التآزر والمساواه بين الجنسين

التآزر والمساواه بين الجنسين

 

ترجمة /يسرا محمد مسعود

 

لا تزال المرأة وهى أول ضحايا الأزمات الإنسانية تدفع دائما ثمناً باظاً وخاصة فى حالات النزاعات وتستمر فى تهميشها أثناء عمليات التأهيل بعد انتهاء الأزمة .إن الضحايا النسائية للأزمات الإنسانية يواجهن إشكاليات تتعلق بنوعهن .والواقع أن فهم الفروق بين الجنسين وأوجه عدم المساواه والقدرات بين الجنسين يزيد من فعالية المساعدة الإنسانية .وينطبق ذلك بوجه خاص على العنف الجنسى ،فيصبح هذا النوع من العنف منهجيا ً ويصبح سلاحاً للحرب فى حد ذاته فى النزاعات الحالية .وتتعرض النساء الضحايا للوصم والرفض وكثيراً ما يترددن فى إبلاغ السلطات بالوقائع ،لاسيما عندما تكون هذه السلطات مكونة من أغلبية الرجال الذين لا يهتمون كثيراً بالمعاناة التى تتعرض لها المرأة ،على الرغم من أن المنظمات غير الحكومية المعنية بحقوق الإنسان والأمم المتحدة تشجب هذا العنف فى الوقت الحالى على نطاق واسع .

إن العواقب الطبية للعنف الجنسى بشعة بوجه خاص ،كما إن الاحتياجات المحددة للنساء اللاتى يعشن تحت مظلة قانون إسلامى لا تؤخذ فى الإعتبار بشكل كاف فى بعض الأحيان ،خاصة فى مخيمات اللاجئين ويعد مثال النساء الباكستنيات خير دليل فى هذا السياق ،فالعديد منهن يعانين ويعالجن من مشاكل فى الكلى ،لأنهن لا يجرؤن على مغادرة خيمتهن أثناء النهار للذهاب إلى المرحاض.

إن التآزر إذن بين الجنسين أمر أساسى، ولا يؤثر الصراع والنزاعات على النساء والفتيات والفتيان والرجال بنفس الطريقة ،فتواجه النساء والفتيات مخاطر متزايدة بسبب تشريد وإنهيار هياكل الحماية والدعم الذى يتلقونه عادة .

كما يتعين عليهن أداء المزيد من المهام المتعلقة بالرعاية ،مثل الحصول على الطعام والماء ورعاية المرضى وتشير بعض الإحصائيات إلى إنه قد تعرضت نحو ٣٥٪ من النساء فى جميع أنحاء العالم للعنف البدنى أو الجنسى ويتزايد العنف القائم على نوع الجنس فى حالات النزاع وتعرضت أكثر من ٦٥ ٪ من النساء للعنف الجنسى فى إطار الأزمات.

وعلى الجانب الآخر ،هناك من يرى النساء غالباً أول ما تكون المستجيبات فى الأزمات وتلعب دوراً رئيسياً فى بقاء أسرهن ومجتمعاتهن وقدرتها على الصمود،حيث يرى البعض أن النساء والفتيات ليسن ضحايا عاجزات ،فيجب أن تعترف الجهود الإنسانية بأن النساء والفتيات مثل الرجال والفتيان لديهن الكثير مما يسهمن به ويمكنهن المساعدة فى التأهب للأزمات والاستجابة لها ويجب إشراك المرأة فى عملية صنع القرار فيما يتعلق بأشكال المساعدة والحماية التى تحتاجها .وفى الختام يجب التشديد على أن العمل الإنسانى يسمح بظهور أدوار جديدة وأكثر أهمية وتجديد العلاقة بين الجنسين على حد سواء.