تجنيس الأفارقة في المنتخبات الأوروبية

تجنيس الأفارقة في المنتخبات الأوروبية

بقلم/ كريبسو ديالو

الدور الأكبر لعمليات تجنيس الأفارقة في منتخبات أوروبية ليس فقط البعد الاجتماعي أو السياسي لحالة اللاعب المجنس، لكن عمليات الاحتيال التي تقوم بها بعض الأكاديميات التابعة لفرق أوروبية وتستغل مئات الأسر الفقيرة من خلال وكلاء غير معتمدين وتقنعهم بتوقيع عقود واهية بمبالغ زهيدة. في بعض البلدان الأوروبية يعمل وينام الاطفال مع عمال النظافة والمطاعم في النوادي حتى يظهر على طفل الموهبة ثم يتم تجنسيه ويصعد للفريق الأول والباقي يواجه مستقبل غامض عندما يتخلى عنهم الفريق. هذه الصفقات تعتبر من أشكال الاستغلال الاستعماري الجديد. مثل تصدير المواد الخام والعمالة الرخيصة. لان هذه المواهب تساعد على توليد الثروة فيما يتعلق (عائدات المشاهدات، مبيعات التذاكر، الإعلانات، وطبعا حصد البطولات والجوائز.)

العديد من الفرق الأوروبية الكبرى لديها أكاديميات في إفريقيا موجودة لاكتشاف المواهب ظاهريآ لكن بشكل مبطن أو ثانوي التجنيس هو محور أساسي للتواجد والانتشار، مثل يوفنتوس في نيروبي وبرشلونة في رواندا وأوغندا. اكتشف مؤخرًا أن مانشستر سيتي يمول بشكل غير قانوني أكاديمية في غانا، في عام ٢٠١٩أعلنت الدولة الرواندية أنها وقعت صفقة مثيرة للجدل بعنوان "قم بزيارة رواندا" مع نادي أرسنال تبلغ قيمتها ٣٠ مليون جنيه إسترليني.

تجنيس اللاعبين الأفارقة تحت يافطة التصدير في الدوريات الأوروبية ظهر مع فترات سياسات التغير الهيكلي في الثمانينيات وبدأ الاستثمار في الرياضة، مع الترويج بأن خصخصة أندية كرة القدم المحلية ستؤدي إلى زيادة مستويات الاحتراف والابتعاد عن الممارسات (المزعومة) للفساد السياسي في قطاع كرة القدم، لكن هذا لم يحدث بل تزايدت بشكل طردي العلاقة المحيطية بين كرة القدم الأفريقية وكرة القدم الأوروبية من حيث التبعية والاستغلال، وهو ما يتجلى في انتقال اللاعبين الأفارقة إلى الدوريات الأوروبية، والمشاهدة الجماهيرية لكرة القدم الأوروبية.

انا لا أنكر الفساد والموارد المالية المتدنية باعتبارها العوائق الرئيسية أمام تطوير كرة القدم في القارة الأفريقية لكن الحلول النيوليبرالية لن تكمن في تحويل الأندية إلى مؤسسات تجارية واحتكرت وسائل الإعلام الكبرى (التي يسيرها أوليغارشيون) حقوق بث مباريات المنافسات والبطولات القارية منها والعالمية، وبعدما تم تحويل اللاعبين إلى سلع تباع وتشترى. إنه قانون السوق الرأسمالي، وفقا لمنطق الغلبة لصاحب الأموال الطائلة. بلدان الجنوب صارت تصدر اللاعبين إلى أوروبا بعدما تخلت السياسات الرسمية عن تكوين اللاعبين وتطوير الرياضة وعن سياسات التنمية المرتكزة على الذات ولذلك تعتبر إفريقيا الى الان منطقة هامشية في كرة القدم العالمي برغم ما تحظاه من شعبية كبيرة وتحتل مكانة مهمة في المجتمعات المحلية.