بعد مرور٦٥سنة على فشل محاولة اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر فى ميدان المنشية بمدينة الإسكندرية
على يد محمود عبد اللطيف عضو النظام السرى المسلح لجماعة الإخوان المسلمين، مازالت خفايا هذا الحادث تحمل الكثير من الأسرار ، منها دور الرئيس محمد نجيب فى حادث المنشية ، وعلاقته بجماعة الإخوان المسلمين قبل وبعد ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢م.
على إمتداد صفحات كتاب " كنت رئيساً لمصر " ، يبدو الرئيس نجيب شديد التعاطف مع جماعة الإخوان المسلمين ، ومدافعاً عن كل تصرفاتها ، بل يصف محاولة اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر فى المنشية فى أكتوبر ١٩٥٤م بالتمثيلية المرتبة مسبقاً بمعرفة عبد الناصر وأجهزته الأمنية.
خلال التحقيقات مع قادة جماعة الإخوان المسلمين بعد محاولة اغتيال عبد الناصر عام ١٩٥٤م، اعترف كل قادة الجماعة بما فيهم قادة التنظيم الخاص المسلح للجماعة بالتنسيق مع الرئيس محمد نجيب منذ أبريل ١٩٥٤م، من أجل اغتيال جمال عبد الناصر ، وكان دور الرئيس نجيب بعد اغتيال عبد الناصر يتمثل فى سيطرته على الجيش بعد قتل عبد الناصر ، وعودته لتسلم مقاليد السلطة الحقيقية.
ولكن يبدو ان علاقة الرئيس نجيب بجماعة الإخوان المسلمين ، كانت أعمق من ذلك ، وترجع لزمن بعيد ، فقد كشفت الكاتبة الصحفية " إيناس مرشد " فى عدد مجلة الإذاعة والتليفزيون ، الصادر فى ١٨ مارس ٢٠١٧ ، عن خفايا علاقة الرئيس ” محمد نجيب ” بجماعة الإخوان المسلمين ، عبر نشر ٣ خطابات بخط يد ” محمد نجيب ” يتم نشرها للمرة الأولى .
كتب محمد نجيب فى خطاباته الثلاثة شهادته عن كونه واحد من مؤسسى جماعة الإخوان ، ومن المشاركين فى إختيار شارتها وشعارها ، ومن المعجبين بإقرارها نظام الشورى بين أعضاءها ، ومن الساعين لنقل مقرها من الإسماعيلية إلى القاهرة لتكون فى قلب الأحداث من أجل تحقيق الهدف الأكبر بإقامة دولة الخلافة .
جاءت تلك الشهادة الخطيرة فى ٣ خطابات أرسلها محمد نجيب لصديقه ” محمد أبو خليل ” وكيل وزارة المعارف العمومية بالشرقية ، وعضو جماعة الإخوان المسلمين عن وقائع 3 اجتماعات حضرها محمد نجيب للتنظيم الإخوانى فى بداية تأسيسه ، وبتواجد قادة التنظيم وعلى رأسهم مؤسس جماعة الإخوان ” حسن البنا “.
الخطاب الأول بتاريخ ١٥ ديسمبر ١٩٢٨ وفيه يعبر محمد نجيب عن سعادته لرؤية صديقه محمد أبو خليل فى اجتماع التنظيم الإخوانى.
الخطاب الثانى بتاريخ ١ يناير١٩٢٩ ، وقد غاب عنه محمد أبو خليل ، وفيه يروى نجيب لصديقه ما دار فى الاجتماع من مناقشات لإختيار شعار وشارة جماعة الإخوان ، والنقاش حول إقرار مبدأ الشورى داخل الجماعة.
الخطاب الثالث بتاريخ ٣٠ يناير١٩٢٩ ، ولم يحضره محمد أبو خليل ، وفيه يحكى له محمد نجيب تفاصيل ما دار عن سعى قادة التنظيم الإخوانى لنقل مقرهم للقاهرة من أجل تحقيق هدف الجماعة فى إقامة الخلافة فى مصر ، وأن يكون الملك فؤاد هو خليفة المسلمين!!!.
اللواء محمد نجيب الرجل الذى اختاره الضباط الأحرار كواجهة لثورتهم ، والذى انقلب عليهم فيما بعد ، وخاض ضدهم صراعاً مريراً على السلطة ، متحالفاً خلاله مع الوفديين والإخوان والشيوعيين ، وانتهى به الحال مهزوماً ثم محدد الإقامة فى قصر زينب الوكيل بالمرج ، كان من مؤسسى جماعة الإخوان المسلمين ،ولعل هذا يفسر سر نقمته على ثورة 23 يوليو ، وسعيه لتشويهها فى مذكراته.
--------------------------------------------------------------
- الصور لشهادات قادة التنظيم السري المسلح بجماعة الإخوان المسلمين عام ١٩٥٤، والمنشورة فى كتاب " محكمة الشعب "عن دور الرئيس نجيب فى حادث المنشية ، ولتعليق الرئيس نجيب فى مذكراته " كنت رئيساً لمصر " على حل جماعة الإخوان فى يناير ١٩٥٤ ، ولموافقة مجلس قيادة الثورة على عدم محاكمة الرئيس محمد نجيب والاكتفاء بعزله من منصبه.