كلمة أخيرة:اليوم العالمى للقطة

كلمة أخيرة:اليوم العالمى للقطة

كتبه الكاتب الأستاذ/ محمد سلماوى بالأهرام إبدو ،الأربعاء 20 أغسطس 2025

ترجمة / يسرا محمد مسعود

مترجمة لغة فرنسية بمجلس الدولة ومترجمة بمجلة العرب الدولية و مدرس مساعد بالجامعة الافروآسيوية

إن دور القادة المصريين القدماء يتأكد ، كل يوم ،فى مجالات مختلفة :من الطب ،إلى الهندسة ،مرورًا بعلم الفلك ، والدين، والفكر ، والفن .

لقد احتفلنا ، للتو، باليوم العالمى للقطة ،الذى يتم كل عام ، فى الثامن من أغسطس .ومن خلال هذا الإحتفال ،فمصر تحذو مثال مصر العتيقة والتى كانت تضع القطة فى مرتبة الألوهية .تعد القطط من بين الحيوانات الأكثرارتباطًا ووثيقة الصلة بتاريخ الإنسانية .وقد أثبتت الأبحاث الأثرية والوراثية أن استئناس القطة من قبل الإنسان قد بدأ فى مصر منذ حوالى 7500 عام.فى مصر القديمة ،فإن القطط كانت تحمى محاصيل الفلاحين من الفئران وبعض الحشرات.إن القساوسة تحتفظ بهم أيضًا فى المعابد لحفظ القرابين .

وقد اندهش المؤرخ اليونانى "هيرودوت" من رؤية القطط فى منازل المصريين،بينما اليونانيون والرومان لم يعرفوا الاستئناس للقطط إلا فى وقت متأخر؛ وفى ذلك الوقت ،كانوا يقوموا بتربية ابن العرس لمحاربة القوارض.وقد كتب هيرودوت أن قتل قطة فى مصر القديمة هى جريمة قابلة للعقاب بعقوبة الإعدام.وفى الإسلام ،يروى حديث قصة امرأة دخلت النار لأنها تركت قطة ماتت من الجوع. إن تقديس القط فى مصر القديمة كانت قد تجسدت فى الآلهة "باستات " وكانت تتمثل فى صورة مرأة برأس قطة وعلى هيئة قطة بشكل كامل .كانت" باستات" إحدى الآلهة الأكثر أهمية لمصر القديمة، وكانت مرتبطة بالمنزل والخصوبة والحماية وكانت تمثل أيضاً الدفء والأمان .إن عبادة باستات ترجع إلى الإمبراطورية القديمة واستمرت لعدة قرون ،وبلغت ذروتها فى عهد الإمبراطورية الحديثة.

كانت مركز عبادتها يقع فى مدينة بوباستيس ،تل بسطة اليوم،حيث كانت تقام المهرجانات الكبرى وكان الآلاف من الحجاج يتوافدون إلى معبدها حاملين القرابين والهدايا .وكان الجانب الآخر للألهة باستات هو سخمت،ألهة الحرب،والتى تم تجسيدها فى شكل برأس لبؤة، أقوى قطة. لم تكن باستات إلهة فحسب،بل كانت ترمز أيضًا إلى الحياة اليومية بكل أفراحها،وتجلب الأمان والصفاء، ولذلك لا حدود لثروة تراثنا القديم الذى نسيناه، وتركناه للآخرين ليتبعوا آثاره.