بقلم / عمرو صابح
جورج أورويل هو كاتب وروائى بريطانى شهير يعد أحد أبرز الروائيين فى العالم خلال القرن العشرين ، اشتهر أورويل براويتيه “مزرعة الحيوان” و”1984″ بسبب انتقاده للاتحاد السوفيتى وسياسته الشمولية وسخريته من شخصية الزعيم السوفيتى “جوزيف ستالين” فيهما ، مما جعل الروايتين تقابلان باهتمام إعلامي غربى هائل ، فطبع الغرب منهما ملايين النسخ كما تم تحويل رواية “مزرعة الحيوان” لفيلم رسوم متحركة أكثر من مرة ، كما تم إنتاج عدة أفلام سينمائية لتجسيد أحداث رواية “1984”.
لم تكن الحفاوة الغربية بأعمال أورويل راجعة لكونها تهاجم الاتحاد السوفيتى وستالين فقط ، بل لأن أورويل كان محسوباً على غلاة الشيوعيين ومعروفاً بأنه يميل للتروتسكية.
توفى “جورج أورويل” فى 21 يناير 1950 ، وبعد أن مضى ما يزيد عن نصف قرن على وفاته ، تم الإفراج عن وثائق المخابرات البريطانية الخاصة به ، التى جاء بها ان أورويل كان من ذوى الميول التروتسكية ، وأن انتماؤه للتروتسكية دفعه للوشاية بمئة مثقف بريطانى من ذوى الميول الماركسية لدى مخابرات بلاده نكاية فى النظام الستالينى الذى كان أورويل يكنّ له كراهية عميقة، بسبب بطشه بالشيوعيين التروتسكيين!
وقد وصفت الصحف البريطانية اليسارية القائمة التى سلمها أورويل للمخابرات البريطانية بلائحة أورويل السوداء.
المضحك انه رغم ثبوت عمالة أورويل والتى تضفى شكوك عميقة حول الدور الذى لعبه عبر كتاباته في تشويه الاتحاد السوفيتى لصالح الغرب ، كما أنها توضح سر حماسة الغرب لطبع رواياته وإنتاج أفلام عنها -ثبت الآن أن مؤسسات صحفية وسينمائية تدعمها المخابرات المركزية الأمريكية كانت وراءها- إلا أن جورج أورويل مازال يحظى باحترام الكثير من الليبراليين واليساريين بل والإخوان المسلمين بسبب انتقاده للدولة الشمولية التى جسدها الاتحاد السوفيتى الراحل ، ولكن ما يعنينى هنا هم الأورويليون الجدد من اليسار المصرى الذين يصرون ان النظام الحالى هو امتداد لدولة يوليو ليقوموا بصب كل أسباب عجزهم عن التغيير على رأس “جمال عبد الناصر” زعيم ثورة يوليو ومؤسس دولتها التى لا تنتهى.
يقدم الأورويليون الجدد الحجج التالية لإثبات وجهة نظرهم عن مسئولية جمال عبد الناصر عن الأوضاع الحالية :
1 – السادات هو اختيار عبد الناصر ولم يهبط على الرئاسة من المجهول.
2 – عبد الناصر هو واضع أسس الانفتاح ولكنه كان جباناً فقام بتأجيل اتخاذ القرار واختار السادات ليقود المسيرة!!.
3 – الطبقة الجديدة صاحبة الميول الاستهلاكية التى استفادت من الانفتاح هى نتاج سياسات عبد الناصر وقراراته لكنها كانت مكبوتة فى عهده ثم انفجرت بعد وفاته!!
4- انتشار النزعات الدينية المتطرفة بدأ عقب هزيمة 1967 كرد فعل على الهزيمة ، وعبد الناصر وأجهزة نظامه عملوا على تشجيع انتشار تلك النزعة لتغييب وعى المجتمع ولإيجاد مبرر دينى للهزيمة وإقناع الجماهير بالقضاء والقدر!!.
5 – عبد الناصر هو مؤسس حكم العسكر وهو صانع أجهزة القمع والتعذيب.
6 – لو امتد العمر بجمال عبد الناصر لسار فى نفس طريق السادات وبنفس الخطوات مع اختلاف طفيف فى التفاصيل ، لأن تطورات المجتمع كانت هى التى تقود حركة التاريخ!!
هذه هى أهم حجج الأورويليين الجدد وغالبيتهم تروتسكيين مثل قدوتهم “جورج أورويل” لنقد جمال عبد الناصر ونظامه ، فهل تلك الحجج صحيحة ؟
هذا ما سوف أوضحه عبر السطور القادمة:
1 – السادات هو اختيار عبد الناصر ولم يهبط للرئاسة من المجهول ، ظاهرياً هذا صحيح ، عبد الناصر عين السادات نائباً له فى ديسمبر 1969 وظل السادات فى منصبه حتى وفاة عبد الناصر ، ولكن عبد الناصر ترك حسين الشافعى أيضا نائبا له كما ترك من أصطلح على تسميتهم بمراكز القوى فى أهم وأخطر مناصب الدولة وهم من فشلوا فى التصدى لانقلاب السادات فى مايو 1971 رغم معرفتهم بنواياه ، عبد الناصر ترك أيضا مجتمع يفور بالثورة والحركة الطلابية فى جامعات مصر منذ 1968 حتى 1973 ، خاصة فى أعوام 1971 ، 1972 ، 1973 كانت من أهم أسباب اتخاذ السادات لقرار الحرب عام 1973 ، لإدراكه أنه لو لم يحارب فلن يستطيع الحفاظ على نظام حكمه خاصة فى ظل تململ القوات المسلحة على الجبهة وفوران الشباب فى الشوارع من تأجيل قرار الحرب.
2 – عبد الناصر هو واضع أسس الانفتاح ولكنه كان جبانا لذا ترك القرار للسادات ، لتبرير تلك الحجة البلهاء يلجأ الأورويليون الجدد لذكر بعض القرارات الاقتصادية بعد النكسة التى يرون فيها تراجعاً عن الطريق الاشتراكى أو اللا رأسمالى أو رأسمالية الدولة الناصرية كما يحلو لهم الرطانة عند وصف الاقتصاد الناصري ، وتعمى بصيرتهم عن رؤية زيادة حجم العلاقات المصرية السوفيتية على كل المستويات ، واستمرار سياسات التصنيع رغم الهزيمة ، وقانون الإصلاح الزراعى الثالث سنة 1969 ، وحفاظ النظام على ثبات أسعار السلع والخدمات رغم ضغط الحرب اقتصاديا على موارده مما يدحض فكرة ان جبن عبد الناصر منعه من الانفتاح فترك القرار للسادات ، مع ملاحظة ان مصطلح الانفتاح فى حد ذاته ليس سيئا لو كان انفتاحا إنتاجيا لصالح الزراعة والصناعة كما كان يحدث فى عهد عبد الناصر وليس الانفتاح الاستهلاكى الطفيلى الذى قاده السادات.
3 – الطبقة الجديدة صاحبة الميول الاستهلاكية التى استفادت من الانفتاح هى نتاج سياسات عبد الناصر وقراراته لكنها كانت مكبوتة فى عهده ثم انفجرت بعد وفاته!!
تنطلق تلك الفرضية من احتقار عميق يكنه الأورويليون الجدد للشعب المصرى مصحوب بجهل فاضح وفادح لوقائع التاريخ مع قصور فكرى فى تحديد أى شرائح الطبقة المتوسطة هى التى استفادت من الانفتاح ، لم يستطع السادات تنفيذ انفتاحه إلا بعد ثورة أسعار البترول عقب حرب 1973 ، ولم تنفجر التطلعات الطبقية إلا بعد سفر ملايين المصريين لدول الخليج العربي والعراق للعمل وعودتهم محملين بالأموال والأفكار ، ولم يقبل المجتمع المصرى ولا الطبقة المتوسطة تلك الأفكار الاستهلاكية بسهولة رغم تشجيع نظام السادات لها ورغم تحالف نظام السادات مع النظام السعودى وخدماته للسياسة الأمريكية ، والأدلة على ذلك كثيرة منها الانتفاضات العمالية المتتالية من 1974 حتى وصلنا لانتفاضة 18 و19 يناير 1977 وهى أعظم ثورة للطبقة الوسطى المصرية التى أنتجتها سياسات جمال عبد الناصر ضد سياسات نظام السادات ، انتفاضة ثورية بلغ من قوتها ان السادات كان على وشك الهرب وترك السلطة فى يومين ولم ينقذه سوى إلغاؤه للقرارات الاقتصادية التى كانت القشة التى قصمت ظهر سلطته ولجوءه للقوات المسلحة ، أحدثت تلك الانتفاضة شرخاً فى شرعية حكم السادات ولكنها للأسف لم تكتمل وفشلت بسبب عفويتها ولكن رغم ذلك ستبقى هى رد الفعل الحقيقى للطبقة الوسطى المصرية لفضح أكاذيب الأورويليون الجدد.
4- انتشار النزعات الدينية المتطرفة بدأ عقب هزيمة 1967 كرد فعل على الهزيمة ، وعبد الناصر وأجهزة نظامه عملوا على تشجيع انتشار تلك النزعة لتغييب وعى المجتمع ولإيجاد مبرر دينى للهزيمة وإقناع الجماهير بالقضاء والقدر!!.
تنطلق تلك الفرضية من أوهام مضحكة لأن أى مجتمع يتعرض لهزيمة نكراء ، تنتشر فيه النزعات الدينية واللجوء للسماء بحثاً عن حل ، ولكن لا يلجأ كل الناس للدين ، الذى حدث بعد 1967 هو انتشار نزعات التصوف والدروشة من جانب ، وانتشار نزعات التحلل والعرى من جانب أخر ، كما زادت معدلات الجريمة واستهلاك المخدرات ، كان المجتمع مأزوما بفعل النكسة ولكن النظام استطاع الحفاظ على مكتسبات الأغلبية ثم جاء اندلاع حرب الاستنزاف ليتسببا بمرور الوقت فى استعادة المجتمع لتوازنه ، لم يتصالح عبد الناصر مع الإخوان المسلمين حتى وفاته ، ولم تنتشر دعاوى تكفير الأخر خلال حكمه ، ولم تقع حادثة طائفية واحدة فى عهده ، ولم يخرج الإخوان من السجون إلا بصفقة مشبوهة عقدها السادات مع مرشدهم عمر التلمسانى ، ولم يتغلغل الإخوان فى مفاصل المجتمع المصرى فى عهدى السادات ومبارك إلا برضا السادات ومبارك وفى إطار صفقة مع الإخوان يرعاها السعوديون ويدعمها الأمريكيون من أجل تفكيك النظام الوطنى الذى بناه عبد الناصر .
5 – عبد الناصر هو مؤسس حكم العسكر وهو صانع أجهزة القمع والتعذيب.
يجهل الأورويليون الجدد ان الدولة المصرية الحديثة أقامها محمد على من أجل إقامة جيشه وتنفيذ طموحاته السياسية ، وان كل التطورات التاريخية المصرية كان الجيش لاعب أساسي فيها من الثورة العرابية لقرار الخديوى الخائن توفيق حل الجيش المصرى فور دخول الإنجليز للقاهرة عام 1882 ، وصولاً لمعاهدة 1936 ثم نشأة إسرائيل ككيان عسكرى عدوانى على حدود مصر وصولاً لحرب 1948 ثم ثورة 1952 ، دور الجيش فى سياسة مصر سابق على ثورة عبد الناصر وهو ممتد بعده بسبب موقع مصر الجغرافى الهام ثم وجود إسرائيل على حدودها.
أما قصة أجهزة القمع والقهر والتعذيب ، فلا يمكن لأحد أن يدافع عن التعذيب والقمع ولكن التعذيب والقمع ليسا من الاختراعات الناصرية بل فى العهد الملكى الليبرالى ، كانت هناك اعتقالات وعمليات تعذيب وصلت لحد اغتصاب المعتقلين لإجبارهم على الاعتراف بجرائمهم السياسية ، كما كان الملك فاروق يمتلك تنظيما خاصا يُسمى “الحرس الحديدى” لاغتيال خصوم الملك السياسيين ، وقد اغتال هذا التنظيم بالفعل الوزير الوفدى “أمين عثمان”، والضابط “عبد القادر طه” ، ونفذ 3 محاولات لاغتيال الزعيم “مصطفى النحاس” لم تنجح، كما اغتال البوليس السياسي “حسن البنا” مؤسس تنظيم الإخوان ومرشدهم الأول فى يوم ميلاد الملك فاروق عام 1949 ، وبالتالى يمكن مساءلة عبد الناصر عن حدوث عمليات تعذيب فى عهده ولكن يستحيل اتهامه بأنه مخترع القمع والتعذيب أو إلصاق تلك التهمة بثورة 23 يوليو أو بالنظام السياسي الذى أقامته.
6 – لو امتد العمر بجمال عبد الناصر لسار فى نفس طريق السادات وبنفس الخطوات مع اختلاف طفيف فى التفاصيل ، لأن تطورات المجتمع كانت هى التى تقود حركة التاريخ!!
هنا يقع الأوريليون الجدد فى تناقض يتسم بالبلاهة ، فمن ناحية هم يتهمون عبد الناصر بتأسيس دولة يوليو ويصبون على رأسه كل أسباب فشلهم السياسي بسبب قوة النظام الذى صنعه ويصعب الخلاص منه ، ومن ناحية أخرى هم لا يعترفون بدور الفرد فى التاريخ ، ويؤكدون ان ما حدث فى عهد السادات كان قدراً محتوماً أن يتم حتى لو امتد العمر بعبد الناصر!!
فلا يمكن معرفة هل عبد الناصر صاحب دور أم مجرد نتاج لحركة التاريخ فى تحليل الأورويليين الجدد للتاريخ؟!!
والمضحك أكثر ان من ضمن اتهاماتهم لعبد الناصر أنه كان أجبن من إتمام تحولات نظامه نحو التبعية للأمريكيين والتسليم للإسرائيليين والسماح للطبقة الجديدة بالتوحش لذا قام باختيار السادات أسوأ رفاقه لكى يقود تلك التحولات المدمرة!!
وكأن عبد الناصر كان عالماً بالغيب أو راغباً فى الانتقام من المصريين بجلب السادات كخليفة له!!
لو تخلى الأورويليون الجدد قليلاً عن الرطانة التروتسكية والميل للإغراق فى التنظير والتقعير كتروتسكى الذى انتهى به الحال طريداً من الاتحاد السوفيتى ، وبوقاً ناعقاً لصالح الأمريكيين ضد أول وأخر دولة عظمى اشتراكية فى التاريخ ، لوجدوا ان هناك تحليل أبسط لما حدث فى عهد عبد الناصر ولما حدث بعده.
قطعاً جمال عبد الناصر هو أكثر الزعماء المصريين تقدمية وراديكالية وإدراكاً لخصوصية موقع مصر الجغرافى وثقلها التاريخى والدور المنوط بها تحقيقه فى العالم ، حاكم مستنير منحاز للأغلبية ، استرد أملاك شعبه من الأجانب وردها لأصحابها ، فرض وجود مصر كقوى عظمى فى إقليمها ، مد نفوذ بلاده لأفريقيا وأسيا وأمريكا اللاتينية ، و بنى أخر مشروع تنموى نهضوى فى تاريخ مصر الحديث ، ولكن لأن النظام الناصرى قام عبر ثورة نفذها الجيش ولغلبة اعتبارات أمن النظام على تفكير عبد الناصر خوفاً من تكرار عملية الثورة عبر الجيش ، لجأ عبد الناصر لبناء نظامه على على التوازنات والجمع بين الأضداد ، التى سمحت بوجود حسن التهامى ومحمد حسنين هيكل ومحمود فوزى وعلى صبري وشعراوى جمعة وسامى شرف ومحمد فوزى وأمين هويدي ومحمد صادق ومحمد فائق فى قمة نظام واحد مع اختلاف اتجاهاتهم السياسية وكراهيتهم لبعضهم البعض .
كان عبد الناصر فى حياته هو ضابط التوازنات ،الذى يحرك الجميع لخدمة سياساته ، وقد جمع بين كل هؤلاء الأضداد ، لكى يحافظ على سلطته ولكى لا ينقلب أياُ منهم عليه ، فرغم شعبية عبد الناصر الجارفة المكتسبة من إنجازاته الضخمة ، إلا أنه ظل حتى أخر يوم فى حياته ، يُغلب اعتبارات أمن النظام على أى شئ أخر ، وبسبب ذلك ظل أنور السادات بجواره للنهاية، فهو أضعف رفاقه من أعضاء مجلس قيادة الثورة ، كما أن ميوله اليمينية تجعل منه ورقة رابحة فى لعبة التوازنات التى يجيدها عبد الناصر سواء مع السعودية أو مع الاتحاد السوفيتى .
لذا جاءت وفاة عبد الناصر المريبة لتدمر توازنات نظامه ، ولتضع الأضداد فى مواجهة بعضهم البعض ، وللأسف فى تلك المواجهة انتصر الفريق السيئ بقيادة السادات الذى قامت سياسته على تفكيك كل ميراث عبد الناصر السياسي والاقتصادى والاجتماعى .
لا صلة لعبد الناصر بالنظام السياسي المصرى منذ لقاء السادات مع كيسنجر يوم 7 نوفمبر 1973 والتعهدات التى قطعها له بالخلاص من تركة عبد الناصر تمهيداً لدخول مصر تحت المظلة الأمريكية ، وقد نفذ السادات تلك التعهدات كاملة وواصل مبارك تنفيذها حتى نهاية حكمه.
استدعاء رمزية عبد الناصر كلما واجهت النظم التى جاءت بعده أزمة لا يعنى صلته بسياسات تلك النظم التى تتمسح فيه ، و كون خلفاء عبد الناصر كانوا ضباط من الجيش لا يعنى انهم نتاج عبد الناصر الذى كان أيضا ضابطا بالجيش ، لأن قيمة عبد الناصر لم تأت من كونه ضابط جيش فقط بل من انحيازاته الاقتصادية والاجتماعية ورؤيته السياسية التى يتمايز بها عن كل من سبقوه ومن لحقوه من حكام مصر لذا يمكن التأريخ لمصر بما قبل عبد الناصر ، وحقبة عبد الناصر ، وما بعد عبد الناصر ، لأن الانحيازات الاقتصادية والاجتماعية لكل الحكام قبل وبعد عبد الناصر واحدة ، وسياسات كل هؤلاء الحكام الخارجية متشابهة بينما فترة حكم عبد الناصر وهى قصيرة بمعايير الزمن تعد خروجاً واضحاً على مسار التاريخ المصرى منذ قرون طويلة.
الإصرار على تحميل عبد الناصر كل خطايا النظم التى خلفته يعكس قصوراً فى الرؤية وعجزاً عن التغيير وسطحية فى تحليل وقائع التاريخ ، وهو لا ينال من عبد الناصر بل يضفى عليه صفات خارقة، فالرجل الذى مات منذ عقود، ما زال فاعلاً فى واقع مصر الحالى عبر الدولة التى بناها ويستحيل إسقاطها من وجهة نظر الأورويليون الجدد تلاميذ جورج أورويل وأتباع ليون تروتسكى.
_________________
- فصل من كتاب "جمال عبد الناصر .. الأضواء والظلال" عمرو صابح - الطبعة الأولى 2018