في مثل هذا اليوم... ناصر يحول مجرى النيل

في مثل هذا اليوم... ناصر يحول مجرى النيل
في مثل هذا اليوم... ناصر يحول مجرى النيل

 لم تكف خمس مليارات متر مكعب من المياه، كان يحجزها سد أسوان، بعد تعليته للمرة الثالثة عام ١٩٣٤م، في كبح جماح الفكر المصري للاستفادة من كل قطرة من حصة مصر من مياه النيل العظيم، سر حضارتها، وشريان حياتها الوحيد، التي كانت تغرق مياه فيضانه أراضي المحروسة، في الوقت الذي تشتاق فيه صحراؤها لشربة ماء. وبعد انتهاء عصر الملكية وقيام الجمهورية المصرية وتَولِّي جمال عبد الناصر حُكم مصر، كان السد العالي من أهم المشروعات التي أراد إنشاءها للاستفادة من مياه فيضان النيل في توليد الكهرباء وبداية ثورة مصر الصناعية.

ولبناء السد كان لا بد من تحويل مجرى نهر النيل عن طريق تفجير الجبل الشرقي لموقع السد العالي. مهمة صعبة بدأت ببناء سد رملي بشكل مؤقت أمام بحيرة ناصر، وسد رملي آخر خلف السد لفصل مياه النيل عن موقع العمل.

وبدء تحويل مجرى نهر النيل في الساعة الثانية إلا الثلث ظهر يوم الخامس عشر من مايو ١٩٦٤م، في احتفالية ضخمة حضرها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر مع نيكيتا خروشوف رئيس الاتحاد السوفيتي، وعبدالله السلال رئيس دولة اليمن والرئيس العراقي عبدالسلام عارف، والملك محمد الخامس ملك المغرب، والرئيس السوداني إبراهيم عبود، حيث قاموا جميعا بالضغط علي الزر الخاص بتفجير السد الرملي، لينغلق المجرى نهائيًا وتحول المياة إلى القناة الأمامية للسد العالي بطول ١٩٥٠ متر مرورًا بستة أنفاق رئيسية بطول ٢٨٢ مترًا وقطر ١٥ مترًا للنفق الواحد، ليتم بذلك تغيير مجرى نهر النيل، وتنتهى المرحلة الأولى من إنشاء السد العالي والتي بدأت في ٩ يناير ١٩٦٠م حتى١٥ مايو ١٩٦٤م