القائد التنزاني إدوارد مورينج سوكوينى

فى ١٢ أبريل عام ١٩٨٤، توقف البث الإذاعي لإذاعة تنزانيا دار السلام (RTD) بشكل مفاجئ، وعُزف النشيد الوطني، وعقب النشيد مباشرة أعلن الرئيس "جوليوس نيريرى" المأساة والفاجعة التاريخية للأمة التنزانية قائلًا : " أيها المواطنون المحترمون، اليوم أخونا وابننا رئيس وزراء تنزانيا كان فى طريقه إلى دار السلام، وتعرضت سيارته لحادث أليم توفى على أثره".
بهذه الكلمات المؤثرة والمعبرة عن الألم والحزن والإجلال للراحل "إدوارد سوكوينى" نعى الرئيس الراحل جوليوس نيريرى" أحد أفضل القادة فى البلاد
وُلد إدوارد سوكوينى يوم الأثنين الموافق ١ أغسطس لعام ١٩٣٨،فى بلدة "موندولى" محافظة "أروشا"، تلقى تعليمه فى المرحلتين الابتدائية والمتوسطة بمدرسة "موندولى" ثم التحق عام ١٩٥٦ بمدرسة "أُمبوى" لإكمال تعليمه الثانوى.
عام ١٩٦١ انضم إدوارد سوكوينى إلى حزب الاتحاد الوطني لتنجانيقا ( TANU) وذلك قبل أشهر قليلة من استقلال تنجانيقا، وعاد مرة أخري؛ لاستكمال دراسته الجامعية مسافرًا لألمانيا لدراسة الإدارة، ثم عاد للوطن مرة أخرى عام ١٩٦٣.
فى السابعة والعشرين من عمره ترشح للبرلمان، وخاض سباقًا للانتخابات البرلمانية لولاية "ماساي" وفاز بها.
رغم صغر سنه فقد كان ذكيًا لامعًا ؛ مما لفت أنظار الجميع بما فى ذلك الرئيس "جوليوس نيريرى" فعينه نائبًا لوزير الاتصالات والنقل والعمل؛ ليتم ترقيته فيما بعد إلى وزير الدفاع فى تنزانيا عام ١٩٧٢، فحظي بالمحبة والتأييد الشديد من قٍبل الجيش آنذاك.
كان التنزانى مورينج رجلًا سياسيًا، حارب الفساد، والسرقة، والاستغلال، خدم فترتين كرئيساً لوزراء تنزانيا ، في الفترة من ١٣ فبراير ١٩٧٧ حتي ٧ نوفمبر ١٩٨٠ ثم تقلَّد نفس المنصب في الفترة من ٢٤ فبراير ١٩٨٣ حتي ١٢ أبريل ١٩٨٤، عُرف بعمله الجاد وخطاباته الحماسية المؤثرة فى قلوب الجمهور، فضلاً عن ما عُرف به من إخلاصه وتفانيه وبحثه الدائم عن حلول لمشاكل المواطنين.
يُقال أنه أعطى الكثير للمجتمع، حتي انه قرر التبرع بجزءًا من راتبه لمساعدة الآخرين فانشأ ما يسمي بالصندوق الائتماني الرئاسي، كان يضع به جزءًا من راتبه لمساعدة الأمهات على الاقتراض.
في ١٢ أبريل ١٩٨٤، تُوفيَّ إدوارد مورينج سوكويني أحد أفضل القادة في البلاد في حادث سيارة مروع على طريق دودوما - دار السلام عن عمر يناهز ٤٥ عامًا، تاركًا خلفه زوجتين وإحدى عشر نجلًا.
وصل جثمان سوكوينى إلى مقر الرئاسة، في تمام الساعة الحادية عشر مساءً في نفس اليوم مغطى بالعلم الوطني، وشهدت جنازة الراحل كل الأحترام والإجلال وحضرها حشدًا كبيرًا من الناس بقيادة المعلم "نيريرى"؛لتوديع الحبيب الراحل. ودُفن معه جميع الأوسمة التى حصل عليها.
أحدثت وفاة سوكوينى حينذاك صدمة كبيرة كوّنه زعيمًا متميزًا في التزامه بإستخدام تنزانيا لتحقيق الوطنية العالية، فوفقًا لما قيل عن الراحل سوكوينى، فقد كان دؤوبًا على عمله، صادقًا وواضحًا، قائداً وطنياً، ظهرت واقعيته، وانتمائه في العديد من تصريحاته حين كان يتحدث إلى المواطنين أو القادة فى مختلف الأحداث والفعاليات القومية.
المصادر :
https://www.thecitizen.co.tz/tanzania/news/national/special-report-the-life-and-times-of-edward-sokoine-man-of-firm-action-2524628
https://issamichuzi.blogspot.com/2021/04/kumbukizi-ya-miaka-37-ya-kifo-cha.html?m=1