السواحيلية: لغة الوحدة لشعوب أفريقيا

السواحيلية: لغة الوحدة لشعوب أفريقيا

كتبت: فاطمة الزهراء أحمد 

يعتبر 7 يوليو يومًا حافلًا بالذكريات الخاصة للغة السواحيلية. في هذا اليوم، اعتمدت الأمم المتحدة اللغة السواحيلية، وهو التاريخ الذي يوافق أيضًا اعتماد الاتحاد الوطني التانغانيقي الأفريقي في عام 1954 بقيادة جوليوس نيريري للغة السواحيلية كلغة وحدة للنضال من أجل الاستقلال. بالإضافة إلى ذلك، يصادف يوم 7 يوليو 2000 إعادة إنشاء مجموعة شرق أفريقيا بهدف إحياء روح التعاون والتكامل بين شعوب جمهورية تنزانيا المتحدة وكينيا وأوغندا في منطقة شرق أفريقيا، مستخدمين اللغة السواحيلية واسعة الانتشار. 

تعد السواحيلية لغة التواصل المشترك في منطقة شرق إفريقيا، وقد لعبت دورًا محوريًا في تعزيز الوحدة والتفاهم بين الشعوب الناطقة بلغات مختلفة. يمثل الاحتفال بيوم اللغة السواحيلية فرصة لتسليط الضوء على هذه اللغة كأداة قوية في بناء الهوية الإفريقية وتعزيز التفاهم بين الثقافات. تُنظم في هذا اليوم فعاليات متنوعة تشمل عروض موسيقية، وندوات أدبية، وورش عمل تعليمية تبرز جمال وغنى الثقافة السواحيلية.

العالم كله يحتفل بهذا اليوم من خلال فعاليات تنظمها الجاليات الإفريقية في الخارج والمؤسسات الثقافية حول العالم. في الولايات المتحدة وأوروبا، تُعقد فعاليات تتضمن عروضاً للأفلام الإفريقية، ومعارض للكتب، ومحاضرات عن تاريخ وتطور اللغة السواحيلية. هذه الفعاليات تهدف إلى نشر الوعي بأهمية اللغة السواحيلية والتراث الثقافي الإفريقي في العالم. 

وتتخذ الاحتفال طابعًا خاصًا في تنزانيا وكينيا؛ حيث تُنظم فعاليات على مستوى وطني تشمل المدارس والجامعات والمراكز الثقافية. تُعقد مسابقات شعرية وأدبية باللغة السواحيلية، تُتيح للطلاب والمشاركين التعبير عن إبداعاتهم الثقافية. تُعتبر هذه الأنشطة فرصة لتشجيع الشباب على تعلم اللغة واستخدامها في حياتهم اليومية، مما يعزز من استمرارية اللغة وانتشارها.

تستخدم الاحتفالات في كينيا وتنزانيا كمنصة لتوحيد المجتمعات ليس فقط في أفريقيا، بل أيضًا مع الآخرين الذين يعتنقون اللغة السواحيلية. تنظم فعاليات تشمل العروض الموسيقية، الندوات الأدبية، وورش العمل التعليمية التي تعزز من جمال وغنى الثقافة السواحيلية. تُعد السواحيلية لغة الوحدة والتواصل للعديد من الناس في أفريقيا وخارجها، وتتمتع بإمكانات كبيرة في العصر الرقمي. في الوقت الحالي، أصبحت مجتمعاتنا مترابطة للغاية ومن المهم أن يتمكن الجميع من الوصول إلى هذه المواد لنتمكن من التنمية الاقتصادية والمناقشات في مجتمعاتنا.

تُدرّس اللغة السواحيلية في العديد من البلدان الأفريقية، وقد أعلنت جنوب أفريقيا وناميبيا أنهما ستقومان بتدريس اللغة السواحيلية في المدارس. وقالت جامعة أديس أبابا بإثيوبيا أيضًا إنها تعتزم البدء في تدريس اللغة السواحيلية. يرجع ذلك إلى عدة عوامل تعتمد على المجتمع، مثل المسابقات الرياضية، الاجتماعات السياسية، الأنشطة الاقتصادية، ورش العمل، المعارض التجارية الدولية، والمؤتمرات.

ومن أجل تمتع اللغة السواحيلية بمكانة كبيرة في مجال الاتصالات والعلوم والتكنولوجيا، إذ تتيح الوصول إلى المعلومات والتعليم والأفكار الجديدة. فتعتمد العديد من المنظمات الدولية على هذه اللغة، وترسل شعوبها إلى تنزانيا وكينيا لتعلمها. في الوقت نفسه، أنشأت الجامعات في مختلف البلدان دورات للغة السواحيلية، مثل أوروبا والولايات المتحدة، وأرسلت طلابها للحصول على المزيد من الخبرة في البلدان الناطقة بالسواحيلية لتعلم اللغة بطلاقة.

لذلك اعتمد المجلس العام لليونسكو في نوفمبر 2021 قرار إعلان يوم 7 يوليو من كل عام يومًا للسواحيلية في العالم، مما يبرز الأهمية العالمية لهذه اللغة. من خلال احتضان اللغة السواحيلية في العالم، يوفر العصر الرقمي فرصة لتبادل الثقافة وتشكيل النمو الاقتصادي والتمكين التعليمي. تتمتع اللغة السواحيلية بمكانة عظيمة في مجال الاتصالات والعلوم والتكنولوجيا، مما يعزز من استمرارية اللغة وانتشارها على نطاق واسع.

وختامًا، يمكن القول أن هذه الاحتفالات تساهم في تعزيز الهوية الثقافية الأفريقية وتوطيد العلاقات بين الشعوب. إن يوم اللغة السواحيلية ليس مجرد احتفال باللغة، بل هو احتفال بالتراث والتاريخ والثقافة الأفريقية بأكملها. من خلال هذه الفعاليات، يتمكن الأفراد من التعرف على بعضهم البعض بشكل أعمق، مما يسهم في بناء جسور من التفاهم والاحترام المتبادل بين الثقافات المختلفة.