مبادرة لنشر إلهام الأشخاص لأعمال ٢٠٢٢ –٢٠٢٣
بقلم / شول كير داو
في البدء كل عام وأنتم بخير ،بمناسبة السنة الجديدة، عسى ولعل أن تعود عليكم بالخير والنعمة، نأمل دائمًا أن يعم السلام والإستقرار الاقتصادي والسياسي والإجتماعي ربع بلادنا ، جنوب السودان الحبيب. عزيزي/تي القارئ /ة، في الأيام القليلة الماضية ،كنت قد بادرت بنشر صور لأشخاص بارزين وملهمين ،تضمن كتاب وشعراء وصحفيين وإعلاميين وقادة مستنيرين وفنانين تشكيلين ونقاد ورجال أعمال من جنوب السودان. وبالفعل استطعت أن أنشر بعضها ، بيد أنني لم أفلح في الوصول إلى معظمهم ،وبالتالي الحصول على صورهم وأسمائهم. لسبب بسيط ،هو أن أكثرهم ليسوا بأصدقائي على الإسفير ، ومع ذلك فإن الأشخاص الذين تم نشر صورهم بمختلف مواهبهم أعتقد أعتقادا جازماً بأنهم سيمثلون أولئك الذين لم أصل إليهم. هذا لا يعني أنني لم أرغب في نشر صورهم وتبيان مواهبهم ، بل لم تسنح الفرصة في التواصل معهم كما أوضحت أعلاه.
بالطبع ، من خلال النشرة الغامضة التي استمرت لأكثر من أسبوع ، ربما نكون قد تعرفنا على أشخاص لديهم مواهب وقدرات يمكن للدولة الإستفادة منها ودعمهم وشحنهم ، وإثبات لي وللآخرين، بأن دولة جنوب السودان مليئة بالمواهب الخفية التي لم تكتشف بعد ، وهذا بسبب إفتقار البلاد إلى الأدوات. كانوا سيشهدون عجائب مواهب أبنائهم الذين حملوها بصمت.
فيما يتعلق برواد الأعمال ، فقد رأينا بأم أعيننا بأن معظم المستثمرين المستفيدين هم من الأجانب ، والمواطنون متفرجون وأيديهم مكتوفة ، وهذه إحدى الأزمات الشائكة ،والذي ستكون وبالا على مستقبل البلاد خاصة في إدارة الاقتصاد ،والمشروعات التنموية.
فعلى سبيل المثال نجد أن رجل المال والأعمال، كور نيوك بأنه من الأشخاص القلائل الغيورين والساخطين على الوضع المتأزم ،في عالم الاعمال ،والقائم على تفضيل الأجنبي على الوطني،وعلى الرغم من ذلك يحاول المنافسة في السوق.مع القليل الذي يملكه ، أغرق جهوده ، وهذه المحاولات الجادة مدعاة للفخر ،لأنها تشير إلى أن المواطن الحنوبسوداني ، قادر على إدارة إستثماراته بنفسه ، وهذا يثبت أن الشباب لديهم قدرات هائلة تجعلهم يشاركون في سوق الأعمال ، لكن العقبة ترجع إلى نقص التمويل ، لأننا إذا نظرنا إلى المستثمرين في البلاد ، سنجد معظمهم. من غير الوطنيين،أي الأجانب ،والذين تتم دعوتهم من قبل المسؤولين من خلال استثماراتهم ، على سبيل المثال ، تجد مسؤولًا كبيرًا ونافذ في الدولة يتعاون مع أجنبي ، أي أن الأجنبي يدير استثماراته ، ومن تلك اللحظة يستغل الأجنبي الثروة. بهذه الطريقة البسيطة يصبح الأجنبي المستفيد الأول والأخير.
لهذا السبب خطرت لي فكرة نشر الصور لرواد الأعمال لتشجيع أبناء وطننا حتى يعلموا أننا نقف خلفهم في كل خطوة يخطونها،أما بالنسبة للكتاب والشعراء والصحفيون. فقد رأينا جميعًا كيف إنتصر الصحفي ملوال دينق في مجال الصحافة ، وأصبح صحفيًا تابعًا لقناة زمالة الجزيرة العربية بعد منافسته الشرسة. بالتأكيد ، إذا بحثنا جيداً،فسنجد ألف ملوال، لكن عدم وجود منصات ودعم لتدفق كمية الطاقات التي يحملونها جعلهم يختفون مع أفكارهم.
في يوم نشر صورة الصحفي ملوال دينق لقي دعمًا معنويًا له ولأولئك الذين لديهم قدرات مثله ولدينا أيضًا الصحفية كاتا ويلو غبولو يمبا مؤسسة والمديرة الحالية لدار ويلوز هاوس للطباعة والنشر ، وهذا العمل نقدره كثيرًا ، لأن لدينا الآن دارًا لنشر أعمالنا ، وهذا شيء جدير بالثناء. والأستاذة كاثرين رافائيل التي تمكنت من تأليف كتاب بعنوان Laka Bata، وباحث الدكتوراه تيكواج فيتر مؤلف كتاب بعنوان الدولة الوطنية في فكرة د. جون قرنق ، وشاعرنا وكاتبنا ريجويس، والقيادي الصاعد ، أنجلو وليم جي ، السوداني الجنوبي في الدول الأفريقية الذي يرفع علم جنوب السودان ، كما لا ننسى المجهودات المبذولة من قبل الكاتب الصحافي اتيم سايمون ،بإصداراته الأخيرة ،وأطروحات الاقتصادي الشاب جوزيف قبريال ميول ،وبعض القوة الناعمة التي لم نذكر أسماؤها داخل وخارج البلاد نظراً لضيق المساحة.
في الختام ، أعلم أن الفكرة قد تكون محبوبة من قبل البعض،أما البعض الأخر فقد يعتبرها شيئًا تافهًا ، لكن على الرغم من ذلك ، سأقول ، دعونا نغير فقط في هذا العام ، دعونا نتفوق ، ونفجر طاقتنا إلى العالم ، يجب أن نرفع جنوب السودان من جميع النواحي. ربما بسبب إفتقارنا للجدية ، سيظل السؤال مطروحًا علينا ، ماذا فعلناه لبلدنا؟ نعم ، قد نبرر ونقول إننا لم نجد فرصًا للقيام بعملنا ، لكن صدقوني ، لا أحد يحقق شيئًا دون أن يتعب ، ونحن حقًا موهوبون وأقوياء إذا بدأ الجميع العمل في مجاله ، فسننهض لبناء البلد.
لأن المجموعة الأولى فعلت ما في وسعها ، والمجموعة الثانية فعلت ما في وسعها ، لكن ماذا فعلنا؟ بهذه الطريقة مرارًا وتكرارًا سيكون إجراءً شكليًا للأسئلة التي تُطرح علينا.
أعلم أن بلادنا تذخر بالمبدعين والفاعلين في العديد من المجالات الحياتية،وهناك أشخاص ينتظرون فرصهم كيما يبينوا قدراتهم ويساهموا في نهضة جنوب السودان،لذا أعتقد أنه قد أن الأوان لكي ننطلق في ترسيخ وتثبيت جذور تلك النهضة، ونشر تلكم الصور بمثابة جوهر هذه الرسالة التي وددت أن أرسلها لكل الإخوة والأخوات،وكل المهتمين، اخوكم شول كير داو ،تحية شكر وعرفان من صميم قلبي لكم جميعاً ،وأتمنى أن تنتشر الفكرة مقرونة مع الفعل في عموم البلاد.