رجال حول الرئيس عبدالناصر (٧).. زكريا محيي الدين نائب رئيس الجمهورية للمؤسسات

رجال حول الرئيس عبدالناصر (٧).. زكريا محيي الدين نائب رئيس الجمهورية للمؤسسات
رجال حول الرئيس عبدالناصر (٧).. زكريا محيي الدين نائب رئيس الجمهورية للمؤسسات

وُلد زكريا محيي الدين في الخامس من يوليو اعام ١٩١٨م، بقرية كفر شكر بمحافظة القليوبية، تلقى دراسته بكتاب القرية، ثم التحق بمدرسة العباسية الابتدائية، وأتم تعليمه الثانوي في مدرسة فؤاد الأول بالقاهرة، ثم التحق بالكلية الحربية عام ١٩٣٦م، وتخرج فيها برتبة ملازم ثاني في ٦ فبراير عام ١٩٣٨م، وعُين في كتيبة بنادق المشاة في الإسكندرية، وفي عام ١٩٣٩م، انتقل إلى منقباد حيث التقى بالرئيس جمال عبدالناصر، وعمل معه ومع عبدالحكيم عامر بالسودان عام ١٩٤٠م.

وعقب عودته إلى القاهرة عمل مدرساً بالكلية الحربية ومدرسة المشاة، التحق بكلية أركان الحرب وتخرج منها عام ١٩٤٨م، وحضر دورة تدريبية خاصة بإنجلترا، وحارب في فلسطين في العام نفسه، وكلفته القيادة بمهمة الاتصال بالقوة المحاصرة بالفالوجا، واستطاع اختراق خطوط العدو ليلاً، والوصول للقوة المحاصرة، وإمدادها بالطعام والدواء، واستمر معها حتى تم فك الحصار عنها وانسحابها إلى العريش.

وحصل على وسام محمد علي الذهبي للبسالة والتميز في مهامه في فلسطين، عمل بعد عودته للقاهرة مدرسا في الكلية الحربية ومدرسا لمادة التكتيك في كلية أركان الحرب. انضم إلى تنظيم الضباط الأحرار قبل قيام الثورة بنحو ثلاثة أشهر، وكان ضمن خلية جمال عبد الناصر، وكان قائداً للسرية الثانية لطلبة الكلية الحربية، ومسئولاً عن الضباط الأحرار فيها، بحكم أنه أقدم الضباط بالكلية، وكان يتميز بهدوء الأعصاب وندرة الكلام والكتمان الشديد.

وشارك في وضع خطة تحرك للقوات، وكان المسئول عنها وقائد عملية محاصرة القصور الملكية بالإسكندرية، في وقت تواجد الملك فاروق الأول بالمدينة. وبعد قيام ثورة ٢٣ يوليه عام ١٩٥٢م، تولى محيي الدين منصب مدير المخابرات الحربية لمدة عام واحد، ثم عُين وزيرا للداخلية عام ١٩٥٣م، وأُسند إليه مهمة إنشاء جهاز المخابرات العامة المصرية عام ١٩٥٤م، ثم عين وزيرا لداخلية الجمهورية العربية المتحدة عام ١٩٥٨م، وشغل بعدها منصب رئيس اللجنة العليا للسد العالي عام ١٩٦٠م، وعينه الرئيس جمال عبد الناصر نائبا لرئيس الجمهورية للمؤسسات ووزيرا للداخلية للمرة الثانية عام ١٩٦١م، وعضو مجلس الدفاع القومي (١٩٦٢-١٩٦٩م). وعضو اللجنة التنفيذية العليا للاتحاد الاشتراكي العربي في ٢٤ أكتوبر ١٩٦٢م، ثم رئيسا للجنة العليا لأموال أسرة محمد على المصادرة في ٢٠ فبراير عام ١٩٦٤م، ثم رئيسا الجهاز المركزي للمحاسبات في إبريل ١٩٦٤م، وحتى سبتمبر ١٩٦٥م).

وتولى الإشراف على قطاع الزراعة والشباب في نوفمبر عام ١٩٦٤م، وأمين لجنة الإتحاد الاشتراكي لمحافظة القاهرة، ثم عينه رئيسا للوزراء ونائبا لرئيس الجمهورية بعدها بأربع سنوات عام ١٩٦٥م. واختير رئيساً للجنة العليا للرقابة على الإدارة الحكومية في الخامس والعشرين من يناير عام ١٩٦٥م.

مثّل مصر في مؤتمر باندونج وجميع مؤتمرات القمة العربية والأفريقية ودول عدم الانحياز، ورأس وفد الجمهورية العربية المتحدة في مؤتمر رؤساء الحكومات العربية في يناير ومايو ١٩٦٥م، رأس وفد الجمهورية العربية المتحدة في الاحتفال بذكرى مرور عشر سنوات على المؤتمر الآسيوي ـ الأفريقي الأول ١٩٦٥م.

وفي التاسع من يونيو العام ١٩٦٧م، وبعد النكسة ألقى الرئيس ناصر خطاب التنحي الشهير كلف فيه السيد زكريا محيي الدين بصفته نائبه أن يتولى مهام رئيس الجمهورية، وقال بشأن هذا التفويض: "تطبيقاً لنص المادة ١١٠ من الدستور المؤقت الصادر في شهر مارس سنة ١٩٦٤م، فلقد كلفت زميلي وصديقي وأخي زكريا محيي الدين بأن يتولى منصب رئيس الجمهورية، وأن يعمل بالنصوص الدستورية المقررة لذلك، وبعد هذا القرار فإنني أضع كل ما عندي تحت طلبه، وفي خدمة الظروف الخطيرة التي يجتازها شعبنا".

وفي ١٠ يونيو ١٩٦٧م، ألقى الرئيس زكريا محيي الدين رفض المنصب في خطاب ألقاه قائلاً: "إن جماهير شعبنا لا تقبل غير قيادة جمال عبد الناصر".

وفي إحدى الخطابات التليفزيونية السابقة ظهر الرئيس جمال عبدالناصر يتحدث عن نائبه محيي الدين والذي يشغل أيضا منصب رئيس الوزراء وقتها.

قال عبدالناصر في خطابه: «معنديش انا بير في البيت، بنزل فيه جردل واطلع دهب عشان ادي الدكتور عبدالمنعم القيسوني أو زكريا محي الدين»، وأضاف ضاحكا: «زكريا محيي الدين معندوش حاجة عنده كام فدان مستعدين ناخدهم منه».

وتابع: «معندوش الراجل حاجة، معندوش غير شجرتين مانجا في البيت»، مضيفا خلال خطابه على ضرورة أن يتكاتف المواطنين والدولة من أجل الادخار والبناء.

استقال من منصبه كنائب رئيس الجمهورية ومناصبه الأخرى في العشرين من مارس ١٩٦٨م.

عرف عن زكريا محي الدين لدى الرأي العام المصري بالقبضة القوية والصارمة نظرا للمهام التي أوكلت إليه كوزير للداخلية ومديراً لجهاز المخابرات العامة.

وصفة الكاتب الصحفي محمد حسين هيكل في كتاب "الانفجار" (زكريا رجل عاقل ومتزن، ثم إنه قادر على التفاوض مع الأمريكان بسبب ميوله شبه العدائية للاتحاد السوفيتي).

وكذلك قال عنه المستشار عصام حسونة، وزير العدل في حكومتي زكريا محيي الدين وصدقي سليمان، ومن بعدهما في حكومة جمال عبد الناصر بعد نكسة ١٩٦٧م، في كتابه ( ٢٣ يوليو وعبدالناصر.. شهادتي) موضحًا أسلوب عمله وقيادته: "زكريا محيي الدين رجل ذكي، حازم، حاسم، لا تهمه الشعارات بقدر ما تهمه الحلول الواقعية للمشكلات. كانت حكومته حكومة جادة، تتصدى في شجاعة لمشكلات مصر، وفي مقدمتها المشكلات الاقتصادية".

كان يميل لليبرالية ومال إلى التحول للنظام السياسي المفتوح، ودور أكبر للقطاع الخاص، وأن تكون الانتخابات غير موجهه، وعُرف بالذكاء والصرامة حتى لُقب بالقبضة القوية والصارمة نظرا لتوليه مهام الأمن والمخابرات، وكان رئيسا لرابطة الصداقة المصرية -اليونانية، حصل على ١٨ وساما وقلادة من دول العالم.

توفى في الخامس عشر من مايو العام ٢٠١٢م، وأُقيمت صلاة الجنازة بمسجد آل رشدان وتقدمها المشير محمد حسين طنطاوي القائد العام رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، عن عمر يناهز ٩٤ عاما.

كان رجل دولة بحق‏،‏ وصفه السياسيون بأنه الأكثر قدرة على العمل والإنجاز‏،‏ أهله نجاحه وإتقانه ودأبه لأن يصبح الرجل الأول في الدولة‏.

المصادر

موقع مكتبة الإسكندرية.

موقع الهيئة العامة للاستعلامات.

جريدة الأهرام المصرية.