العلاقات الثنائية بين مصر وغانا خلال فترة حكم عبدالناصر

بقلم/ آلاء أحمد شبانه
شاركت مصر في مؤتمر أكرا الذي دعا إليه نكروما ليكون أول مؤتمر للدول الإفريقية المستقلة، في ١٥ أبريل ١٩٥٨ بمشاركة ٨ دول هي مصر وإثيوبيا وليبيريا وغانا والسودان وليبيا وتونس والمغرب، وترأس الوفد المصري إلى المؤتمر الدكتور محمد فوزي، وزير الخارجية، حيث شدد على المواقف المصرية المتمثلة في ضرورة السعي نحو العمل الأفريقي المشترك ورفض السياسة الاستعمارية التي تقسم أفريقيا إلى شمال وجنوب الصحراء، وبيضاء وسوداء ،وزنجية وغير زنجية، وعربية وغير عربية، وإسلامية ومسيحية وغيرها.
وفي نفس العام حظي نكروما باستقبال حافل عند زيارته للقاهرة في يونيو عام ١٩٥٨، بوصفه أحد الزعماء والمناضلين الأفارقة الكبار في مواجهة الاستعمار، فضلا عن دوره البارز في الدعوة لوحدة إفريقيا وضرورة التعاون بين شعوبها من أجل تحقيق النهضة ومواجهة الأطماع والتحديات، وسعد عبد الناصر كثيرًا بهذه الزيارة لأنه كان يعتبر نكروما مثلاً للزعامة الوطنية التي كافحت من أجل استقلال بلادها.
وألقى عبد الناصر كلمة خلال استقباله للزعيم الغاني كوامي نكروما شدد خلالها على أن "غانا تعبر عن انتصار الدول الإفريقية، كما هي أيضاً تمثل الأمل الذى تنظر إليه أفريقيا التي كافحت وناضلت من أجل الحصول على حقها، وعلى استقلالها"، لافتا إلى أن" الدكتور "نكروما" يمثل الزعامة الوطنية التي كافحت من أجل استقلال بلادها؛ فحصلت على هذا الاستقلال.. الزعامة الوطنية التي صممت على أن تحقق لأبناء وطنها حقهم في الحرية وفى المساواة؛ فاستطاعت أن تحصل على ذلك.
وكان الزعيم الغاني الكبير محط ترحيب المصريين خلال مختلف محطات الزيارة، وعندما تفقد مصنع "الحديد والصلب" في حلوان رفع العمال "لافتات ترحيب" بلغة الفاني وهي لغة الوطنيين في غانا، وعلى الجانب الآخر فقد قلد ملك قبائل الأشاني الرئيس عبد الناصر "تاج ملك أفريقيا" وهو تتويج يمثل الكثير لدى الشعب الغاني، نظرا للمكانة الكبيرة الذي يحظى بها ملك الاشاني لديهم وفي عموم أفريقيا.
خلال الزيارة تم منح نكروما قلادة الجمهورية، أرفع وسام مصري في ذلك الوقت، كما تم تقليده الدكتوراه الفخرية من جامعة القاهرة.
وعلى صعيد التحركات المشتركة بين مصر وغانا لتعزيز العمل الأفريقي المشترك، شارك عبد الناصر ونكروما في المؤتمر التاريخي الذي عقده الزعماء الأفارقة في الدار البيضاء في يناير ١٩٦١، بحضور كل من مالي والمغرب والجبهة الوطنية الجزائرية وليبيا وإثيوبيا وغينيا وغانا ومصر، وشكل المؤتمر أول خطوة عملية قادت إلى تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية، وذلك من خلال التأكيد على ثلاث مبادئ رئيسية، وهي: العمل على تحرير الأراضي الأفريقية من الاستعمار، والتأكيد على فكرة التضامن بين الشعوب الإفريقية، وتعزيز التعاون الاقتصادي والثقافي بين دول القارة.
تستند العلاقات بين مصر وغانا على ركائز تاريخية وثقافية واقتصادية راسخة ومتينة، وهو ما يعطي التعاون بين البلدين زخمًا متميزًا، سواء على صعيد التعاون الثنائي متعدد المجالات، أو ما يتعلق بتنسيق الرؤى والسياسات في مختلف المنظمات والمحافل الأفريقية والدولية، يضاف لذلك الانخراط الفعال لمصر وغانا في العديد من المنظمات الإقليمية والدولية، مثل الاتحاد الأفريقي وحركة دول عدم الانحياز، والمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس" التي تتمتع فيها مصر بصفة عضو مراقب.