حسين عبدربه يكتب: لا تبحث عن كعك في مخبز متهالك
يتحدث هذا العنوان عن اختيارات الإنسان وكيفية التدقيق في كل الأمور التي يكون فيها تفكير وقرار من أجل توفير الجهد والابتعاد عن الاختيارات الخاطئة.
من يريد الصلاح لذاته واختياراته يجب عليه أن يبتعد كل البعد عن الجانب الخاطئ من الحياة ويعمل عقله للتفكير الدقيق في اختياراته ويتجنب الغوغائيين وكثيري المهاترات إن أراد التقدم، وإنتاج أفكار، ورؤى مغايرة، ومفيدة.
ففي المخبز المتهالك لا تجد سوي بقايا ومهملات وأشياء بالية وهذا تشبيه لأمور كثيرة في الحياة فلا تبحث عن أمور ذات فائدة في الطريق الخاطئ ولا ترهق عقلك بالتفكير في المكان الذي لا يحوي سوي مهملات وأشياء قديمة لا جدوى منها ولا منفعة أنتقي الأفكار التي تفيدك ولا تلتفت إلى مظاهر الأمور.
فمثال على ذلك أنك إن أردت أن تصادق شخص يتمتع بخلق عالي وصدق فلا تبحث عنه في الطريق الخاطئ والطريق الخاطئ (مخبز متهالك) قد يكون بيئته التي نشأ بها وقد يكون رفاقه فإن وجدت رفاقه سيئين فاعلم أن السيء لا يسير إلا مع أُناس على شاكلته.
أيضاً إن كنت تريد الحفاظ علي جودة عملك فعليك بالتفكير في من يمتلكون الصدق وحُسن الأخلاق لإشراكهم في هذا العمل من أجل النجاح والتقدم وتجنب الأشخاص الانتهازيين وعديمي الكفاءة والثقافة والأخلاق الذين لا يمتلكون سيرة طيبة بين الناس فهؤلاء لن تجدهم سوي بالطريق الخاطئ (مخبز متهالك) ولن تجد لهم فائدة. ويقاس على هذه الأمثلة الكثير والكثير من الاختيارات في شتي جوانب الحياة.
فالجميع يمتلك وعي وقدرات تجعله يحسن اختياراته وبحثه، ولكن التفكير بعقلانية وواقعية هو الفيصل، فمن المعرفة والتفكير الجيد يستمد حُسن الاختيار. وأكثر من يريد التفكير والتدقيق هم فئة الشباب التي تكون خبراتها الحياتية قليلة وينجذبوا إلى ظواهر الأمور دون البحث عن الجوهر.
فكما قال وليام فوستر:
جودة العمل لا تأتي صدفة ابداً.. إنها نتاج اختيار صائب ونوايا حسنة، وجهد حقيقي وتوجيه ذكي.. فهي تمثل الاختيار الحكيم لبدائل متعددة.
