مانويل سكورزا.. الشاعر والروائي الثائر

مانويل سكورزا.. الشاعر والروائي الثائر
مانويل سكورزا.. الشاعر والروائي الثائر
مانويل سكورزا.. الشاعر والروائي الثائر

وُلِد مانويل سكورزا في السابع من سبتمبر العام 1928م، بمدينة ليما عاصمة البيرو، وقضي عدّة سنواتٍ من طفولته فى بلدة أكوريا في مقاطعة هوانكابِليكا بعد انتقال عائلته إليها. درس مانويل سكورزا في مدرسة ليونثيو برادو العسكرية، وفي عام 1945م، التحق بجامعة سان ماركوس الوطنية الكبرى.

بدأ سكورزا نشاطه السياسي في عهد الرئيس مانويل أودريا، حيث نشر ديوانه الأول تحت عنوان " ملفات عن بعد " والذى قامت سلطة البيرو بمصادرته، ليُنفي على اثره إلى المكسيك فى عام 1949م. قضى سكورزا عشرسنين فى المنفي كانت تلك سنوات صعبة تعلّم فيها الفتى دروس الإنسانية في ظروف قاسية تركت بصماتها القويّة في حياته العامّة والأدبية، إذ استطاع أن يُحولها إلى قصائد نابضة بالحيويّة والعزيمة، أخرجها في مجموعته الشعرية " اللعنات "، والتي نشرها في منفاه عام 1955م.

وفى العام 1959م، حصل سكورزا على الجائزة الوطنية للشعر عن ديوانه الأول بعد عودته من المنفى، على إثر سقوط الدكتاتورية. وفي هذه الأثناء بدأ مرحلة ثقافية بارزة وجديدة على مستوى أمريكا اللاتينية، فقد وضع نصب عينيه مشروعاً ثقافياً تمثّل في جعل الثقافة في متناول الجميع، من خلال إقامة معارض الكتب وبيعها بأسعار زهيدة. وفي أقلّ من أسبوع نفدت المجموعة المؤلّفة من خمسة عشر ألف كتاباً المعروضة للبيع في أكشاك، والموجودة في مختلف مناطق العاصمة. تكرَّرت التجربة ذاتها وبنجاح مماثل في كولومبيا وفنزويلا وكوبا، حيث صارت الكتب تُطبع بأسعارٍ زهيدة ويُلغى دور الوسطاء، وبذلك تحوّل سكورزا إلى ناشرٍ شعبي.

 وفي العام 1968م، غادر مانويل البيرو مجدداً أثناء تأجج الصراعات الدائرة في جبال البيرو الوسطى، حيث انغمس فيها في سبيل إيجاد سياسة تحترم السكان الأصليين الهنود وتعطيهم حقوقهم.

وعلى الرغم من كون سكورزا شاعرا إلاّ أنّه وجد ضالَّته الأدبية الحقيقيّة في الرواية، التي منحته فضاءً واسعاً للتحدّث عن انتفاضة الفلاحين البيروفيين، فجاءت روايته الأولى" الطبول تُقرع لأجل رانكاس"  لتشكّل الحلقة الأولى من سلسلة حملت عنوانين: " بَلادا " و"الحرب الصامتة" وضمّت روايات: "قصّة غارابومبو الخفي"، و"الفارس الأرق" و"نشيد أگاپيتو روبلِس "، و"ضريح الأمل"، استطاع سكورزا أن يصهر فيها الأساطير القديمة والحكايات من منظور شعريّ رفيع وبأسلوب جعلها ترتقي إلى مستوى الأدب العالمي على مدار سبع أعوام في الفترة من ( 1972 – 1979 م)، وقد تُرجمت إلى أكثر من أربعين لغة.

وفى العام 1982م ، نشرمانويل سكورزا  آخر رواياته  تحت عنوان "الرقصة الجامدة" ، وجاءت هذه الرواية  مستقلّة تمام الاستقلال عن السلسلة السابقة؛ ومبشّرة بمرحلة وأسلوب جديدين في الكتابة، لكنّ الموت حال دون ذلك، فقد فارق سكورزا الحياة وعالم الكتابة  في حادث الطائرة  أفيانكا الرحلة 011 ، عند اقترابها من مطار باراخاس في العاصمة الاسبانية مدريد بعد اصطدامها بسلسلة من قمم التلال في 27 نوفمبر 1983 م، أسفر الحادث عن مقتل 181 راكبًا ، بما فيهم الناقد الأدبي الأوروغوياني أنخيل راما والكاتب المكسيكي خورخي إيبارجوينجويتيا.