عادل جزارين.. شيخ الصناعيين والشاهد علي تاريخ الصناعة الوطنية المصرية

عادل جزارين.. شيخ الصناعيين والشاهد علي تاريخ الصناعة الوطنية المصرية
أبرز مهندسي الصناعة في العصر الحديث، الفنان التشكيلي والمهندس العبقري «عادل جزارين» الرئيس السابق لشركة النصر للسيارات، أبو الصناعة المصرية، والحاصل علي وسامين استحقاق من مصر، وثلاثة أوسمة من بولندا وإيطاليا تقديراً لجهودته وانجازاته.
«جزارين» هو أحد مؤسسي صناعة السيارات في مصر، ترأس جمعية رجال الأعمال المصريين عام ٢٠٠٧، كما يشغل منصب، مستشار صناعي، وعضو مجلس إدارة، ورئيساً للعديد من المؤسسات الصناعية العملاقة، من بينها رئيس اتحاد الصناعات المصرية في الفترة من (١٩٨٤-١٩٩٤) كآخر من مثّل القطاع العام بالاتحاد،كما عمل رئيساً لهيئة الصناعات الهندسية، ورئيس شركة النصر للسيارات عام ١٩٦٨م.
ولد الدكتور عادل جزارين، ٢٠ مارس عام ١٩٢٦م، بمحافظة الإسكندرية، وتخرج في جامعة الملك فاروق الأول بالاسكندرية، كلية الهندسة، قسم الميكانيكا، وجاء ترتيبه الأول علي الدفعة، فأُختير لبعثة علمية في جنيف عام ١٩٤٦، ثم حصل علي دبلوم المعهد العالي للتكنولوجيا، جامعة زيوخ، ألمانيا عام ١٩٥١، ثم حصل علي الماجستير معهد «ماساتشوستس»"MIT" بالولايات المتحدة الأمريكية عام ١٩٥٣، ثم دكتوراه في الهندسة الميكانيكية.
عاد جزارين إلي مصر ليعمل في الرقابة الصناعية بإدارة الصناعات الهندسية، مع الدكتور عزيز صدقي وزير الصناعة وقتها عام ١٩٥٦، وانتقل بعدها للمشاركة في تأسيس شركة النصر للسيارات عام ١٩٦١، الأمر الذي يُعد بمثابة مهمة وطنية قومية، هامة وعاجلة، فعقب تشكيل لجنة تضم كبار المتخصصين في الصناعة، وأعضاء من الضباط الأحرار بقرار من الرئيس جمال عبدالناصر، لإعداد دعوة توزع على الشركات العالمية لإقامة شركة صناعة سيارات مصرية، انتهى الأمر بإسناد المشروع إلي «كلوكنر هبولدت دويتز» ووقعت الحكومة المصرية معها العقد في فبراير ١٩٥٩، وأصدر الزعيم الراحل جمال عبدالناصر قرارًا جمهوريًا، رقم ٩١٣ لسنة ١٩٦٠، بتأسيس شركة النصر لصناعة السيارات، كأول شركة في صناعة السيارات في مصر والعالم العربي، مهمتها تشكيل لجنة تضم وزارة الحربية ووزارة الصناعة؛ لإنشاء صناعة السيارات واللوري والأتوبيسات في مصر، صناعة مصرية خالصة.

وبالفعل نجح «جزارين» بعد توليه رآستها عام ١٩٦٨، في مضاعفة أرباح الشركة بعد أن كان تتعرض لخسائر فادحة، وفي عام ١٩٧٠، تصدر غلاف مجلة «آخر ساعة» منشت ضخم مفاده «مهرجان من نجوم الفن والتليفزيون احتفالاً بتسليم أول دفعة من سيارات نصر ١٢٨ للحاجزين بالعملات الحرة خلال يوليو وأغسطس وسبتمبر» كإعلانًا عن بدء تسليم دفعة من السيارة «نصر ١٢٨» وهو الأمر الذي عُدَّ انتصاراً للصناعة المصرية كما كان يصبو إليها الزعيم جمال عبدالناصر.
وهكذا ومنذ ما يزيد عن نصف قرن من الزمان، وضعت شركة «النصر للسيارات» مصر لأول مرة على خريطة صناعة السيارات، وحتي وان اجتاحتها عقود من الإهمال وعدم التطوير، فقد وجدت الشركة حديثاً طريقها للنور بعد إلغاء قرار تصفيتها عام ٢٠١٦.
أما عن ريادته في مجال الفن التشكيلي، فهو عضواً بالجمعية المصرية للتصوير الضوئي، وكان يشغل منصب رئيس جماعة التصوير الضوئي لنادي الصيد المصري، ورئيس جماعة الرواد للتصوير الضوئي، وكانت تلك هي هوايته المفضلة، والدفينة التي ظل يمارسها كلما سنحت له الفرصة وسط ظروف عمله المزدحمة، نبتت تلك الهواية والموهبة، عندما اهداه والده آلة تصوير ضوئية في طفولته، لكنها برزت ابان دراسته في سويسرا، حيث كان يلتق بعض الصور الفوتوغرافية، كانت الطبيعة هي موضوعها، وحينها أبدت شركة «أجفا» رغبتها في شراء تلك الشرائح الضوئية لتستخدمها في اعلاناتها، فزاد شغفه بالتصوير حينها، وشارك بالعديد من المعارض الفنية الجماعية حول العالم، لعل أبرزها معرض «الأسبوع الثقافى المصرى فى شنغهاى» بمركز شنغهاى الدولى للفنون الهند ٢٠٠٥، بالاضافة إلي معرض بعنوان «إسلاميات» عام ٢٠٠٦، بمناسبة مرور خمسون عاماً على دخول الاسلام كوريا الجنوبية.
هذا فضلا عن أقامته العديد من المعارض المنفردة بالقاهرة والاسكندرية، من بينها، معرض خاص عام ١٩٨٠، معرض بالمركز المصرى للتعاون الثقافى الدولى (الدبلوماسيين الاجانب) ١٩٩٥، معرض خاص ١٩٩٧، ومعرض بمكتبة مبارك العامة ١٩٩٨، ومعرض بقاعة المكتبة الموسيقية بدار الاوبرا المصرية ٢٠٠٧، واخرها معرض بقاعة الهناجر مايو ٢٠١٢، وهكذا ظلت الكاميرا رفيق رحلاته وجولاته حول العالم، يسجل بها لحظاته ماشاهده من بديع خلق الله من مناظر طبيعية خلابة، حتي لفظ أنفاسه الأخيرة صباح اليوم، خالص تعازينا لأهله وذويه، ولروحه النقية المغفرة والرحمة وأذكي السلام.