لماذا السابع من يوليو يومًا للغة السواحيلية؟

كتبت: مريم زكي
التاريخ ليس مجرد أرقام مصطفة جنبًا إلى جنب فقط وليس مجرد سطور في مجلد غطاه التراب على رف مهجور، بل إنه أيام عاشتها شعوب وأُريقت فيها دماء، حظي اليوم السابع من شهر يوليو بأهمية كبيرة سجلها التاريخ ونقطة تحول نحو الأستقلال و نحو تغيير مصير كاد يعاني منه أصحابه إلى الأبد، عن طريق السطور الأتية نستعرض الجوانب التاريخية والثقافية لهذا اليوم ونسلط الضوء على دوره في تعزيز الوحدة الوطنية والتضامن.
عانت تنجانيقا – تنزانيا حاليًا – منذ قديم الأزل من الأستعمار بداية من الأستعمار الألماني الذي ناهضه الشعب بشتى الطرق مثل القيام بثورة "الماجي ماجي" التي قمعها الأستعمار بطرق وحشية أدت إلى مقتل مئات الآلاف من المواطنين جوعًا، مرورًا بالأنتداب البريطاني الذي استمر لمدة 42 عام (1961-1919) وفي خلال تلك الفترة قرر "جوليوس نيريري" إنشاء حزب الأتحاد الوطني الإفريقي في اليوم السابع من شهر يوليو عام 1954 الذي يهدف إلى تحقيق الأستقلال من الأستعمار وتشكيل الهوية الوطنية معتمدًا على سياسة اللاعنف والحوار السلمي مع بريطانيا متأثرًا بآراء الزعيم الهندي " المهاتما غاندي"، وتدريجيًا دعى إلى الأعتراف بتنجانيقا كبلد إفريقي يسعى إلى حكم ذاتي وبعد عام مُنحت تنجانيقا الحكم الذاتي وأصبح نيريري أول رئيس حكومة وطنية لهذا وقع الأختيار على تاريخ السابع من شهر يوليو والذي يعني بالسواحيلية "سابا سابا" الذي أُنشئ فيه حزب الأتحاد الوطني الأفريقي الذي كان السبب في استقلال تنزانيا ليكون عيد قومي.
أولًا مظاهر الاحتفال بيوم "سابا سابا" في تنزانيا
يُقام في يوم "سابا سابا" الكثير من الأنشطة والفعاليات للأحتفال بذلك اليوم مثل مسيرات الأعلام في الشوارع والعروض الثقافية التي تشمل الرقصات التقليدية والموسيقى الشعبية والندوات والمحاضرات التي تركز على التاريخ الوطني وأهمية يوم "سابا سابا" في تعزيز الوحدة والتضامن الوطني بما في ذلك العروض الترفيهية والألعاب النارية، بالأضافة إلى الخطب الرسمية التي يلقيها المسؤلون، بما في ذلك إقامة المعرض التجاري الوطني المعروف بمعرض "سابا سابا" في ساحة الرئيس الأسبق "جوليوس نيريرى" في العاصمة دار السلام التي يقام بها أغلب احتفالات المناسبات الرسمية ويهدف المعرض التجاري إلى عرض وتعزيز المنتجات المحلية وتتوفر فيه منتجات بأسعار مخفضة والذي يشارك فيه الكثير من الشركات من أكثر من 26 دولة مثل: كينيا، وأوغندا، ورواندا ، والعديد من الدول الإفريقية وشركات من الولايات المتحدة والهند وباكستان ودول الشرق الأوسط ويُحتفى بهذا اليوم عالميًا من خلال تنظيم فعاليات متنوعة تشمل المؤتمرات والورش الثقافية والعروض الفنية .
ثانيًا اللغة السواحيلية لغة رسمية في الأمم المتحدة
اختارت منظمة اليونيسكو اللغة السواحيلية كلغة رسمية للأم المتحدة عام 2021 واختارت يوم "سابا سابا" أو السابع من شهر يوليو ليكون اليوم العالمي للغة السواحيلية، فاللغة السواحيلية هي اللغة الإفريقية الوحيدة التي نالت اعتراف رسمي من الأمم المتحدة حيث يتحدثها أكثر من 230مليون شخص حول العالم فهو يعكس الأعتراف الدولي بأهمية اللغة السواحيلية في الأتصالات الدولية وأهميتها على المستوى العالمي ويعكس اهتمام الأمم المتحدة بتعزيز التنوع الثقافي وتعزيز الحوار بين الحضارات.
ثالثًا الأهمية الاجتماعية ليوم سابا سابا
تظهر الأهمية الاجتماعية والثقافية في التعبير عن الهوية الثقافية من خلال الأحتفال بالتقاليد التي تميز ثقافتهم، وتعزيز الوحدة الأجتماعية، والترويج للسياحة والأقتصاد المحلي من خلال المعرض التجاري الوطني والفعاليات والأنشطة التي تقام في ذلك اليوم، بما في ذلك تعزيز الذاكرة التاريخية وتذكير المواطنين بنضالهم.
وختمًا، عندما تذكر يوم سابا سابا والمرور بأروقة الماضي يجب أن نذكر أنفسنا بمدى أهمية النضال من أجل الحرية والعدالة، يعد ذلك اليوم فرصة لعقد العزم لتغيير واقع مستمر ومؤلم فلم يعد هناك مستحيل.