الباحثة زينب إبراهيم تكتب: الصراع الصومالي وأثره علي التغذية

الباحثة زينب إبراهيم تكتب: الصراع الصومالي وأثره علي التغذية

 على عكس العديد من المجتمعات الأفريقية ، فإن الغالبية العظمى من الصوماليين هم جزء من مجموعة عرقية واحدة متجانسة. جميع الصوماليين مسلمون ويتشاركون نفس اللغة والثقافة. ومع ذلك ، فإن واحدة من أفظع الحروب الأهلية في أفريقيا دارت في هذا البلد منذ أكثر من عقدين.  ( 4)
فإن ندرة المياه وأزمة التصحر في مناطق مختلفة من الصومال لم تعد هي فقط المسببات الرئيسية لانتشار الفاقة والمجاعات، بل ان الصراعات الطاحنة التي مرت بها الصومال وهى من أكثر مناطق العالم تعرضا لمشكلات نقص الغذاء والمجاعة. وتتحمل النساء والأطفال معدلات اعتلال ووفيات كبيرة نتيجة للنزاعات المسلحة. يركز هذا المقال على الآثار الصحية  للنزاع المسلح متمثلاً في سوء التغذية ،ففي الصومال تسبب النزاع والجفاف الذي طال أمده في تشريد السكان وتدمير سبل العيش. كما ينتشر نقص التغذية في مرحلة الطفولة .  (5)
  تتمثل المشكلة الغذائية واستمرارها في أسوء نتائجها بظاهرة المجاعة حيث لا يحصل الإنسان على ما يكفى من الغذاء أو التنوع اللازم لاحتياجاته الغذائية السليمة والصحية مما جعل هذه الظاهرة نتاج مجموعة من الظواهر المعقدة المرتبطة بالاقتصاد والاجتماع والسياسة، ولقد أثرت السياسة على انتشار الأزمة الغذائية وسوء التغذية وذلك من خلال الصراع القائم داخليا وخارجيا.  
 وتأتى أهمية المقال استنادا لخطة التنمية المستدامة لعام 2030 ، التي اعتمدتها  جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في عام 2015 ، والتي قدمت هدف  غايته جلب الاهتمام مجددًا إلى إنهاء سوء التغذية لدى الأطفال دون سن الخامسة ، لا سيما في المواقف المتأثرة بالنزاع.   فيعتبر سوء التغذية من أهم المشاكل الصحية بين أفراد الشعب في نفس الوقت نجد أن الحكومة الدولة لا تعطى التغذية الأولوية في الاهتمام كما تعطيه للطب والصحة العامه،إنما التغذية تأتى في المرتبة الثانية من حيث الأهمية ،فإن حدث مثلا أي عدوى كانت سبب في موت وهلاك ربع العدد الذى يموت سنويا بسبب سوء التغذية نجد أن الحكومة تتحرك سريعا لمقاومة حدوث العدوى وتتجاهل معدلات الوفيات بسبب الأمراض الناتجة عن سوء التغذية ويرجع ذلك في الأساس إلى أن سوء التغذية لا يعتبر مرضا في حد ذاته ولا يدخل إحصائيا تحت نطاق الأمراض المسببة للوفاة ،لذا معظم الحالات تقيد على إنها وفاة بسبب نزلة معوية أو التهابات رئوية وتتجاهل السبب الرئيسي المسبب للمرض وهو سوء التغذية حتى إذا لم يكن شديد فهو في حالته المتوسطة التي لا يحدث معها أعراض قد يؤثر إلى حد بعيد في حدوث أمراض أخرى.  (2)
 لا يزال نقص تغذية الأطفال يمثل تحديًا هامًا للصحة العامة في الصومال ،على الرغم من أن المشكلة تزداد سوءًا  في البلاد حيث تؤدي الصدمات المناخية والصراعات إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي.  وتعتبر الصومال أكثر المناطق في العالم ضعف وهشاشة على المستوى الغذائي ، بسبب موجات الجفاف الكبرى التي ضربت الصومال عام 1972-1984-1991-2011، والصومال تفتقر إلى البنية التحتية وينتشر بها الفقر المدقع ومعظم المناطق تفتقر المياه النظيفة الصالحة للشرب والجفاف في بعض المناطق أثر على الزراعة بشكل كبير وكانت سبب أساسي في عدم حصول الصوماليين على ما يكفى من الغذاء الناتج عن المحصول الزراعي وأدى إلى إنتاج محصول زراعي مليء بالأمراض والأوبئة  الناتجة عن تلوت المياه كما كان معدل الوفيات للأطفال كبير بسبب سوء التغذية والأمراض المترتبة عليها .(1)  
فيتراوح عدد السعرات الحرارية للفرد في مقديشو يومياً بين "1577.3" سعراً حرارياً وتبوء الصومال المركز الأخير عالمياً  بهذه النسبة وإن متوسط الفرد من البروتين "56.4غرامات" و الدهون "18.3 غرامات" وهذه أيضاً نسبة ضئيلة جداً  ,  وأدى ذلك إلى أنتشار أمراض سوء التغذية ويعتبر سوء التغذية هو عدم التوازن الخلوي بين وارد الجسم من مغذيات وطاقة وحاجات ضرورية للنمو والقيام بالوظائف الجسدية . (3)
في كثير من الأحيان تكون مخيمات اللاجئين والمشردين في الصومال مليئة بأوضاع التهالك والاكتظاظ، التي لا تتوافر فيها على نحو كاف الخدمات الأساسية من  الحصول على الغذاء و مياه الشرب المأمونة والصرف الصحي. وكثيراً ما يؤدى سوء حالة الصرف الصحي وعدم إمكانية الحصول على مياه الشرب المأمونة في هذه المخيمـات إلى انتشار الأمراض التي تنتقل عن طريق المياه، ومنها الكوليرا. ولقد ساعد الجفاف على قلة وجود المصادر المائية الأساسية في الصومال وساعد أيضا  الصراع الداخلي والخارجي على زيادة تفاقم أزمة المياه وذلك من خلال استمرار تدمير شبكات المياه والصرف الصحي. (2 )
وكانت النزاعات و الكوارث الطبيعية، في السنوات القليلة الماضية المسببان الرئيسيان للنزوح في البلاد، الصومال الدولة التي مزقتها الحرب والمصنفة بين أكثر الدول عرضة لمخاطر التغير المناخي. وأيضا تشهد حاليا أزمة سياسية على خلفية انتخابات تأخر إجراؤها، كما تحارب تمردا تشنه حركة الشباب الإسلامية المتطرفة منذ أكثر من عقد.

المراجع: 
( 1) زيتى،طونى (2009)معركة السلام الرؤية من الخطوط الأمامية لقوة أمريكا وأهدفها. العبيكان.
( 2 ) عبد الخالق  ,  كريم (2015)الآمن الغذائي العربي  ,  ثُنائية الغذاء والنفط .المنهل.
( 3 ) عبد القادر ، منى خليل (2003)  مشاكل التغذية في الدول النامية . مجموعة النيل العربية .

Afyare Abdi Elmi,2006, The Somali Conflict: Root causes, obstacles, and peace-building strategies‏, African Security Studies 15 (1), 32-54,2006. (4)
Damaris K Kinyoki, Grainne M Moloney ,2017,Conflict in Somalia: impact on child undernutrition,BMJ global health,2. (5)

 Schumer , T.(2010) Humanitarian Agenciesin Somalia ,  Correspndence ,  VOL 375 ,  APRIL 17 ,  1344-1345 . (6)