" هذه أوراق حقيقية، دم طازج ينزف من جُرح جديد..
كتبتها كانت بديلا للانتحار"
بهذه الكلمات القليلة، والحروف الحزينة، والمسيرة الطويلة، لخص لنا علاء الدين حَب الله الديب ( اسم الشهرة/ علاء الديب ) حياتنا السياسية والثقافية فى كتابه/ مذكراته ( وقفة قبل المنحدر ـ عام ١٩٩٥)
فمنذ
بداية عمله (محرر صحفى/ كاتب) فى مجلة صباح الخير التى التحق بها عام ١٩٦٠ وحتى رحيله عام ٢٠١٦ - اليوم. ١٨ نوفمبر / شباط ذكرى رحيله - وهو يحاول ـ وقد نجحت محاولاته ـ قدر استطاعته فى أن( يرُش) الكلمة فى الحى المهجور، ويقفز بالأمانى والأغانى فوق السور، ويكسر سيف الجلاد مسرور، فى وطن الحلم المكسور!
لقد عاش علاء الديب كاتباً وناقداً وإنساناً بضمير حى، وقلم نزيه، وفكر مستنير، وضحكة ـ من فرط صدقها ـ تجعلك تشعر بالدفء، والحنين.
عاش علاء الديب..
وهو يساند الكاتب - أى كاتب - إذا كان موهوباً ( والوسط الصحفى ـ إلا القليل منه ـ يقتل المواهب الحقيقة، ويمشى فى جنازتها حتى المقابر)!
عاش علاء الديب..
يبتسم فى وجه الشاعر - أى شاعر - إذا كان موهوباً( والوسط الثقافى ـ إلا القليل منه ـ يفعل ما يفعله الوسط الصحفى بل ويفعل ما هو أسوأ منه) حيث تغلق المعابر وتسقط المنابر حتى لا تصعد ولا تعبر الموهبة إلى الضفة الأخرى!
علاء الديب تكمن موهبته، وأصالته، وإنسانيته فى أنه لم ينافق الكلمة، ولم يتربح من وراء قلمه، ولم يلهث وراء جوائز الوسط الثقافى المعروف مصادرها، وبرامجها، وسككها ومسالكها، فى مصر وفى وطننا العربي الكبير!
فهو - أى الديب - لم يتعامل مع الصحافة، ولا مع الثقافة، ولا مع الوطن، ولا مع الإنسانية! بمنطق [ شيلني واشيلك]!
لأنه - ببساطة - كان يعرف أن الحياة قصيرة، والمسيرة طويلة، والسيرة - لكى تستمر - وتعيش، وتكتمل، فهذا يتطلب من صاحبها أن يكون صادقاَ مع الكلمة، ومع الناس، ومع الوطن، ومع الحياة.
ومن أجل ذلك - وقبل كل ذلك - وبعد كل ذلك - نحب علاء الديب وكل من يعيش بمنهج، وفكر، ونظرية.. علاء الديب!
منذ أيام تلقيت رسالة / دعوة من السيدة الفاضلة عصمت قنديل حرمه قالت فيها:" مساء الخير السبت القادم - اليوم - مساءَ نحيى ذكرى علاء الديب"
وذلك فى منزله بضاحية المعادي / بالقاهرة ..
ولماذا الدعوة؟ حسنا هذا سؤال طيب؟ فى زمن نتمناه كذلك!
الإجابة ببساطة:
..... حتي يعيش بيننا كل ما هو جميل..