بهاء طاهر

بهاء طاهر
بهاء طاهر
«لم أفهم معنى ذلك الموت، لا أفهم معنى للموت .. لكن ما دام محتماً فلنفعل شيئاً يبرر حياتنا، فلنترك بصمة على هذه الأرض قبل أن نغادرها»
واحة الغروب - بهاء طاهر
صاحب الاضاءات الأدبية، والانسانية، والمواقف الوطنية البارزة، مؤمن بالشباب ومناصفاً له، ذلك القاص والمترجم والروائي الذي يعد من أبرز كُتَّاب جيل الستينات، استطاع من خلال نضجه الفني، وإبداع الروائى، والدرامي، أن يقيم صلة وثيقة بين قرّاء اليوم والغد، وثقافة وطنهم، الأمر الذي يبدو جلياً من احتفاظ نصوصه وكتاباته بمكانتها الفريدة بين كنوز الأدب.
ويظل أدب «بهاء طاهر» يتبني ويعالج العديد من القضايا الانسانية بـ لُغّة إبداعية فريدة، تتضمن حصيلتها حتي الآن مابين ثلاثة ترجمات، وثلاثة كتب في الرواية والقصة والمسرحية، وخمس مجموعات قصصية، ست وروايات، من بينها، «شرق النخيل» ١٩٨٣م، ورواية «قالت ضحى» صدرت في ١٩٨٥م، «خالتي صفية والدير»، «الحب في المنفي»، «نقطة النور»، وتتوالي المجموعات القصصية: «ذهبت إلى شلال»، و«بالأمس حلمت بك»١٩٨٤م، «أنا الملك جئت»، عام ١٩٨٥م، و«لم أعرف أن الطواويس تطير»، كما ترجم عدداً من الأعمال منها رواية «الخيميائي» للكاتب البرازيلي باولو كويليو، ضمن سلسة روايات الهلال، كما صدر له مؤخراً كتاب «مديح الرواية» عرض فيه أفكاره حول الرواية، والروائي وتأثيرهما علي المجتمعات.
وُلد الأديب العالمي «بهاء طاهر» ١٣ يناير ١٩٣٥م، محافظة الجيزة، وتخرج في كلية الآداب، قسم التاريخ، جامعة القاهرة، عام ١٩٥٦م، وعمل مترجماً في الهيئة العامة للاستعلامات بين عامي (١٩٥٦-١٩٥٧م)، ثم عمل مخرجاً للدراما، وبعدها أصدر أول مجموعاته القصصية عام ١٩٧٢م، بعنوان «الخطوبة»، ثم حصل على دبلوم الدراسات العليا في الإعلام شعبة الإذاعة والتليفزيون عام ١٩٧٣، وثم شارك عام ١٩٧٥ في اطلاق إذاعة البرنامج الثاني «الثقافي»، وانتقل للعمل به كمذيعاً، في الفترة ما بين عام (١٩٨١-١٩٩٥م) نقل من خلاله روائع الأدب العالمي، ومن بينها ثلاثية نجيب محفوظ، ثم سافر للعيش بچنيڤ، حيث عمل هناك مُترجماً للأمم المتحدة، ليواصل اصداراته الأدبية من هناك، حتي عاد إلي مصر عام ٢٠١٠م.
حصل الأستاذ الكبير «بهاء طاهر» علي جوائز قيمة عدة، من بينها، جائزة الدولة التشجيعية عام ١٩٩٨، وجائزة «جوزيبيي إكيربي» الإيطالية عن روايته «خالتي صفية والدير» عام ٢٠٠٠م، على الجائزة العالمية للرواية العربية «البوكر العربية» في دورتها الأولي عام ٢٠٠٨ عن روايته الشهيرة «واحة الغروب».
وهكذا سبعة وثمانون عاماً صنع الأستاذ الكبير «بهاء طاهر» نفسه فيهُن علي عينه، ومازال منارة ساطعة يضئ للأجيال من الشباب المبدعين الطريق من بعده، من خلال زخمه الأدبي الواسع، الذي يتمائل بين الأحلام، والاساطير، وأشواق المتصوفة، والفنتازيا.