نصرت يحتفل مع الأرجنتينيين بالكأس وكأنه مدربهم أو شيء من هذا القبيل

نصرت يحتفل مع الأرجنتينيين بالكأس وكأنه مدربهم أو شيء من هذا القبيل
بقلم/ هاني نديم

صباح الخير
طبعاً كلنا رأينا الشيف نصرت يحتفل مع الأرجنتينيين بالكأس وكأنه مدربهم أو شيء من هذا القبيل، في صور ومقاطع ولا أقبح، في قراءة لسيمياء الصورة وقراءة أسبابها ستجد أن هذا السيناريو سببه الإعلام والميديا.
نصرت أحد الطهاة الجدد والذي روجت له الميديا الجديدة بسبب غلاظاته وحركاته التي لا تتصل بالطهي وفن المطبخ العظيم. وهذا كان السبب الرئيسي لتميزه عن مئات الطهاة العريقين. الميديا اليوم تحتاج إلى النتوءات والتميز ولو صار الطاهي "نصرت" المهم المشاهدات وإعادة التغريد.
نصرت عامل لحمٍ بسيط، ومن خلال مقاطع انتشرت له أصبح اليوم لديه سلسلة مطاعم من 28 فرعاً تبدأ في تركيا والخليج وتنتهي في أمريكا.
الفيفا طلبت تحقيقاً عن سبب وجود ذلك النصرت بين اللاعبين، والذي دخل عن طريق نجوميته واستثمر تفاهته في الترويج لنفسه وحمل كأس العالم أيضاً.
المشكلة اليوم أن الميديا الجديدة تفرز وحوشا إثر وحوش.. متتالية فرانكشتاينات لا تنتهي، وهذا يحصل في كل القطاعات، حتى الثقافية منها، عقول خفيفة وتعليم بسيط ونتوء وتشوه أخلاقي أو حتى خلقي "كما يحدث مع كوكسال الرجل التركي القصير الذي أصبح مليارديراً" ثم يكرس كنجمٍ له اميتازاته ويعامله الجمهور الذي لا حول له ولا قوة على أنه نجم. وهو في حقيقة الأمر رزمة تفاهة وتسطيح ومالوش لازمة على قولة المصاروة.
أصبح التيك توك اليوم له نجومه، شعراء ونقاد وطهاة ومحللون ومحرمون وما لا يصح ذكره أيضاً. وانتقلت رزمة الإعلام والأضواء والمتابعة من مكانٍ إلى مكان، ما همّش المبدعين الحقيقيين أصحاب الوسائط والمسارات الاعتيادية. و"على أحد ما أن يتبرع ويتطوع لخدمة الحقيقة في هذا الخضم العاتي من الزيف والتفاهة" كما يقول الصحفي الفرنسي جورج مالبرونو.
لا نعرف كيف ستنتهي حفلة السخف هذه والله؟