اللغة السواحيلية ودورها في تنمية العلاقات الإفريقية

اللغة السواحيلية ودورها في تنمية العلاقات الإفريقية

كتبت/ رضوى أحمد عبدلله

تلعب اللغة السواحيلية دورًا مهمًا في تنمية العلاقات الإفريقية، حيث تنتشر اللغة السواحيلية في العديد من دول شرق إفريقيا مثل: تنزانيا، وكينيا، واوغندا، ورواندا، وبورندي وأجزاء قليلة في جنوب الصومال وشمال موزمبيق وشرق الكونغو الديمقراطية وجنوب اثيوبيا. فيبلغ عدد متحدثي اللغة السواحيلية ما يقارب 200 مليون شخص.

وتعد اللغة السواحيلية لغة مهمة خاصة في منطقة شرق افريقيا، ولذلك صنفت الأمم المتحدة اللغة السواحيلية اللغة السابعة عالميًا واللغة الثانية في افريقيا بعد اللغة العربية، وليس هذا فحسب، بل أعلنت أن يوم 7 يوليو من كل عام يومًا للاحتفال باليوم العالمي للغة السواحيلية . وعلى المستوى الإفريقي، تعد اللغة السواحيلية هي اللغة المعتمد بها كلغة عمل رسمية في دول الاتحاد الافريقي واللغة الرسمية ايضًا لمجموعة دول شرق افريقيا، وهذا يساعد على تعزيز وتنمية العلاقات بين الدول الافريقية.

في ظل التطورات الحالية والاتجاه نحو تعزيز استخدام اللغة السواحيلية في مختلف المؤسسات والجهات الرسمية، فتوضح الرؤية بأن اللغة السواحيلية بالفعل هي لغة التواصل المشترك بين بلدان شرق افريقيا وهذا الانتشار يساعدها في تسهيل التواصل بين الشعوب المختلفة وبالتالي تعزيز الشراكة والعلاقات بين هذه الدول.

يظهر دور اللغة السواحيلية في العديد من المجالات؛ وخاصةً في التكامل الإقليمي بعد أن أصبحت اللغة السواحيلية اللغة الرسمية في الخمس دول: تنزانيا، وكينيا، اوغندا، رواندا، بورندي. وتُستخدم في جميع أنشطة ومؤسسات مجموعة دول شرق إفريقيا مثل البرلمان والمحكمة والاتحاد الجمركي. وايضًا سهلت التواصل والتعاون بين دول الأعضاء

 ساهمت اللغة السواحيلية في تعزيز التعاون الاقتصادي بين مصر وتنزانيا: فقد تعاونا معًا على بناء سد "يوليوس نيريري" لتوليد الطاقة الكهرومائية وهو مشروع تنموي كبير نُفذ في    تنزانيا عن طريق شركة المقاولون العرب المصرية وشركة السويدي الكتريك. وبالتعاون مع وزير الموارد المائية والري المصري "هاني سويلم" ووزيرة المياه والصرف الصحي الكينية "أليس واهومي" قد قرر كلا الطرفين ببناء 10 سدود في كينيا وحفر 10 آبار وتدريب كوادر كينية في مجال الموارد المائية والري وهذا يعود بالنفع لكلا الأطراف.

          وعلى المستوى التجاري: يوجد تعاون كبير بين التجار العرب في شرق افريقيا -الذين ساهموا في نشر السواحيلية- والتجار التنزانيين والكينين، وعلى المستوى الثقافي: فاللغة السواحيلية لغة غنية بالأدب والموسيقي والفنون، حيث يشتهر مغنيين مثل "دايموند بلاتننومز" و "علي كيبا" بأغانيهم السواحيلية الرائعة داخل افريقيا وخارجها ايضًا مما يساعد على تزايد وتنمية العلاقات بين الدول الافريقية.

          وعلى المستوى التعليمي: أصبحت اللغة السواحيلية تُدرس الآن في أكبر الجامعات العالمية حيث تُدرس في كلية الألسن جامعة عين شمس، وكلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر،   وكلية الدراسات والبحوث الأفريقية جامعة القاهرة، وفي ليبيا تُدرس في قسم اللغات الأفرو اسيوية بكلية اللغات جامعة طرابلس، وأعلنت جامعة أديس ابابا الاثيوبية مؤخرًا انها ستبدأ بتدريس اللغة السواحيلية.

في الختام، للغة السواحيلية دور كبير وشأن عظيم في تنمية العلاقات بين الدول الافريقية ولكي تستمر اللغة في زيادة تلك التنمية فهذا يتطلب التغيير من الأشخاص الذين يعتقدون بأن اللغات الأوروبية هي فقط التي لها شأن وهذا خطأ للغاية فقد قالت الطالبة الغانية "أنابيل لانكاي": " بأنه آن الأوان لنكف عن استخدام لغة المستعمر، وليكون لأفريقيا شيء نابع منا ولأجلنا". فإذا بذلت دول شرق افريقيا مزيدًا من الجهود في الترويج لتعلم اللغة السواحيلية في مناطق اخري فسيمكننا تحقيق التقدم والتنمية، ولكن سيتطلب الأمر إرادة سياسية، وضرورة اقتصادية واستثمارات مالية لتشمل جميع المناطق.