يوم المزارعين: أهمية الزراعة، التحديات والفرص

إعداد فريق قسم اللغة السواحيلية
تتميز كل دولة ببعض الأنشطة الاقتصادية، ولكن ما يميز دولة تنزانيا هو قطاع الزراعة تحديدًا، ولكن لماذا الزراعة علي وجه الخصوص؟ لأن تنزانيا بها مساحات كبيرة صالحة للزراعة، وبالطبع يعمل بالزراعة العديد من المواطنين، وتنتج ايضًا الكثير من المحاصيل سواء أكانت للسوق المحلية أو للتصدير للسوق الدولية، ومع اهتمام الدولة الكبير بمجال الزراعة كان لابد من وجود احتفال أو يوم تعظم فيه دور الفلاحين ازدهار اقتصاد البلاد، وكان هذا اليوم هو الثامن من شهر اغسطس او - يوم الفلاحين- الذي تحتفي به الدولة كل عام ويكون عطلة رسمية ايضًا.
في البداية لم يكن الاحتفال بيوم الفلاحين في الثامن من أغسطس ، وكان في السابع من يوليو ثم قررت الحكومة في منتصف التسعينييات بنقله لاحقًا للثامن من أغسطس بعدما أصبح يوم ٧ من شهر يوليو أكثر شهرة بالمعارض التجارية ومن ثم اليوم العالمي للغة السواحيلية، وأقيم الاحتفال لأول مرة عام ١٩٧٧م في عهد جوليوس نيريري، لتعزيز سياسة الحكومة آنداك والتي كانت شعارها" السياسة هي الزراعة" وأظهر الاحتفال براعة الفلاحين في استخدام الطرق الزراعية الحديثة علي النطاق الاقليمي والدولي والذي ادي لازدهار الزراعة واقتصاد الوطن.
تعد الزراعة في تنزانيا مصدر رزق لمعظم السكان بينما تساهم بنسبة 25.9٪ من إجمالي الناتج المحلي في عام 2021، وفقًا للبنك الدولي، و يلبي سوق الحبوب التنزاني الطلب المحلي بشكل أساسي. يشمل سوق الحبوب الحبوب والبقول والبذور الزيتية. الذرة والأرز هما أهم الحبوب المنتجة في البلاد. وفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، فإن الذرة هي الحبوب الأكثر زراعة على نطاق واسع، حيث تنتج 7,039,000 طن متري في عام 2021. علاوة على ذلك، تقود البازلاء الهندية والفاصوليا الجافة إنتاج البقول. يعتبر الفول السوداني وعباد الشمس من أكثر البذور الزيتية إنتاجًا. تزرع محاصيل الحبوب بشكل رئيسي لأغراض الاستهلاك المحلي في تنزانيا. ومع زيادة الزراعة واعتماد الأصناف الهجينة والتكنولوجيات المعدلة وراثيا، من المتوقع أن تزيد البلاد حصتها في تجارة الحبوب خلال السنوات المقبلة.
يعتمد النظام الغذائي التقليدي في تنزانيا على الحبوب (الذرة والذرة الرفيعة)، والجذور النشوية والبقول (الفاصوليا بشكل رئيسي). تعتبر الحبوب والدرنات الجذرية من المواد الغذائية الأساسية لمعظم السكان في المناطق الريفية المدن، ويتم استهلاك الذرة في جميع مناطق تنزانيا. علاوة على ذلك، يتمتع إنتاج الحبوب في البلاد بالإمكانات والقدرة على تلبية متطلبات الحبوب المحلية واحتياجات الأسواق الإقليمية. ويمكن أن تساهم بشكل كبير في الأمن الغذائي المحلي والإقليمي. ومع ذلك، من المتوقع أن يؤدي التهديد المتمثل في تغير المناخ، ونقص الدعم المالي الفعال، والأنشطة الإرشادية لصغار المزارعين في تنزانيا إلى تقييد سوق الحبوب .ويعد الأرز والذرة الرفيعة أكثر المحاصيل زراعة في تنزانيا بعد الذرة، حيث يبلغ إجمالي الإنتاج 2,688,000 طن متري و1,077,000 طن متري على التوالي. ، في عام 2021.
علاوة على ذلك، فإن حوالي ثلاثة أرباع استهلاك الذرة في البلاد يأتي من الإنتاج المحلي. وفقًا لوزارة الزراعة الأمريكية (USDA)، في عام 2021، بلغ استهلاك الفرد السنوي من الذرة في تنزانيا حوالي 135 كيلوجرامًا، والذرة البيضاء هي الصنف الأكثر شعبية. توفر الذرة 80 في المائة من السعرات الحرارية الغذائية وأكثر من 35 في المائة من البروتين القابل للاستخدام في البلاد. وفي المتوسط، تمثل مشتريات الذرة 16 في المائة من نفقات الأسرة على الغذاء، ولكن هذا الرقم يختلف بشكل كبير حسب المنطقة. ولذلك، من المتوقع أن يؤدي الطلب المتزايد على الذرة بين السكان إلى دفع سوق الحبوب في تنزانيا خلال الفترة المتوقعة.
ولهذا تُعد الذرة أحد المحاصيل الأساسية المزروعة في تنزانيا، حيث توفر . أكثر من 45.0% من استهلاك السعرات الحرارية اليومي في البلاد. ولتلبية الطلب المحلي، يقوم معظم المزارعين بزراعة الذرة في أراضيهم الزراعية. وهي من أكبر السلع الزراعية من حيث حجم الإنتاج. تعتبر الذرة مهمة أيضًا لتغذية الدواجن وبديلاً لصناعة التخمير. يتم زراعته تحت أصناف هجينة وتقنيات معدلة وراثيا
تُزرع الذرة في تنزانيا في مناطق أحادية وثنائية النمط، ومع ذلك فإن مناطق الإنتاج الرئيسية تقع بشكل رئيسي في إيرينغا،وفي منطقتي وموروغورو،وروفوما، وتنج أروشا -منطقة المرتفعات الشمالية- وكاجيرا -منطقة البحيرات في البلاد-. وفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، بلغ إنتاج الذرة 5,652,005 طنًا متريا في عام 2019، ثم ارتفع ليصل إلى 7,039,000 طن متري في عام 2021. ومن المتوقع أن يرتفع بشكل أكبر خلال الفترة المتوقعة لتلبية الطلب التصديري والمحلي.
أنواع الزراعة في تنزانيا :
الزراعة البعلية أو الموسمية: يعود جذور الزراعة الموسمية إلى الحضارة الإفريقية القديمة فهي ليست فقط نوع من أنواع الزراعة بل جزء لا يتجزأ من التراث التنزاني، فهي نوع من أنواع الزراعة و تعتمد على الأمطار الموسمية بشكل أساسي وهي الأكثر انتشارًا في المناطق الريفية لأن تكلفتها منخفضة وتناسب الأماكن التي تعاني من نقص مياه الأنهار أو المياه الجوفية. لا يعتمد بعض المزارعون على أنظمة الري الصناعية لكنهم يعتمدون فقط على موسم الأمطار، ومن المحاصيل الرئيسة التي تنتج عن الزراعة الموسمية، الحبوب مثل: الذرة، والقمح، والشعير، والدخن ، والبقوليات مثل: الفول، والحمص، والعدس، والخضروات مثل: البصل، والثوم، والبطاطا. تعد الزراعة الموسمية هي أهم أنواع الزراعة بسبب أعتماد غالبية السكان عليها كمصدر للرزق، وبالرغم من أهمية الزراعة الموسمية إلا أنها لا تخلو من المشكلات مثل أنها تعتمد أعتماد كامل على الأمطار فإذا حدث أي تغير في نسبة الأمطار يتأثر الأنتاج بالسلب، بالأضافة إلى صغر حجم الرقعة الزراعية مما يصعب استخدام الالآت والمعدات الحديثة فيقل الأنتاج.
- الزراعة المروية: هي مصطلح يشير إلى الري الأصطناعي مثل الري بالتنقيط والري بالغمر أو الري بالرش وذلك النوع من الزراعة يعتمد على مصادر المياه مثل الأنهار والبحيرات والأبار مما يتيح الزراعة طوال العام عكس الزراعة الموسمية التي تتيح الزراعة في موسم المطر فقط.ومن مميزات ذلك النوع من الزراعة زيادة الأنتاجية فوفقًا لوزارة الزراعة التنزانية قال السفير سيف علي عيدي: " بسبب استخدام تكنولوجيا الري بالتنقيط تمكنت الحكومة من الحصول على 16,510 طن من المحاصيل سنويًا"، ومن أهم المحاصيل التي تنتج عن الزراعة المروية: الأرز، والقطن، والذرة، وقصب السكر، فبالرغم من فاعلية الزراعة المروية إلا أنها تعتمد على الكهرباء وتحتاج إلى صيانة دورية مما يجعلها عالية التكاليف بالنسبة لأغلب الفلاحين كما أن لها تأثيرات بيئية مثل تملح التربة وبسبب أعتماد الزراعة المروية على الكهرباء قد يسبب ذلك انبعاثات الغازات الدفئية مما له تأثير على البيئة.
- زراعة التجارة وزراعة الكفاف: أولًا زراعة الكفاف: هي زراعة تعتمد على الاكتفاء الذاتي ويركز فيها المزارعون على زراعة المحاصيل التي تكفيهم لأطعام أنفسهم وعائلاتهم ويعتمد عليها نسبة كبيرة من سكان الريف خاصة في المناطق النائية التي لا تحتوي على أسواق لبيع الخضروات والفاكهة ولكن المعتمدين عليها يواجهون الكثير من التحديات مثل إنخفاض الأنتاجية بسبب صغر حجم الرقعة الزراعية واستخدام الأدوات البدائية. ثانيًا زراعة التجارة: هي نوع من الزراعة يهدف بشكل أساسي إلى إنتاج المحاصيل بهدف بيعها في الأسواق المحلية أو العالمية ولهذا زراعة التجارة عكس زراعة الكفاف التي تهدف إلى تلبية احتياجات المزارع وأسرته فقط دون بيعها في السوق، ومن أهم المحاصيل التجارية في تنزانيا: القهوة، والشاي، والتبغ، والقطن، والتوابل مثل الفلفل الأسود والقرنفل. وتكمن أهمية زراعة التجارة في تنزانيا في توفير فرص عمل للكثير من الشباب وتوفير العملة الصعبة.
أساليب الزراعة القديمة ودور الدولة في تطويرها:
على الرغم من أن الأساليب الزراعية التقليدية لا تزال تهيمن على المشهد الزراعي، إلا أن هناك تحولًا تدريجيًا نحو الأساليب الحديثة. المزارعون في تنزانيا يعتمدون على تقنيات مثل الزراعة المطرية، التي تعتمد على هطول الأمطار الطبيعي لري المحاصيل، واستخدام الأدوات اليدوية والتي تعتبر جزءًا لا يتجزأ من حياة العديد من المزارعين في المناطق الريفية. من بين هذه الأدوات اليدوية:
المجرفة:تُستخدم لقلب التربة، وزراعة المحاصيل، وتهيئة الأرض للبذار. تعتبر المجرفة واحدة من أكثر الأدوات شيوعًا وأهمية في الزراعة التقليدية.
المنجل: يُستخدم لقطع الأعشاب الضارة وتنظيف الحقول، وأيضًا في الحصاد اليدوي لبعض المحاصيل.
الماشطة: تُستخدم لجمع الحطام والأوراق والأعشاب المقطوعة، ولتسوية التربة بعد الحرث.
المعول: يُستخدم لتحطيم التربة الصلبة وتسهيل عملية الزراعة في الأراضي القاسية.
الوعاء التقليدي: يُستخدم لنقل المياه من مصادر المياه إلى الحقول، خاصة في المناطق التي لا تتوفر فيها أنظمة الري الحديثة.. هذه الأساليب المتوارثة تتسم بأنها قليلة التكلفة وميسورة بالنسبة للمزارعين الفقراء، لكنها تواجه تحديات كبيرة مثل انخفاض الإنتاجية والتعرض لمخاطر التغيرات المناخية ونقص الموارد والبنية التحتية الضعيفة.
ومع تزايد الحاجة إلى تحسين الإنتاجية الزراعية ودعم الاقتصاد الوطني، بدأت تنزانيا تتبنى الأساليب الزراعية الحديثة تدريجيًا تُعتبر الزراعة الدقيقة من الابتكارات المهمة، حيث تستخدم التكنولوجيا مثل أنظمة الري بالتنقيط لتحسين استخدام المياه وزيادة الإنتاجية. كما يتم استخدام الآلات الزراعية مثل الجرارات لتحسين الكفاءة وتخفيف العبء عن العمالة اليدوية. أدت هذه التقنيات إلى تحسين الإنتاجية الزراعية وزيادة دخل المزارعين في المناطق التي نُفذت فيها، ولكن تبنيها بشكل واسع لا يزال يواجه تحديات تتعلق بالتكلفة العالية ونقص التدريب الفني.
ولتعزيز التحول نحو أساليب زراعية أكثر تطورًا، تعمل الحكومة التنزانية على توفير الدعم الفني والمالي للمزارعين. يشمل ذلك برامج التدريب على استخدام التكنولوجيا الحديثة وتقديم قروض ميسرة لشراء المعدات الزراعية. كما تعمل الحكومة بالتعاون مع منظمات دولية على تحسين البنية التحتية مثل الطرق ووسائل النقل لتسهيل وصول المزارعين إلى الأسواق. على الرغم من هذه الجهود، لا يزال هناك الكثير من العمل لتحقيق تحول شامل نحو زراعة مستدامة وأكثر كفاءة، تساهم في تحقيق الأمن الغذائي والتنمية الاقتصادية في تنزانيا.
ولأهمية التنمية المستدامة لزراعة تعمل الحكومة التنزانية إلى تعزيز ممارسات الزراعة المستدامة مثل الزراعة العضوية وزراعة الأشجار ، ودعم المزارعين الصغار خاصة النساء ، الذين يلعبون دورًا حاسما فى تنمية القطاع.من خلال مواجهة هذه التحديات والفرص، يمكن لتنزانيا تحقيق التنمية المستدامة للزراعة وتحسين الامن الغذائي.
التحديات التي تواجه الدولة ودور المسئولين:
علي الرغم من القيمة الاقتصادية لدولة تنزانيا فهي ثاني اكبر اقتصاد في مجموعة شرق افريقيا والثاني عشر في قائمة الدول الأفريقية حسب الناتج القومي الإجمالي الا أنها تواجه العديد من التحديات في القطاع الزراعي بما فيها: الجفاف والفيضانات، والأحداث الجوية المتطرفة، وارتفاع درجة الحرارة الناتجة عن تغير المناخ( وآثارهما علي الإنتاج الزراعي، وأيضا قلة الاسثمارات في البنية التحتية الزراعية(الري، التخزين والتسويق)وكما يعتبر تدني مستوي التقنيات الزراعية المستخدمة إحدي التحديات التي تواجه ذلك القطاع، وانتشار الآفات والأمراض الزراعية مثل انتشار الأمراض الفطرية والبكتيرية، ظهور آفات جديدة يصعب مكافحتها)، التغير السكاني الناتج عن النمو السكاني، والهجرة من الريف إلي المدن، بالأضافة إلي التحديات الإجتماعية التي تتمثل في قلة الوعي الزراعي، وعدم المساواة في توزيع الأراضي.
سعت الحكومة لدعم القطاع الزراعي والتقليل من التحديات المواجهه له عن طريق وضع سياسات دعم لذلك القطاع مثل: برامج حكومية لتطوير الزراعة، والزراعة المستدامة، استخدام طرق الري الحديث، التعاون الدولي وتبادل الخبرات ودعم المزارعين الصغار، وتشجيع الاستثمار في القطاع الزراعي ، كما عملت علي تطوير أسواق للمنتجات الزراعية. التوعية والتثقيف عن طريق رفع مستوي الوعي الزراعي لدي المزارعين، الحفاظ علي التنوع البيولوجي الزراعي لزيادة مقاومة المحاصيل للأمراض والآفات، وتحسين خصوبة التربة من خلال إضافة السماد العضوي وتطبيق أساليب حراثة مناسبة.
فيما سبق يتضح أهمية الزراعة علي التنمية المستدامة نظرا لاهتمام الدولة والمسئولين بها ويظهر أثرها في الحد من الفقر والجوع، والحفاظ علي البيئة، والقضاء علي ضياع الأغذية وتبذيرها، ووقف تدهور الاراضي لتلبية الاحتياجات الغذائية، وتجنب حدوث نقص واسع النطاق في المستقبل لضمان الأمن الغذائي والتغذية الجيدة للمجتمع.
الأستثمار الزراعي المزايا والتحديات:
الأستثمار الزراعي في تنزانيا يمكن أن يكون فرصة مهمة نظرًا للمزايا العديدة التي تقدمها البلاد في هذا المجال. ومن ضمن عوامل جذب الاستثمار الزراعي في تنزانيا:
- الموارد الطبيعية: تنزانيا تمتلك أراضي زراعية واسعة ومناخًا مناسبًا للزراعة، مما يتيح زراعة مجموعة متنوعة من المحاصيل مثل القطن، الشاي، البن، الذرة، والكسافا.
- التنوع البيولوجي: يمكن أن توفر البيئة المتنوعة في تنزانيا فرصًا لتطوير زراعة المحاصيل المتخصصة والنادرة.
- الطلب المحلي والعالمي: هناك طلب متزايد على المنتجات الزراعية، سواء في السوق المحلي أو التصدير إلى الأسواق الدولية.
- الحوافز الحكومية: الحكومة التنزانية تقدم دعمًا للمستثمرين في القطاع الزراعي من خلال سياسات تشجيعية وحوافز ضريبية، بالإضافة إلى مبادرات لتطوير البنية التحتية الزراعية.
كما يواجه الاستثمار الزراعي في تنزانيا بعض التحديات والقيود التي يمكن أن تؤثر على جاذبيته، ومنها:
- البنية التحتية غير المتطورة: ضعف الطرق والمرافق اللوجستية يعوق حركة المنتجات الزراعية ويزيد من تكاليف النقل.
- مشكلات في التمويل: صعوبة في الحصول على القروض والخدمات المالية بسبب ارتفاع المخاطر وعدم توفر القنوات المناسبة للمزارعين، خاصة الصغار منهم.
- مخاطر المناخ: التغيرات المناخية مثل الجفاف والفيضانات يمكن أن تؤثر بشكل كبير على المحاصيل والإنتاجية الزراعية.
- نقص التكنولوجيا: قلة الوصول إلى التكنولوجيا الحديثة والتقنيات الزراعية المتقدمة، مما يحد من تحسين الإنتاجية والكفاءة.
- المشاكل القانونية والإدارية: تعقيد الأنظمة القانونية والجمركية يمكن أن يؤدي إلى تأخيرات وصعوبات في الإجراءات الاستثمارية.
- المشاكل الصحية والبيئية: وجود مشاكل صحية مثل الأمراض والآفات الزراعية، إضافة إلى القضايا البيئية التي قد تؤثر على الإنتاج.
الأستثمارات والنهضة التنزانية:
نهضة تنزانيا الزراعية محل تقدير وإعجاب وإلهام للعديد من دول العالم، وخصوصاً دول القارة السمراء التي تتمتع بنفس المناخ والموارد والإمكانيات، وقد يكمن السر في القفزات التي حققتها في حرصها على تشجيع الاستثمارات الخارجية على أراضيها، حيث أنشأت مركز الاستثمارات التنزاني والذي يعمل على دراسة وتحديد فرص الاستثمار، وبدأت بجذب المستثمرين لعمل مشاريع داخل البلاد. كما عملت على تطويع قوانينها وتسهيل كافة الطرق لجعل الاستثمار في تنزانيا محط إقبال المستثمرين. تؤدي الزراعة دورا رئدا في اقتصاد تنزانيا، فهي تستحوذ على ربع الناتج المحلى الإجمالي في البلاد فيما تعتمد نسبة 80 في المائة تقريبا من السكان على الزراعة وإنتاج الأغذية لتأمين سبل عيشها.
ساهمت وفرة المياه في نهضة القطاع الزراعي، حيث تضم تنزانيا مسطحاً عظيماً من البحيرات العذبة تزيد مساحته على 5300 كيلو متر مربع، منها نصف بحيرة فيكتوريا ونصف بحيرة تنجانيقا وقسم من بحيرة ملاوي وعدد من البحيرات الصغيرة، وأنهار روفوما ونهر روفيجي، ووامي وبنجاني. توفر الزراعه وظائف لحوالي ٦٦%من القوى العاملة في تنزانيا ،هذا يعنى ان ما يقرب من ٢٣ مليون شخص يعملون بالقطاع الزراعي .تشكل الزراعة دعامة أساسية لتغذية الملايين وأمنهم الغذائي، وتعيش شريحة كبيرة من أشد المجتمعات المحلية ضعفًا في تنزانيا في المناطق الريفية حيث تعتمد على أراضيها لتأمين رزقها.
تلعب الزراعة في تنزانيا دورًا هامًا في توفير فرص العمل. يعتبر القطاع الزراعي مصدرًا رئيسيًا للتوظيف، حيث يعمل العديد من الأشخاص في مجالات مثل الزراعة النباتية والحيوانية والصيد والغابات. يمكن أن تكون الزراعة فرصة للشباب أيضًا، حيث يمكنهم المشاركة في تطوير الممارسات الزراعية المستدامة واستخدام التكنولوجيا الحديثة لتحسين الإنتاج والتسويق. هذا يساهم في تعزيز الاقتصاد المحلي وتحسين معيشة المجتمعات الريفية في تنزانيا. لذا يتسم وجود قطاع زراعي سليم بأهمية حاسمة لضمان مستقبل خالي تماما من الجوع في البلاد.
في الختام، تعد الزراعة أحد الأعمدة الأساسية للاقتصاد التنزاني، إذ توفر فرص العمل وتُسهم بشكل كبير في الناتج المحلي الإجمالي، ورغم التحديات التي تواجه قطاع الزراعة، مثل تغير المناخ وضعف البنية التحتية، فإن الجهود المبذولة لتحسين التقنيات الزراعية وتعزيز البحوث والتعليم الزراعي تُعَدُّ خطوات إيجابية نحو تحقيق التنمية المستدامة و زيادة الإنتاج، كما أن تنويع المحاصيل وتطوير نظم الري يُمكن أن يُعزِّز من قدرة البلاد على تحقيق الأمن الغذائي وتحقيق نمو اقتصادي، فمن الضروري مواصلة الاستثمار في هذا القطاع والعمل على تهيئة بيئة داعمة تساعد على تحسين الإنتاج من أجل مستقبل أفضل للزراعة في تنزانيا.
المصادر:
https://eatv.tv/sw/news/current-affairs/ifahamuhistoria-yasiku-kuu-ya-nanenane
https://eatv.tv/sw/news/current-affairs/ifahamuhistoria-yasiku-kuu-ya-nanenane
https://www.albayan.ae/expo/news/2022-03-04-1.4383366
https://www.jamiiforums.com/threads/kilimo-cha-kutegemea-mvua-nini-kifanyike.1876500/