الدكتور على الحفناوي يكتب: الرجل النحس

الدكتور على الحفناوي يكتب: الرجل النحس
ظاهرة غريبة لازمت أحد رجال الديبلوماسية البريطانية، لاحظتها الولايات المتحدة فى حينه فطلبت سرا من الحكومة البريطانية عدم ارسال هذا السفير النحس إلى البلاد الحساسة.
هذه القصة الطريفة تخص "سير رالف ستيفنسون" سفير المملكة المتحدة فى منتصف القرن العشرين. فقد تلاحظ الآتى:
• عندما تم تعيينه سفيرا فى أسبانيا، اندلعت الحرب الأهلية فور توليه المنصب.
• وعندما تولى سفارة بريطانيا فى يوغوسلافيا، تنحى الملك وتولى من بعده تيتو، الزعيم الاشتراكى، مقاليد الحكم
• ثم انتقل السفير بعد ذلك للصين، فاندلعت الثورة واضطر تشانج كاى تشيك اللجوء لفورموزا (تايوان).
• وأخيرا أتى إلى مصر سفيرا عام ١٩٥٤، فتم اقالة محمد نجيب وتولى مجلس قيادة الثورة ادارة شئون رئاسة الجمهورية.
وفى هذه الحالة المصرية، تنبه السفير الأمريكى بمصر لهذه الظاهرة وأرسل برقية لوزارته منبها، أنه قد يكون فى مواجهة مشكلة ديبلوماسية، وتتلخص فى أن رجلهم فى مصر الذى راهنوا عليه، الرئيس محمد نجيب، فدافعوا عنه فى كل مواقف المواجهة بينه وبين الحكومة البريطانية، وخاصة فى المشكلة الشائكة الخاصة بالسودان ومشكلة جلاء قوات بريطانيا من منطقة القناة.. فقد كانت الولايات المتحدة تدافع عن محمد نجيب فى مواجهة انجلترا، هذا الرئيس الذى راهنوا عليه قد يكون أُسقط لسبب غير مفهوم... فلقد تصور السفير الأمريكى "كافرى"، أن السيد رالف ستيفنسون، إما أن يكون من الخبث والمكر فيتمكن من احداث تغييرات سياسية حساسة، إما أن يكون مجرد رجل نحس...
قد يكون الرجل نحسا، ولكن مصر وقعت فى نفس العام اتفاقية الجلاء بعد طول معاناة مع المحتل البريطانى... فعلى من كان النحس...؟