ثورة يوليو وأثرها على حركات التحرر الأفريقية

ثورة يوليو وأثرها على حركات التحرر الأفريقية

 بقلم/ شيماء طارق

 

تعد ثورة يوليو من أهم الثورات التي لها أثر واضح ومهم في التاريخ المصري، وتأتي اليوم الذكرى السبعين لثورة يوليو التي قام بها ضباط الجيش المصري بقيادة الزعيم جمال عبد الناصر، في البداية أطلق على الثورة حركة الجيش، ثم عرفت بعد ذلك بثورة ٢٣ يوليو، وكانت تسعى إلى تحرير البلاد من الظلم والاستعباد وحققت ثورة يوليو العديد من الإنجازات المهمة، والمكاسب الاقتصادية والتعليمية والزراعية التي أصبحت نقطة تحول في التاريخ المصري.

 

ومن أهم الانجازات المهمة التي حققتها ثورة ٢٣ يوليو الاهتمام بالدائرة الأفريقية وحركات التحرر الأفريقي، حيث أولت مصر اهتماما كبيرا للقارة الأفريقية، واتضح هذا في كتاب " فلسفة الثورة" للزعيم الراحل جمال عبد الناصر، حيث خصص جزء مهم للحديث عن الدائرة الأفريقية، ومن هنا جاء اهتمام مصر الأساسي والرئيس بالقارة الأفريقية في العديد من القضايا التي تبرز الاهتمام بالقضايا الافريقية .

 

 

منذ ذلك الوقت، اهتمت مصر بقضايا مقاومة الاستعمار ومساندة الدول الأفريقية ضد الاحتلال بأشكاله الكافة، واتضح ذلك من خلال (دعم مصر. لتونس والمغرب والجزائر ومساندتها للحصول على الاستقلال، مساندة الثورة الليبية ١٩٦٩ وتقديم وسائل الدعم للشعب الليبي، تأسيس الرابطة الأفريقية عام ١٩٥٥ لتشجيع حركات التحرر وانهاء مأساة الاحتلال ، دعم حركة "الماو" الكينية ضد الاحتلال الإنجليزي ، ومدت مصر بوروندي بالموارد والأسلحة الصغيره من أجل النضال والحصول على الاستقلال، وافتتح أول مكتب إقليمي لحزب الحركة الشعبية لتحرير أنجول(MPLA) في القارة برئاسة /باولو جورج وزير الخارجية الأسبق عام ١٩٦٥ وذلك بهدف مساندة حركات التحرر الأنجولية ضد الاستعمار البرتغالي ومساعدتها في الحصول على الاستقلال)، وهذه أحد أهم الاسهامات التي قدمتها  مصر للقارة الأفريقية ودعم حركات التحرر فيها .

 

وفي عام ١٩٦٢، شاركت مصر في إنشاء (لجنة تنسيق لتحرير أفريقيا) وكانت هذه اللجنة تهدف إلى مساعدة الدول الأفريقية من أجل حصولها على الاستقلال ودعم حركات التحرر الأفريقي، ولم تكتف بهذا بل فتحت مراكز للتدريب العسكري للتدريب الكوادر الخاصة بحركات التحرير خاصة (أنجولا- موزمبيق- زيمبابوي- جنوب أفريقيا) وحاولت مصر جاهدة في تقديم وسائل المساعدات للدول الأفريقية حيث قامت باستقبال كوادر وقيادات حركات التحرر، وفتحت لهم مكاتب تخص حركات التحرر في القارة الأفريقية بأكملها وكان عددهم ١٩ مكتبا .

 

وساهمت مصر في إنشاء الإذاعات الموجهة باللغات الأفريقية السائدة في القارة عام ١٩٥٣ وكان هدفها دعم الدول الأفريقية وحركات تحريرها ضد الاحتلال في ذلك الوقت.

 

وهنا يظهر دور مصر الرائع بقيادة الزعيم جمال عبد الناصر في محاولاتهم لدعم حركات التحرر الأفريقية ، ومساندة الشعوب أفريقيا وتشجيعها ونتيجة لكل هذه المجهودات الرائعة التي كانت بمثابة النور الذى أضاء القارة، لقب الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ب" أبو افريقيا" وضعت صورته داخل الاتحاد الأفريقي في العاصمة الإثيوبية "أديس أبابا" ، ووضعت تماثيل له في بعض الدول الأفريقية ، وسميت أكبر جامعة في غينيا ( جامعة جمال عبد الناصر)، بالإضافة إلى العلاقات المتميزة بين مصر وغينيا في عهد الزعيم جمال عبد الناصر ، وبذلك ظهر دور مصر والرئيس جمال عبد الناصر  في مساعدة الشعوب الأفريقية ودعمها من أجل حصولها على الاستقلال .

المراجع 

١-(عبد المعطي أبو زيد- رمضان قرني- سمر إبراهيم )، مصر في أفريقيا ، الهيئة العامة للاستعلامات، ٢٠١٩ .

٢- مقال تحت عنوان:" ثورة يوليو...ودعم حركات التحرر في العالم الثالث" .