دكتور سيد رشاد يكتب: إفريقيا التي نريد ..الميثاق والأجندة

بقلم: دكتور . سيد رشاد
منسق عام شئون الطلاب الأفارقة الوافدين جامعة القاهرة
عزيزي القارئ، إليك سلسلة من المقالات آثرت أن أخصصها للحديث عن "إفريقيا التي نريد"، ذلك الشعار الذي تضمنه - تلميحاً- ميثاق الشباب الإفريقي الصادر في بانجول بجامبيا في عام 2006، وحملته - تصريحاً- أجندة الاتحاد الإفريقي 2063. إن الهدف الرئيسي أذى أنشده من وراء هذه السلسلة من المقالات هو إلقاء الضوء على بعض المصطلحات والمفاهيم الأساسية التي نطالعها في وسائل الإعلام المختلفة مقروءة كانت أو مسموعة أو مرئية؛ في محاولة لتبسيطها وتقريبها إلى أذهان القراء لاسيما الأفارقة منهم على اختلاف أعمارهم وجنسياتهم وثقافاتهم ومذاهبهم. وسأبدأ في هذا المقال بإلقاء الضوء على ميثاق الشباب الإفريقي، وأجندة الاتحاد الإفريقي.
ميثاق الشباب الإفريقي
يُعد ميثاق الشباب الإفريقي أول إطار قانوني شبه متكامل صاغه الفاعلون المعنيون في مجال الشباب – الذي يعرفهم الميثاق بأنهم الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و35 سنة –فيما يتعلق بحريات وحقوق وواجبات الشباب الإفريقي؛ حيث يدعم الميثاق السياسات الوطنية والبرامج والإجراءات الرامية إلى تنمية مهارات الشباب وتعظيم دورهم في بناء الأوطان وتحقيق التنمية المستدامة في إفريقيا.
مرت صياغة ميثاق الشباب الإفريقي بعدة مراحل، كانت أولاها في الفترة بين سبتمبر 2005 ومايو 2006 بمشاركة عدد من القيادات الشبابية من مختلف الدول الإفريقية، وعدد من الخبراء الشباب في الوزارات، وبعض وزراء الشباب الأفارقة، وبعض الشركاء والمعنيين الآخرين. تم الانتهاء من صياغة الميثاق وتم اعتماده من قبل رؤساء الدول والحكومات في 2 يوليو 2006 في بانجول بجامبيا.
صادقت الدول الإفريقية واحدة تلو الأخرى على الميثاق، وفي 13 يوليو 2011 بلغ عدد الدول التي صادقت على الميثاق 28 دولة أفريقية. وفي يناير 2012 صادقت دولتان أخريان على الميثاق هما جهورية تنزانيا الاتحادية وجمهورية أفريقيا الوسطي. بلغ عدد العدد الموقعة على ميثاق الشباب الإفريقي 39 دولة. دخل الميثاق حيز التنفيذ في الثامن من أغسطس من عام 2008.
يتكون ميثاق الشباب الإفريقي من 31 مادة، ويقع في جزأين اثنين رئيسيين. يتناول الجزء الأول منه، الذي يحتوي على (28 مادة) مسألة حقوق الشباب وواجباته في حين يعرض الجزء الثاني، الذي يحتوي على (3 مواد) للأحكام النهائية.
من بين المجالات الرئيسية التي يعرض لها الميثاق: التعليم والمهارات وتنمية الكفاءات، وتوفير العمل وسبل العيش المستدامة، والقيادة والمشاركة الشبابيتان، والصحة والرعاية الاجتماعية، والسلام والأمن، وحماية البيئة، والقيم الثقافية، والأخلاقية.
ماذا يقدم الميثاق للشباب في إفريقيا؟؟
- يسهل إضفاء الطابع المؤسسي على مشاركة الشباب في المناقشات السياسية وصنع القرار وعمليات التنمية على المستويات الوطنية والإقليمية والقارية، على أساس منتظم وقانوني لأجل مساهمة ايجابية وبناءة.
- يساهم في تعزيز برامج بناء القدرات للقيادات الشابة في إفريقيا.
- يتيح إمكانية الحوار وزيادة فرص التبادل حول مسائل تنمية الشباب، ويسهل الإجراءات المتعلقة بالتطوير من خلال التعليم والتدريب وتنمية المهارات.
أجندة الاتحاد الإفريقي 2063
تعد أجندة الاتحاد الإفريقي 2063 بمثابة إطار عمل استراتيجي للتحول الاجتماعي والاقتصادي للقارة على مدى الخمسين سنة (2013- 2063). حيث تسعى الأجندة إلى تسريع تنفيذ المبادرات القارية السابقة والحالية لتحقيق النمو والتنمية المستدامة في إفريقيا.
تم الإعلان عن الأجندة في مايو من العام 2013، أثناء الاحتفال بمرور خمسين عاما على تأسيس منظمة الوحدة الافريقية، حيث أطلق الاتحاد الافريقي وثيقة بعنوان "أجندة 2063” التي تعد بمثابة استراتيجية ورؤية خمسينية وخارطة طريق لأفريقيا تهدف إلى تحويل الخطط الوطنية والقارية والاقليمية إلى كيان متماسك متكامل فاعل.
ويحاول الاتحاد الأفريقي من خلال هذه الأجندة التعبير عن عودة القارة سياسياً واقتصادياً، وتقديم خارطة طريق لقارة متكاملة ومتحدة وقوية، ووضع إطار عمل مشترك لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة لأفريقيا لمدة نصف قرن قادم، وحشد وتوحيد الجهد الأفريقي داخل القارة وفي الشتات، علاوة على الاستفادة من مقدرات القارة المادية والبشرية وغير المادية، وتسريع تنفيذ الخطط القارية والمبادرات الكلية السابقة، وكذا التنسيق بين الأطر التنموية الداخلية والإقليمية والقارية.
تقوم أجندة الاتحاد الإفريقي 2063 على سبع طموحات كبرى رئيسية هي:
1- أفريقيا مزدهرة ترتكز على النمو الشامل والتنمية المستدامة.
2- قارة متكاملة، متحدة سياسياً تستند على مثل الهوية الأفريقية ورؤية ونهضة أفريقيا.
3- أفريقيا يسودها الحكم الرشيد والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون.
4-أفريقيا يسودها السلام والأمان.
5- أفريقيا لها هويتها الثقافية القوية الراسخة وتراثها المشترك وقيمها وأخلاقياتها المشتركة.
6- أفريقيا يتولى مواطنوها قيادة دفة تنميتها وتعتمد على طاقات الشعوب الإفريقية، لاسيما النساء والشباب، وترعى الأطفال.
7- أفريقيا قوية ومتحدة تعد لاعباً، وشريكاً عالمياً ومرناً ومؤثراً.
وفي المقالات القادمة سنعرض بالتفصيل لبنود ومرتكزات الميثاق والأجندة.. وللحديث بقية.