ما أن انتشرت أخبار عن دراسة علمية تشير إلى أن لبّ الكرة الأرضية توقف عن الدوران، وربما بدأ في عكس اتجاه دورانه، حتى استغلت "مافيات التسول الديني" هذا الخبر لنشر الهلع بين الناس واستغلال ذلك لجمع الإعجابات والتفاعلات على مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال ربط هذه الظاهرة الجيولوجية بعلامات يوم القيامة، وما إلى ذلك من هراء صرنا نقرأه ونسمعه مؤخراً حول هذا الموضوع (علامات يوم القيامة).
في سبيل وقف هذه الترهات، إليكم بعض أبرز حقائق هذه الدراسة:
*
توقف دوران لبّ الأرض، تلك الكتلة المنصهرة في باطن الكوكب، وقع فعلياً - بحسب الدراسة المنشورة - منذ أكثر من عقد من الزمان، أي عام ٢٠٠٩ تقريباً، ولكنه الآن بدأ بالدوران مجدداً في الاتجاه المعاكس.
* هذه الحركة (الإبطاء حتى التوقف ومن ثم عكس الاتجاه) تقول الدراسة إنها تحصل بشكل مستمر، وإن كل دورة تستغرق عقوداً، آخرها كانت في سبعينيات القرن الماضي.
* سرعة دوران لبّ الأرض منفصلة عن بقية طبقات الأرض، لأنه محاط بغلاف سائل (منصهر)، وهو في ذلك يشبه الصفار في بيضة، والذي يتحرك بحرية داخل بياض البيض السائل.
* تتوقع الدراسة - بناء على تقدير نمط الحركة - أن مدة كل دورة (دوران، إبطاء، توقف، عكس الاتجاه) حوالي ٣٥ عاماً.
* وجد باحثو الدراسة علاقة ذات أهمية بين هذه الدورة وقشرة الكرة الأرضية (الطبقة التي نعيش فوقها)، وأن كلاهما يؤثران على بعضهما البعض بشكل واضح.
* تأثير بطء وتوقف، ثم انعكاس اتجاه، لبّ الأرض قد يحدث تغيرات في المجال المغناطيسي للكوكب، أو طول اليوم. لكن ذلك أمر غير مقلق، بحسب الخبراء ومعدي الدراسة، لأن تلك التغيرات لن يكون لها أثر ملحوظ في حياتنا اليومية.
* أهمية هذه الدراسة تكمن في أنها تعطي لمحة عن عمل باطن الأرض: كتلة المادة المنصهرة التي تقع على عمق نحو ٣٠٠٠ كيلومتر تحت أقدامنا، والتي لا نستطيع الوصول إليها من أجل دراستها عن قرب. كما تربط هذه الدراسة ما بين تلك الكتلة وبين ما يحصل على سطح الأرض (أو قشرتها الخارجية).
(حقوق الصورة: Forplayday).