قوات الدفاع الشعبي والعسكري... بناة عقول النشء وحماة العمق

قوات الدفاع الشعبي والعسكري... بناة عقول النشء وحماة العمق

 

عقب ثورة يوليو ١٩٥٢ صدر أول مرسوم جمهوري بتاريخ الخامس والعشرين من أكتوبر العام ١٩٥٣م، من اللواء أركان حرب محمد نجيب بتشكيل الحرس الوطني ويتكون من وحدات إقليمية يكون أفرادها من المتطوعين بهدف تأمين المنشآت والأهداف الحيوية.

وعندما تولي الرئيس جمال عبد الناصر أصـدر القرار رقم (٥٥) لسنة ١٩٦٨ بشــأن إنشاء منظمات الدفاع الشعبي على أن تتولى بعض المهام في تأمين الجبهة الداخلية وأن منظمات الدفاع الشعبي هي تنظيم شعبي محلى بالمحافظات، واجبها المعاونة في حماية الخطوط الخلفية للقوات المسلحة، وفى الحادي والعشرين من إبريل العام ١٩٦٩م صدر القرار الجمهوري رقم (٥٩٣) بإنشاء قيادة قوات الدفاع الشعبي والعسكري بمنطقة كوبري القبة.

وفى صيف عام ١٩٧١م، أصدر الرئيس الراحل محمد أنور السادات توجيهاته بتدريس مادة التربية العسكرية لطلاب الجامعات والمدارس. ثم صدر القانون رقم (٤٦) لسنة ١٩٧٣ بتدريسها لمرحلتي التعليم الثانوي والعالي وذلك بهدف تنمية الوعي العسكري وغرس روح الولاء والانتماء في نفوس أبنائنا من طلبة المدارس والجامعات لتنشأة جيل من الشباب قادر على النهوض بالدولة المصرية وكذالك إعداد وتأهيل جميع الطلاب للمشاركة في تأمين عمق الجمهورية وحماية الخطوط الخلفية للقوات المسلحة.

وفي الثالث والعشرين من إبريل العام ٢٠١٩م، وافق مجلس النواب خلال جلسته العامة على تعديل المادة (٢٠٠) من الدستور والتي ضمت مهام القوات المسلحة الحفاظ على الدستور، المقومات الأساسية للدولة ومدنيتها انطلاقا من كونها العمود الفقري للدولة المصرية.

وفي السابع والعشرين من يوليو صدق الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة على تعديل المادة (٢٠٠) من الدستور؛ والتي كانت تنص في فقرتها الأولى ما قبل العام ٢٠١٩ علي: "القوات المسلحة ملك للشعب ومهمتها حماية البلاد والحفاظ على أمنها وسلامة أراضيها والدولة وحدها هي التي تنشئ هذه القوات ويحظر لأي فرد، أو هيئة، أو جماعة إنشاء تشكيلات، أو فرق، أو تنظيمات عسكرية، أو شبه عسكرية ويكون للقوات المسلحة مجلس أعلى على النحو الذي ينظمه القانون".

ونصت بعد التعديل " القوات المسلحة ملك للشعب ومهمتها حماية البلاد والحفاظ على أمنها وسلامة أراضيها والحفاظ على الدستور والديمقراطية وعلى المقومات الأساسية للدولة ومدنيتها ومكتسبات الشعب وحقوق وحريات الأفراد والدولة وحدها هي التي تنشئ هذه القوات ويحظر لأي فرد، أو هيئة، أو جماعة إنشاء تشكيلات، أو فرق، أو تنظيمات عسكرية، أو شبه عسكرية."

كما تم تعديل بعض أحكام القانون رقم (٥٥) لسنة ١٩٦٨ بشأن منظمات الدفاع الشعبي والقانون رقم (٤٦) لسنة ١٩٧٣ بشأن التربية العسكرية بمرحلتي التعليم الثانوي والعالي. والمادة (٥) مكرراً يكون لكل محافظة مستشار عسكري وعدد كاف من المساعدين يصدر بتعيينهم وتحديد شروط شغلهم الوظيفي بقرار من وزير الدفاع، حيث يختص المستشار العسكري بالآتي:

  • تمثيل وزارة الدفاع بالمحافظة.
  • المساهمة في المتابعة الميدانية الدورية للخدمات المقدمة للمواطنين، والمشروعات الجاري تنفيذها.
  • التواصل المجتمعي مع المواطنين للوقوف على مشاكلهم واتخاذ اللازم في شأنها.
  • التنسيق مع الجهات المعنية بالمحافظة لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتحقيق أهداف الدولة التنموية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والوقاية من حدوث خطر جسيم يضر بأمن الدولة وسلامتها.
  • التنسيق مع الجهات التعليمية على مستوى المحافظة لتنفيذ منهج التربية العسكرية وفقاً للقواعد التي تحددها وزارة الدفاع.

 

بطولات قوات الدفاع الشعبي والعسكري

 

ظهرت نتائج أعمال (قوات الحرس الوطني – المقاومة الشعبية) بمدن القناة أثناء التصدي للعدوان الثلاثي على مصر عام ١٩٥٦م؛ بمعركة بورسعيد والتي وقعت في السادس من نوفمبر عام ١٩٥٦م حين تمكنت قوات (الحرس الوطني، المقاومة الشعبية) من التصدي للقوات المعادية وأنزلت بها خسائر كبيرة  

كما كان لقوات الدفاع الشعبي والعسكري دوراً بطولياً في حرب أكتوبر عام ١٩٧٣؛ تجسد في ملحمة السويس الخالدة والمعروفة باسم (معركة قسم شرطة الأربعين) والتي وقعت في الرابع والعشرين من أكتوبر ١٩٧٣ حيث تقدمت كتيبة مدرعة إسرائيلية من طريق الزيتية ودخلت إلى منطقة محافظة السويس حيث قامت قوات الدفاع الشعبي والعسكري تحت قيادة العميد عادل إسلام المستشار العسكري لمحافظة السويس وبتعليمات من المحافظ  بدوي الخولي بإصدار الأوامر والتعليمات بالتصدي لقوات العدو المتقدم باستخدام قذائف الـ (آر بى جى ) والأسلحة الفردية مما نتج عنه تدمير عدد (٢٣) دبابة للعدو وقتل عدد (٧٩٦) فرد من العدو .

واستكمالا للدور البطولي لقوات الدفاع الشعبي والعسكري في حرب أكتوبر ١٩٧٣ تم تكليفها بمهام حراسة المنشآت والأهداف الحيوية وتأمين الطرق الفرعية المؤدية للقاهرة عن طريق الإسماعيلية.

 

وترتكز مهام قوات الدفاع الشعبي والعسكري في الاتي:

 

  • التنسيق بين أجهزة القيادة العامة للقوات المسلحة والمحافظات في مواجهة الكوارث والأزمات وإزالة الآثار الناتجة عنها

تستمر طبيعة قوات الدفاع الشعبي والعسكري في معاونة الأجهزة التنفيذية بالمحافظات في مواجهة الكوارث والأزمات وهو ما يستدعى تنسيقاً شاملاً مع مختلف الأجهزة المعنية بالدولة. وذلك من خلال فرض موقف أزمة (سيول - انقلاب قطار - اشتعال حرائق - انهيار مبنى - .... إلخ) داخل المحافظة. ثم تنهض كل مديرية من مديريات المحافظة وفقاً لما لديها من إمكانات ومعدات وطاقات بشرية وخبرات قادرة على التخطيط والتنفيذ بالمشاركة في حل الموقف. بالإضافة إلى اصطفاف المعدات الفنية والهندسية مع إجراء اختبار طريق لقياس مدى قدرة المعدات على تنفيذ المهام المطلوبة. ثم يتم فرض موقف طارئ ( مفاجئ ) بواسطة كلاً من ( قيادة قوات الدفاع الشعبي والعسكري) لقياس مدى قدرة الأجهزة التنفيذية (قوات الأمن المرور - الإسعاف - النجدة – التضامن الاجتماعي – الشباب والرياضة – الصحة – التربية والتعليم – الري – الإسكان الأوقاف – الكنيسة - الطرق – الزراعة – الحماية المدنية - المتحدث الاعلامي) على التعامل مع الحدث . فضلاً عن إنشاء معسكر إيواء عاجل وفق إمكانيات المحافظة حتى يضمن المتضررون ملاذاً ملائماً ينهض على تلبية احتياجاتهم الضرورية مما يسهم في رفع الروح المعنوية لديهم.

 

  • تنظيم ندوات تثقيفية لطلبة المدارس والجامعات (الحكومية / الأهلية / الخاصة) والمعاهد العليا الخاصة

يتم التنسيق مع وزارتي (التربية و التعليم والتعليم الفني – التعليم العالي و البحث العلمي) لتنظيم ندوات تثقيفية بمشاركة كافة فئات المجتمع (دور الأيتام - المبادرات الشبابية - ذوى الاحتياجات الخاصة) حيث تتضمن الندوة محتوى يشمل بعض الموضوعات التي تمس الأمن القومي المصري, التهديدات المحيطة بالمنطقة و الأعمال القتالية البطولية للقوات المسلحة في مكافحة الإرهاب بالإضافة إلى مشاركة طلبة/طالبات الجامعات ضمن فاعليات الندوة لإبراز دورهم , كما يتم مشاركة الشخصيات العامة البارزة التي لها صدى إيجابي مع اشتراك فريق الكورال / الجامعة / المدرسة بفقرة فنية خلال الندوة مع تكريم أوائل الطلبة، أسر الشهداء و مصابي العمليات الإرهابية. كما انه يتم تكريم الحاضرين من ذوي الهمم لمشاركتهم ورفع معنوياتهم.

 

  • تنظيم معارض منتجات ذوي الهمم بدور ونوادي القوات المسلحة

إن المجتمع الذي يقدر أبناءه من ذوي الهمم ويسخر لهم كل الدعم والرعاية الممكنة، هو المجتمع الأقرب إلى تحقيق أكبر معدلات التنمية والتقدم والنهضة الشاملة في جميع المجالات.. مجتمع يرفع من شأن أبنائه ويقدر إنجازاتهم، ويرى تمكينهم ودمجهم في شتى مجالات الحياة هي غاية نبيلة وسامية. أنه لمن دواعي الفخر والاعتزاز أن نرى أبناءنا وبناتنا من ذوي الهمم يحققون العديد من النتائج غير المسبوقة في مختلف المجالات، وهو ما يثبت مدى قدرتهم على تحدى الصعوبات والتغلب عليها، كما أن الدولة تولى عناية خاصة بأبنائها من ذوي القدرات الخاصة إيمانا بقدراتهم وإمكاناتهم وذلك من خلال عرض منتجات ذوي الهمم بدور ونوادي القوات المسلحة تحت إشراف قوات الدفاع الشعبي والعسكري بهدف رفع الروح المعنوية لدى الأفراد وتحقيق المشاركة المجتمعية.

  • تنظيم احتفالات فنية على مدار العام الدراسي وأثناء الإجازات والأعياد الرسمية

حيث يتم تنفيذ فقرة فنية (أوبريت - أغاني وطنية) بواسطة طلائع / وزارة الشباب والرياضة بحضور كبار الشخصيات (وزير الشباب والرياضة - السادة المحافظين - السادة رؤساء الجامعات - نواب البرلمان - أعضاء هيئة التدريس) مع تقديم معرض يشمل لوحات، رسومات لأعمال الطلاب تُبرز مهارتهم وثقافتهم.

  • المشاركة في تنفيذ مشروع محو الأمية وتعليم الكبار

إيمانا من القوات المسلحة بأهمية محو أمية المجتمع المصري تساهم قوات الدفاع الشعبي والعسكري بالتنسيق مع الهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار في المشروع القومي لمحو الأمية كهدف أمن قومي للدولة المصرية حيث صدق السيد القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والانتاج الحربي علي تأهيل (٢٠٠٠) معلم محو أمية ُسنويا من ميزانية القوات المسلحة.

  • تنظيم زيارات خارجية لطلبة (المدارس / الجامعات)

يتم تنظيم زيارات (الكليات - الوحدات - المزارات) العسكرية لطلبة (المدارس - الجامعات)، مختلف الجهات الحكومية لعدد (٥٠: ١٠٠) طالب، طالبة، مواطن يرافقهم (رئيس الجامعة / النائب - مدير المدرسة - ضابط برتبة مناسبة).

  • تنفيذ لقاءات رياضية بالكليات / المعاهد العسكرية

يتم تنفيذ لقاءات رياضية في الألعاب الجماعية، الفردية بعد التنسيق المسبق مع (الإتحاد الرياضي للجامعات - جهاز الرياضة ق م - الكليات/المعاهد العسكرية ) للمزج بين ممارسة الرياضة كهدف في حد ذاته ، التعرف على الحياة العسكرية من جهة أخرى والاقتراب من الوطن عبر جسر الرياضة .

  • تنظيم معسكرات تعايش خارجي لعناصر الكشافة بالوحدات العسكرية

يتم التنسيق مع الإتحاد العام للكشافة والمرشدات والإدارة المركزية للطلائع / وزارة الشباب والرياضة لتنفيذ معسكر تعايش لمدة ٥ يوم داخل أحد الوحدات العسكرية يتضمن أنشطة تفاعلية (اشتباك - دفاع عن النفس -ملاحة برية - حفلة سمر) تهدف إلى نقل الخبرات وتنمية روح الفريق.

 

  • اشتراك طلاب الجامعات الحكومية في حفل تخرج الكليات العسكرية والمعهد الفني

يتم اشتراك أوائل الجامعات المصرية حفل تخرج أقرانهم من طلبة الكلية الحربية وذلك تحت إشراف قوات الدفاع الشعبي والعسكري.

 

  • تنظيم احتفالات لأوائل الجامعات المصرية

تقوم قوات الدفاع الشعبي والعسكري بتنظيم احتفال سنوي لأوائل الخريجين بالتزامن مع تخرج دفعات الكليات والمعاهد العسكرية لزيادة الترابط بين أوائل الجامعات المصرية وأوائل خريجي الكليات العسكرية كما يتم تبادل الدروع مع السيد رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة.

 

  • تنظيم زيارة طلاب المدارس والجامعات لمصابي العمليات الحربية

في إطار الرعاية التي توليها القوات المسلحة لأبنائها من مصابي العمليات العسكرية الذين ضحوا بالغالي والنفيس من أجل حماية الوطن وصون مقدساته لذا تحرص قوات الدفاع الشعبي والعسكري بتنظيم زيارات لطلبة المدارس والجامعات المصرية لهم بصفة دورية لتعريفهم بالبطولات والتضحيات التي قام بها هؤلاء الأبطال من أجل هذا الوطن.

 

  • الإشراف على الأهداف الحيوية المؤمنة (الحراسات المشددة / المنظمات الشعبية)

تشارك قوات الدفاع الشعبي والعسكري في الإشراف على عناصر تأمين الأهداف الحيوية بالتنسيق مع الشرطة المدنية من خلال عقد دورات تدريبية وكذا المرور والمتابعة المستمرة لمستويات التدريب وقدرتهم على تأمين الأهداف الحيوية من خلال المستشارين العسكريين

 

  • حضور طلبة الجامعات افتتاحات المشروعات التنموية العملاقة

في إطار حرص القيادة العامة للقوات المسلحة لدعم المجتمع المدني وتنمية روح الولاء والانتماء لكافة فئات المجتمع، تقوم قيادة قوات الدفاع الشعبي والعسكري بالتعاون مع الجامعات المصرية بحضور طلبة الجامعات الحكومية / الخاصة افتتاحات المشروعات التنموية العملاقة.

المصادر

موقع قيادة قوات الدفاع الشعبي والعسكري.