعد أول صحيفة إذاعية، وهكذا عاش  أستورياس حياة مفعمة بالثقافة والأكاديمية . في الفترة الثورية من ١٩٤٤ إلى ١٩٥٤ شغل أستورياس مناصب دبلوماسية مختلفة. وفي عام ١٩٦٦ حصل على جائزة لينين للسلام، وفي عام ١٩٦٧ حصل على جائزة نوبل للآداب.

أول عمل أدبي برع فيه أستورياس هو "اساطير في غواتيمالا" (١٩٣٣) Leyendas de Guatemala ، وهي مجموعة من الحكايات بين السحري والأسطوري التي ظهرت في باريس مع مقدمة لبول فاليري. إلى جانب روايات مثل: "سيدي الرئيس"(١٩٤٦) El Señor Presidente و "رجل الذرة"(١٩٤٩) Hombres de maíz. كما كتب "عطلة في غواتيمالا" (١٩٥٥) Week-end en Guatemala و "مرآة ليدا سال" (١٩٦٧) El espejo de Lida Sal و" ثلاثة من أربع شموس" (١٩٧١)  Tres de cuatro soles. بالإضافة إلى العديد من الأعمال الأدبية التي تتنوع بين عمل روائي أو مسرحي وغيرها. 

اما عن روايته الشهيرة  " سيدي الرئيس"  فشهرتها ترجع إلى تناولها الحياة في غواتيمالا خلال ديكتاتورية "استرادا كابريرا" ؛ فلقد برع في تجسيد فكرة الديكتاتورية بأسلوب غني وتقنية تعبيرية تعكس تأثير الفترة التي عاشها في أوروبا. قال المؤلف عن هذه الرواية: «لقد تسرب إلي حقيقةً جو الخوف وانعدام الأمن والذعر الذي يعكسه هذا العمل».

أما في روايته "رجل الذرة، يمكنك أن ترى الواقعية السحرية التي تكمن وراء كل إبداعه الأدبي. كما أنه يمثل اعتبارًا لتطور البشرية من مجتمع بدائي وأمي، ومن العالم الحالي الليبرالي والرأسمالي.

أما عن أستورياس السياسي، فكان مناضلًا سياسيًا نشيطًأ. فقد قام إبان المنفى في بوينس آيرس بجولات كثيرة في أمريكة اللاتينية وفي الهند والصين والاتحاد السوفييتي، كان فيها محاضرًا لا يتعب وشاهدًا واعيًا يسجل وقائع العصر ومكافحًا سياسة التحالف. وقد أدّى وقوفه إلى جانب كاسترو إلى طرده من الأرجنتين عام ١٩٦٢، فعاد إلى فرنسا التي استقبلته بحفاوة كبيرة. وزار موسكو التي منحته جائزة لنين للسلام عام ١٩٦٦ قبل أن يحصل على جائزة نوبل للآداب عام ١٩٦٧، ولمّا عين سفيرًا في باريس من قبل حكومة مندس مونتينغرو، نظّم معرضاً في القصر الكبير "Le Grand Palais" عن تراث المايا، بمبادرة من أندريه مالرو وزير الثقافة الفرنسي آنذاك، وتلقى تقديراً من جامعة السوربون عام ١٩٦٨.

شارك أستورياس في آخر حياته في مؤتمر السلام في هلسنكي وفي محادثات جامعة داكار "Collége de Dakar" عن الزنوج وأمريكة اللاتينية، وكان يصرّ على ضرورة خلق تفاهم دولي حول شرعية الثقافات الخلاسية.

توفي أستورياس في مدريد في التاسع من يونيو عام ١٩٧٤ وهو في قمة نشاطه وعطائه بعد أن وهب مخطوطاته للمكتبة الوطنية في باريس التي أقامت له حفل تأبين مهيبًا.