الموسوعي «حسين بيكار»

 الموسوعي «حسين بيكار»
«يا محرومين الحب عندى لكم منه كم قنطار
إن كان ورودكم دبلانة أسقيها من دمعى أمطار
وإن كان عيدانكم عطلانة راح أكون ريشة وأوتار.» بيكار
«بيكار» فيلسوف وفنان عربي مصري شامل، فهو شاعر وأديب، ومصور، ورسام، وعاشق للموسيقي منذ نعومة أظافره، وبرزت موهبته في عزف الكمان والعود والطنبور، صاحب بصيرة نافذة وذوق رفيع، ويعد أبرز فناني حركة الفنون التشكيلية في العصر الحديث، كما أنه أحد رواد فن  البورتريه  في مصر، وينسب إليه الفضل في إدخال فن التحقيق الصحفي المرسوم للمجلات المصرية.
عُرف الناقد التشكيلي «بيكار»، بأناقة خطوطه، وروعة ظلاله، كتب العديد من الرباعيات والخماسيات الزجلية، نُشرَّت بجريدة الأخبار، ثم صدرت بعد ذلك مُجمعة فى كتابين بعنوان «صور ناطقة»، و«رسم بالكلمات».
كما صدرت له خلال الفترة من ١٩٦٤ حتي عام ١٩٧٤، سبعة كتب مصورة للأطفال، ويعد اشتراكه فى تأسيس متحف الشمع بالقاهرة من أبرز إسهاماته في الحياة العامة، فضلا عن قيامه برسم لوحات تصوَّر تاريخ وكيفية بناء معبد أبو سمبل، بلغ عددها ٨٠ لوحة، واستُخدمت تلك اللوحات، فيما بعد في فيلم «العجيبة الثامنة»، ومؤخراً أطلق العديد من المعارض التشكيلية تخليداً لذكراه كان آخرها معرض بعنوان «الفن للجميع» بقاعة «سلامة للفنون» بالمهندسين ديسمبر ٢٠٢١.
حسين أمين ابراهيم بيكار، وُلد ٢ يناير ١٩١٣، بحي الأنفوشي، الإسكندرية، إلتحق بكلية فنون جميلة وتخرج فيها عام ١٩٣٣، وعمل معيداً فى كلية الفنون الجميلة، ثم انتدب للتدريس بالمعهد الخليفى بمدينة تطوان، المغرب عام ١٩٣٨، وقضى بيها ثلاث سنوات، تدرج خلالها فى وظائف التدريس بالمدارس الثانوية حتى عام ١٩٤٢، ثم تلاها تعينه للتدريس بكلية الفنون الجميلة بالقسم الحر عام ١٩٤٢، ثم اصبح رئيساً لقسم التصوير النظامى للكلية عام ١٩٥٥، واستقال، ليتنقل للعمل بالصحافة عام ١٩٥٩ بجريدة الاخبار.
حصل «بيكار» العديد من الجوائز المحلية والدولية، فعلي المستوي الدولي حصل صاحبنا على وسام الاعتزاز من المغرب ١٩٤١، وفي عام ١٩٥٨، اختير ضمن أربعة فنانين من مصر حُفرت رسومهم على الكريستال فى مصنع «ستوبن جلاس» بالولايات المتحدة الامريكية، هذا إلي جانب العديد من الجوائز المحلية، من بينها، وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى ١٩٦٧، وجائزة جمال عبدالناصر عام ١٩٧٥، كما حصل عام ١٩٨٠ علي جائزة الدولة التقديرية مع وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى.

توفى فى ١٦نوفمبر ٢٠٠٢، تاركاً زخماً فنياَ بألواناً متعددة، مابين رسم، وموسيقي، وأدب، وصور، تروي جميعها سيرة فارس رحال، لا يحمل سيفاً، بل يحمل ريشة، يغزو بها آفاقنا ويهذب بها ذوقنا كلما طالعنا أعماله.