المناضلة جوزفى مباما

المناضلة جوزفى مباما

بقلم/ كريبسو ديالو


وُلدت "جوزي' بعد عام من نهاية حرب (١٨٩٩-١٩٠٢) صراع الإمبراطورية البريطانية مع البوير (أحفاد المستوطنين الاستعماريين الهولنديين) للسيطرة على جنوب أفريقيا. نشأت وأصبحت كادر عضوي نشط خلال واحدة من أكثر الفترات السياسية اضطرابًا في تاريخ جنوب إفريقيا، عندما كانت الأقلية البيضاء تحاول ترسيخ سيطرتها على الأرض والعمل والسلطة السياسية. في الوقت نفسه، كانت هناك أيضًا تحولات وصراعات عميقة في المشهد السياسي والاقتصادي الدولي: فقد عاصرت "جوزي" الحرب العالمية الأولى، والثورة البلشفية & الصينية ، والكساد العظيم ، وتشكيل الكومنترن، وصعود الفاشية في أوروبا ، واندلاع الحرب العالمية الثانية.

كانت معاهدة Vereeniging، الموقعة في ٣١ مايو ١٩٠٢، بعد انتهاء الحرب بين الإمبراطورية البريطانية والبوير. الركيزة للهيمنة المنهجية والهيكلية لحكم أيديولوجية تفوق البيض، وسلب الأراضي، وفرض سياسات جلب العمالة المهاجرة الرخيصة من الريف. عندها بدأ إنشاء اتحاد جنوب إفريقيا في عام ١٩١٠ ، الذي عزز العديد من المستعمرات البريطانية ومستوطنات البوير في دولة موحدة ، مرحلة وضعت الأسس لظهور نظام الفصل العنصري التى مهدت للتطبيق الأكثر صرامة لهذا النظام بعد الانتصار الانتخابي لعام ١٩٤٨ للحزب القومي الأفريقي الأبيض اليميني ، الذي كان لقادته ، مثل جون فورستر ، صلات مباشرة بالنازية الألمانية.

بعد انتهاء الحرب بسبع سنوات انفصلت عائلة "جوزى" ، مما أدى إلى معركة حضانة مطولة وفترة انتقال مستمرة بين رعاية أقارب مختلفين ، بعضهم كان مسيئًا للغاية. كان والدها من الزولو ، بينما تم تصنيف والدتها على أنها "ملونة" أو "مختلطة". تم اعتبار جوزي "ملونة" ، مما يعني أنها كان بإمكانها اختيار العيش بعيدًا عن الأغلبية الأفريقية و "فوقها" بقبول المزايا الاقتصادية والسياسية ، على الرغم من محدوديتها ، والتي جاءت مع التوافق مع التسلسل الهرمي العرقي الذي فرضه نظام الفصل العنصري. وهذا ما رفضته "جوزي" واختارت أن تعيش وتناضل في مجتمعات الطبقة العاملة ذات الغالبية الإفريقية أو في مناطق متنوعة عرقيًا.

خلال مطلع القرن العشرين ، تم جلب بالقوة الرجال الأفارقة من المناطق الريفية في جنوب إفريقيا والدول المجاورة إلى المركز الصناعي الناشئ في جوهانسبرج كعمال للمناجم. ( النظام العنصرى لم يكن يعتمد فقط على الاستغلال القاسي لأغلبية الطبقة العاملة السوداء ، ولكن أيضًا رسخ بشكل كبير التقسيمات الجنسانية لبث روح الكراهية بين السود والملونيين وفيما بعد الهنود) فيما بعد النساء الافريقيات اجبرتهن الظروف القاسية في الريف - إلى جانب القليل من التحويلات من أقاربهن الذكور المقيمين في المدن دفعتهن في النهاية إلى البحث عن عمل أو سبل عيش في المدن. معظمهم كانوا يعملون كخدم في المنازل ، وصانعات البيرة ، وغسالات الملابس. ميزت الدقة والأجور المنخفضة هذا الجيش الاحتياطي الجديد من العمالة المؤقتة ، والتي تم دفعها إلى أطراف المدن وخضعت لسيطرة شديدة ومراقبة.

في سن المراهقة المبكرة ، انضمت "جوزي" إلى هذه القوة العاملة غير الرسمية ، حيث تولت مجموعة متنوعة من الوظائف المنزلية قصيرة الأجل والمحفوفة بالمخاطر مثل غسل الملابس وتنظيف المنازل والطهي ، بالإضافة إلى تدريب على الخياطة. كانت تحصل على أجور منخفضة للغاية ، ويرجع ذلك جزئيًا إلى صغر سنها.

كانت تعيش في بوتشيفستروم حيث تطورت النضالات ضد قوانين المرور، بما في ذلك حظر التجول الليلي وضد القيود المختلفة على الأغلبية الأفريقية وقدرتها على العيش في المدن ، والتنقل بحرية ، والعمل. وايضا ضد نظام التدابير الذى جعل من الإضرابات جريمة جنائية للعمال الأفارقة. سعت هذه السياسات إلى السيطرة والحد من قدرة السود على العمل في المناطق الحضرية ، التي تتمتع بأعلى إمكانات الكسب ، والحد من وجودهم الاجتماعي والسياسي في نهاية المطاف. ومع ذلك ، تم استخدام قوانين المرور أيضًا لضمان توفير العمالة الرخيصة في المدن المخصصة بشكل حصري تقريبًا للاقتصاد الأبيض المزدهر. في نقاط مختلفة ، تم تطبيق نظام الفصل العنصري من خلال المراقبة المنهجية ، مثل استخدام دفاتر المرور ، التي كان على الأفارقة حملها في جميع الأوقات والتي تحتوي على معلومات الهوية الشخصية ، بما في ذلك البيانات الحيوية وتفاصيل التوظيف. في ظل هذا النظام ، كان الأفارقة يخضعون للمراقبة المستمرة والمضايقة والتهديد بالغرامة أو الاعتقال.

ظهرت المقاومة الشعبية والمنظمة لتمرير القوانين في جميع أنحاء البلاد في أوائل العقد الأول من القرن العشرين ، وكان من أوائل هذه المقاومة الحملة التاريخية التي قادتها النساء في عام ١٩١٣. على الرغم من أن هذه النضالات كانت قادرة على الفوز بامتيازات في بعض الحالات ، إلا أن نظام قانون المرور استمر في التوسع. مهد قانون السكان الأصليين (المناطق الحضرية) ، الذي صدر في عام ١٩٢٣ ، الطريق لتشديد نظام التحكم في التدفق الذي كان سيتكشف خلال حقبة الفصل العنصري ، مما فرض مزيدًا من القيود على تحركات وسلوك الأفارقة في المناطق الحضرية. بموجب قانون عام ١٩٢٣ ، تم تعريف الأفارقة على أنهم "نزلاء مؤقتون" الحرية مسموحة لهم/ن في المدن بقدر ما يخدمون "رغبات السكان البيض" ، كما ينص القانون. في الريف أسس الفصل العنصري ونزع ملكية الأراضي (تخصيص أقل من ١٠٪ من الأراضي الصالحة للزراعة للأفارقة).

في ٢٨سبتمبر ١٩٢٧ ، شاركت جوزى في مظاهرة كان منظمها الحزب الشيوعي شارك فيها ٢٠٠ امرأة أفريقية في مسيرة معارضة لإغلاق آبار المياه. سارعت النساء الذين يكسبن عيشهن عن طريق غسل ملابس العائلات البيضاء ، إلى القاضي المحلي حاملين لافتة حمراء وبيضاء وزرقاء مكتوبة بعبارة "الرحمة" للتعبير عن استيائهن.

النظام الاستعماري كان يسن مثل هذه الإجراءات من أجل جني الإيرادات من الأسر الأفريقية لتغطية العجز المالي العام الذي كان يتعين على الأسر البيضاء سداده. ثمانية عشر يعيشون في منزل مملوك لشخص آخر للتسجيل ودفع تصريح شهري للسلطات البلدية. وهذا يعني أنه يتعين على الأطفال والأقارب دفع رسوم شهرية للعيش في منازل أسرهم. أولئك الذين لم يدفعوا واجهوا الملاحقة القضائية ، والإخلاء ، والطرد ، مما زاد من تقويض التماسك الاجتماعي للأسرة الأفريقية غير الموحد بالأساس من قبل نظام العمالة المهاجرة.

بلغ الصراع في مدينة بوتشيفستروم ذروته في عام ١٩٣٠ ، عندما أدى إضراب عام إلى إغلاق المدينة. قادت النساء الأفريقيات الحملة، ونظمن الإضرابات ، وسد الطرق الرئيسية ، ومنع الأفارقة الآخرين من الذهاب إلى العمل لتحريضهم وتجنيدهم للنضال ضد النظام العنصري ، كانت منشورات الحزب الشيوعي الجنوب افريقي تقول للعمال والعاملات: "ليس لديك أسلحة أو قنابل مثل أسيادك البيض، لكن لديك عملك والقدرة على تنظيمه وحجبه. هذه هي اسلحتكم. تعلم كيفية استخدامها للتخلص من نير العبودية لتكون حر نفسك وأرضك بدون أسياد".

بالفعل تنظيم العمال وتحريضهم/ن على العصيان أوجد عقبات للسلطة الاستعمارية ، التي استسلمت أخيرًا وأسقطت رسوم تصريح المستأجر في مايو ١٩٣١. استخدمت السلطات البيضاء النضال في بوتشيفستروم كتجربة في كيفية تحسين آليات القمع، والتي قد تجد تعابير جديدة أكثر قسوة في السنوات اللاحقة.

كانت نضالات المجتمع الجنوب الافريقى الأسود ضد تصاريح المستأجر في بوتشيفستروم تجارب تكوينية لوعى "جوزي" الاجتماعى ، سواء من حيث تنظيم النساء والتعرف على الشيوعية. أصبحت واحدة من أوائل النساء السود اللواتي انضممن إلى الحزب الشيوعي لجنوب إفريقيا (CPSA) ، ثم بعد ذلك ، لشغل منصب قيادي رفيع في الحزب. على الرغم من تقديم بعض أهم مساهماتها للحملات الوطنية ضد نظام قانون تمرير الفصل العنصري ، إلا أن تركيزها على تنظيم النساء ، مثل كونها مؤسسة لاتحاد نساء جنوب إفريقيا متعدد الأعراق (FEDSAW) في عام ١٩٤٥ ، له أهمية خاصة. كانت جوزي من بين القلائل الذين دافعوا علنًا عن زيادة المشاركة السياسية للمرأة والنهوض بنساء الطبقة العاملة ، وكانت من بين أوائل النساء السود اللواتي تحدثن علنًا عن الروابط التقاطعية بين الجنس والعرق والطبقة.

في عام ١٩٣٥ سافرت "جوزى" إلى موسكو للدراسة في جامعة الشرق الأقصى المؤسسة لإعطاء دورات تنظيمية لأبناء جنوب الكرة الأرضية. كانت اشهر الاسماء التى تدرس مع "جوزى" في الصف وقتها جومو كينياتا ، هوشي منه ، دينغ شياو بينغ ، وهاري هايوود. هناك شاركت في أنشطة مختلفة خلال فترة وجودها أهمها المؤتمر العالمي السابع للكومنترن في كلمتها سلطت الضوء على أهمية أممية الطبقة العاملة من خلال حراك عمال الرصيف السود في كيب تاون الذين كانوا يرفضون تحميل شحنات الأسلحة والمؤن الإيطالية خلال الغزو الفاشى لإثيوبيا ١٩٣٥-١٩٣٦ . أشارت لو باقي الأحزاب الشيوعية مهتمة بالقضية الأممية والعمالية كانت نظمت عمال الرصيف بقطع الإمدادات للقوات الإيطالية.

لقائها مع الكسندرا كولونتاي جعلها بعد أنهاء دراستها والرجوع الي جنوب إفريقيا ترى أن مشاركة المرأة ضرورة إستراتيجية للطبقة العاملة لكي تنجح في الإطاحة بالحكم الاستعماري العنصري. على هذا المنوال ، وجهت نداء للنساء في صحيفة الحزب ضد مشروع قانون تعديل قوانين السكان المحليين عام ١٩٤٠ ، والذي من شأنه أن يحد من حجم السكان الأفارقة في المناطق الحضرية وفقًا للحد الأدنى من العمال المطلوبين ، بالإضافة إلى قيود أخرى:

"نحن ، النساء ، يجب أن نأتي إلى الميدان كمناضلات ، لم يعد بإمكاننا البقاء في الخلفية أو الاهتمام فقط بالشؤون المنزلية. لقد حان الوقت للدخول إلى الميدان السياسي والوقوف جنباً إلى جنب مع الرجال في النضال."

في الوقت نفسه ، لم تمتنع عن الإشارة وانتقاد كيف تم غرس العلاقات الأبوية ليس فقط في المجتمع ولكن أيضًا داخل الحزب ، مما حد من مشاركة المرأة السياسية: "من بين جميع قادتنا ، نادرًا ما يرى المرء زوجاتهم أو صديقاتهم يصطحبنهم إلى الاجتماعات "

على الرغم من أن النساء الأفريقيات قاومن السيطرة الاستعمارية على عملهن وأراضيهن وحياتهن اليومية طوال أوائل القرن العشرين إلا أن تنظيمهن جاء بشكل مبكر في جنوب إفريقيا عزز أدوارهن الداعمة في النضال، لتعزيز تحررهن على نطاق أوسع ، في أعقاب منح حق الانتخاب السياسي للنساء البيض في عام ١٩٣٠ وما تلاه من زيادة مشاركة المرأة في النشاط السياسي ، أنشأ الحزب الشيوعي قسمًا للمرأة في عام ١٩٣١ كانت جوزي تتولى تنظيمه. في البداية ، كان يُنظر إلى النساء على أنهن مجرد مناصرات للرجال في النضال. ومع ذلك ، بدأ هذا في التغيير حيث ركز الحزب بشكل أكبر على قدرة النساء على العمل جنبًا إلى جنب مع نظرائهن من الرجال، وشجع على تصورات أكثر راديكالية لأدوار الجنسين ، وقدم مزيدًا من المرونة للنساء للتنظيم وفقًا لشروطهن الخاصة حدث تطور تدريجي لنهج الحزب تجاه مسألة الجندر نما من فهمه أن التناقض الرئيسي في المجتمع هو التناقض بين مالكي الملكية ورأس المال وأولئك الذين باعوا عملهم واعتمدوا عليه للبقاء على قيد الحياة. هذا التحليل وضع الحزب في مكانة أفضل لفهم القضايا التي تواجه المرأة العاملة مقارنة بالمنظمات الأخرى في ذلك العصر. على سبيل المثال ، في بيان صدر في فبراير ١٩٣٢ ، أعلن الحزب:

" الكادحات من النساء نظموا أنفسكن للقتال من أجل ظروف أفضل من خلال جبهة موحدة للتخلص من جميع أشكال الاستغلال الذي تعاني منه في ظل الرأسمالية وحيث تكونوا كنساء اكثر الفئات اضطهادا" .

في بدايات الأربعينات كان هناك صراع دائر داخل الحزب الشيوعي، وصل إلى نقطة اعتبرها الكثيرون أنه على وشك الانهيار. بعد الأزمة الذى افتعلها الأمين العام "موسى كوتانى" بسبب اثارته إشكالية مفادها أن الحزب لم يكن "أفريقيًا" بما فيه الكفاية ، مشيرًا إلى حقيقة أن قسمًا مهمًا في اللجنة المركزية ، بقيادة "لازاروس باخ" ، تجهل أحوال الجماهير الأفريقية ومشغولة بمسائل نظرية لها علاقة بالاوروبيين.على رغم أن "جوزى" دعت إلى بذل مجهود أكبر من أجل "افرقة" الحزب لان السود يشكلون الجزء الأكبر من السكان والعمالة في المناجم والريف لكنها كانت ضد تقسيم الهيكل التنظيمي للحزب على أسس عرقية ، بما في ذلك اقتراح "البعض" لتشكيل أجنحة منفصلة للحزب على أساس العرق في عام ١٩٣٨.

كانت "جوزي" حريصة على عدم الانحياز إلى اى جانب متصارع وأعطت الأولوية لوحدة الحزب. لان بالنسبة لها كانت الأولوية واضحة ، "يجب أن يأتي الرفاق وسط الجماهير". بعد وقت شاركت في أعادو ترتيب صفوف الحزب وانهاء الصراعات وبعد الحرب العالمية الثانية كان للحزب الفضل للأدوار الرئيسية التي لعبتها المجموعات السياسية التي اجتمعت في مؤتمر Anti-Pass في نوفمبر ١٩٤٣ ، حيث اتفقوا على اتباع جميع الوسائل الممكنة لممارسة الضغط من أجل إلغاء تصاريح المرور ، بما في ذلك العمل بشكل أوثق مع المجموعات التي كانت أقل انحيازًا أيديولوجيًا ولكن المصالح المتداخلة المشتركة مثل حزب المؤتمر الوطني الأفريقي. كانت جوزي في طليعة الجهود النسائية المشاركة في هذا النضال ، بما في ذلك تنظيم مؤتمر حول قوانين المرور في مارس ١٩٤٤ في الفترة التي سبقت إطلاق حملة رسمية في مايو وضعت هذه الجهود الأساس لحملات لاحقة لمحاربة نظام الفصل العنصري بعد أن تم ترسيخه رسميًا بشكل كامل ومؤسسى عام ١٩٤٨.

عندما بدأت حملة مناهضة قوانين المرور في النمو في أواخر الأربعينيات، زادت الحاجة إلى تنظيم نسائي واسع القاعدة. في عام ١٩٤٧ ، اجتمعت نساء الحزب الشيوعي في جوهانسبرج لتأسيس منظمة نسائية غير عرقية ، اتحاد ترانسفال لجميع النسوة. على الرغم من صغر حجمها وموقعه المحلي ، فقد كان من بعض النواحي النموذج الأولي لمنظمة نسائية أكبر تشكلت في السنوات اللاحقة كان هذه الخطوة من ضمن الأنشطة التى ادت إلى حظر الحزب الشيوعي الجنوب افريقى.

أدى القمع المتزايد لنظام الفصل العنصري إلى تحفيز الحركة النسائية على تعميق جهودهن في التنظيم. في عام ١٩٥٤ ، اجتمع ١٤٦ مندوبة يمثلون حوالي ٢٣٠٫٠٠٠ امرأة في جميع أنحاء البلاد من مختلف الخلفيات السياسية في جوهانسبرج لحضور المؤتمر التأسيسي لاتحاد نساء جنوب إفريقيا (FEDSAW). في المؤتمر ، تعهد المندوبون بدعمهم لتحالف المؤتمر الناشئ ، وهو تحالف متعدد الأعراق تم تشكيله رسميًا في العام التالي أطلق حملة واسعة منددة ومناهضة للفصل العنصري ولدت أكبر مشاركة جماهيرية في تاريخ جنوب أفريقيا. حضرت جوزي المؤتمر نيابة عن اتحاد ترانسفال لجميع النساء وأصبحت رئيسة فرع ترانسفال التابع لاتحاد FEDSAW.

على الرغم من أن التأريخ العام الذي نشره حزب المؤتمر الوطني الأفريقي بعد النهاية الرسمية للفصل العنصري في عام ١٩٩٤ قد صور الاتحاد على أنه يقوده بشكل شبه حصري النساء الليبراليات المنتسبات إلى حزب المؤتمر الوطني الأفريقي ، من المهم التذكير أن FEDSAW كانت في الواقع من بنات أفكار عضوة الحزب الشيوعي راي ألكسندر وحظيت بمشاركة كبيرة من النساء العاملات والنقابييات. على الرغم من طرح مطالب وأهداف ليبرالية واسعة بشكل عام ، مثل الحق في التصويت ، فقد تضمنت وثيقته التأسيسية عددًا من العناصر الأكثر راديكالية التي تمت إضافتها على الأرجح بسبب مشاركة وجهود النساء اليساريات. وشملت هذه الأحكام التي دعت إلى "المساواة في الأجور وإمكانيات الترقية في جميع مجالات العمل" ، و "حقوق متساوية مع الرجال فيما يتعلق بالملكية والزواج والأطفال" و "تنظيم النساء في النقابات العمالية". بينما حدد الميثاق خصوصيات أعباء المرأة الاجتماعية الإنجابية ودعت النساء إلى التنظيم الذاتي لتحقيق حقوق سياسية وظروف اقتصادية عادلة ، كما دعا إلى نضال النساء إلى جانب الرجال في نضال مشترك ضد الفقر والتمييز العنصري والطبقي. سيصبح ميثاق المرأة في نهاية المطاف أساسًا لبعض الحقوق الدستورية في جنوب إفريقيا ما بعد الفصل العنصري.

 

نظم FEDSAW أول احتجاج وطني واسع النطاق في ٢٧ أكتوبر ١٩٥٥ ، عندما شاركت ألفي امرأة من جميع الأعراق في مسيرة ضد قوانين المرور ونظام الفصل العنصري. ومع ذلك ، قبل شهر واحد من المسيرة ، تلقت "جوزي" اخطار بأنها سوف يتوجه لها جريمة جنائية للمشاركة في اجتماعات سياسية عامة او المشاركة في أي احتجاجات سياسية مختلفة. بما في ذلك FEDSAW.

وفي ٩ أغسطس ١٩٥٦ ، في ذروة عقود من النضال المتصاعد ، نزلت ٢٠٠٠ امرأة في شوارع بريتوريا متجهين الى المقر الرسمي للحكومة الاستعمارية ، وحملن معهم حزم من الالتماسات الموقعة التي تطالب بإلغاء قوانين الفصل العنصري. المسيرة أظهرت نجاح الجهود المبذولة لتنظيم النساء من جميع الأعراق على نطاق واسع خلال فترة زمنية قصيرة نسبيًا ، افتتحت مرحلة جديدة مليئة بالأمل. قرر تحالف الكونجرس في وقت لاحق أن يتم الاحتفال بيوم ٩ أغسطس بيوم المرأة في جنوب إفريقيا. اليوم ، الذكرى السنوية لمسيرة النساء التاريخية متعددة الأعراق إلى بريتوريا هي عطلة رسمية.

في سن الستين انسحبت "جوزى" من العمل العام بعد ما اشتدت المرض بسبب التعذيب والضرب في الاحتجاجات ارسلت كلمة لرفاقها: "بوجود جوزي أو لا وجدها ، سيستمر النضال حتى النصر" ابتداءً من أواخر الخمسينيات ، أصبحت جوزي أكثر نشاطًا في الكنيسة الأنجليكانية والمجموعات الكنسية النسائية ، مثل جمعية نساء كنيسة مزيمهلوف ولجنة كنيسة إكورهوليني ، وكلاهما لعب دورًا في تأمين المنح للأطفال والطعام للأسر الفقيرة ، وقد أدى عدد من العوامل إلى قيام جوزي بهذا التحول ، بما في ذلك الرغبة في تحسين صحتها الجسدية ، عملت الجماعات الكنسية النسائية كملاذ وشكل بديل من التنظيم الاجتماعي في جنوب أفريقيا تشبه إلى حد كبير تقاليد لاهوت التحرير التي تجذرت في العديد من نضالات التحرر الوطني في امريكا الجنوبية. يمكن فهم مشاركة جوزي في المجتمعات القائمة على الكنيسة في العقود الأخيرة من حياتها بشكل أفضل على أنها جزء لا يتجزأ من فهم تحرري مماثل للاهوت والاعتراف بالوظائف الاجتماعية التي يمكن أن يؤديها الدين.

على الرغم من انسحابها من الحياة السياسية العامة لكنها استمر استهدافها من قبل الدولة. تم اعتقالها وسجنها لعدة أسابيع أثناء حالة الطوارئ التي تم إعلانها بعد مذبحة شاربفيل في عام ١٩٦٠ (قتل الشرطة تسعة وستين شخصًا خلال احتجاج عام ضد قوانين المرور) وظلت تحت رادار شرطة الفصل العنصري في السنوات. لم يردعها ذلك ، على حد تعبيرها ، عن الاستمرار في دعم أحفادها عندما بلغوا سن الرشد في النضالات السياسية في أواخر السبعينيات ، ولا سيما أثناء انتفاضة "سويتو" الطلاب عام ١٩٧٦.

رحلت جوزى عام ١٩٧٩ ، تم دفنها في مقبرة أفالون في سويتو إلى جانب العديد من رواد النضال المعروفين وغير المعروفين.

لعبت النساء في جنوب افريقيا دورًا مهمًا في بناء CPSA من أواخر العشرينات حتى الأربعينيات. حتى بعد أن تم حظر الحزب في عام ١٩٥٠ وإجباره على العمل تحت الأرض ، وأعاد تشكيل نفسه على أنه الحزب الشيوعي لجنوب إفريقيا (SACP). وكان من بين هؤلاء النساء بجانب "جوزفى مباما" راي ألكسندر ، ومولي وولتون ، وهيلدا بيرنشتاين ، ودورا تامانا ، وفاطمة سيدات ، وسيسيليا روزير ، وريبيكا بانتنغ ، وسونيا بانتنغ ، وريكا هودجسون ، وثوكو منغوما ، ووينيفريد سيكوانا ، وفلورنس مخيزي ، وليتيتيا سيبيكو ، وفيوليت واينبرغ ، وروث فيرست وآخرين من هم نجحوا في تطوير نسوية جماهيرية حقيقية تتفهم أن الحشد والتنظيم المناهضين للرأسمالية ضروريان لتحويل واقعنا الاجتماعي عكس النسوية النخبوية اليوم في جنوب إفريقيا التي تتجاهل معدلات العنف المرتفعة إلى البطالة المزمنة والعمل غير المستقر وجميع انعكاسات الازمة العميقة المتداخلة في سياق اجتماعي أوسع لأزمة النيوليبرالية تعانى بسببها المراة.