جمال عبد الناصر طالباً
بقلم: عمرو صابح
معايير الدرجات ومقاييس النجاح الأن ، اختلفت عما كانت عليه قبل أكثر من 8 عقود ، عندما نال جمال عبد الناصر شهادة البكالوريا " الثانوية العامة" عن القسم الأدبى فى سنة 1936 ، وللدلالة على ذلك فقد استطاع جمال عبد الناصر أن يلتحق بكلية الحقوق "جامعة فؤاد الأول" وقتها-القاهرة الأن- ، وكانت كلية الحقوق وقتها واحدة من كليات القمة يتخرج منها الزعماء والوزراء وقادة المجتمع.
عدد الحاصلين على شهادة البكالوريا فى ربوع القطر المصري فى سنة 1936-وهى السنة التى حاز فيها جمال عبد الناصر على البكالوريا-كان 4000 طالب .
فى مصر حتى منتصف الستينيات من القرن العشرين ، كان الطالب الحائز على 65% بالقسم العلمى بالثانوية العامة ، يستطيع الالتحاق بكليات الطب ، والهندسة ، والصيدلة ، والحائز على نفس المجموع بالقسم الأدبى بالثانوية العامة كان يستطيع الالتحاق بكليات الألسن ، والاقتصاد والعلوم السياسية ، والإعلام.
ظلت المجاميع فى الثانوية العامة حول هذا المعدل حتى أفسد الرئيس أنور السادات التعليم بالمدارس الدولية واللغات والخاصة ، وسار على نفس نهجه الرئيس حسنى مبارك بل وتوسع فى إنشاء الجامعات الخاصة وتغيير نظم الثانوية العامة ، مما أدى لفوضى تعليمية شاملة فى مصر قلما نراها فى دولة أخرى ، أدت لتدمير المنظومة التعليمية المصرية ، وتحويل التعليم لسلعة للقادر على دفع ثمنها الباهظ.
قرأنا وسمعنا وشاهدنا طلاب حاصلين على 99% و100% و101% ، ولا يستطيعون القراءة أو الكتابة بدون أخطاء ، كما أنهم فشلوا فى حياتهم المهنية بعد الثانوية العامة لأن مجاميعهم بسبب الدروس الخصوصية ونظام التلقين ، ومقابل ما يدفعه أباؤهم من أموال مقابل الخدمة التعليمية ، وليست بسبب نبوغهم وعبقريتهم.
جمال عبد الناصر كان مجتهداً فى دراسته ، وبعدما ترك كلية الحقوق بعد أن أمضى ستة أشهر يدرس بها ، والتحق بالكلية الحربية فى دفعة استثنائية بسبب معاهدة 1936 وبعد أن تخرج ضابطاً بالجيش المصري ، قام بتحضير دراسات عليا ، ونال درجة الماجستير عن رسالته الخاصة بخطوط الدفاع عن مصر ، كما حصل على دورة أركان حرب ، وعمل مدرساً بالكلية الحربية لمواد التاريخ والمخابرات والاستراتيجية.
محمد على باشا مؤسس الأسرة العلوية ومصدر فخر الشماشرجية كان أمياً ولم يتعلم طيلة حياته ورغم ذلك كان سياسيا بارعاً ، كما ان الملك فاروق حائط مبكى الشماشرجية الذين ينعقون حزناً على مُلكه الضائع ، لم يكمل تعليمه أصلاً.
وبالنسبة للإخوانجية فلابد من تذكيرهم ان محمد مرسي والبلتاجى والعريان وبديع والشاطر وعزت من كبار قادة الإخوان كانوا دكاترة ومهندسين وأساتذة بالجامعة، ورغم ذلك كان مستواهم السياسي صفر، ولم يستطيعوا الحفاظ على السلطة وتم كنسهم منها بسهولة!!.
صدق جمال عبد الناصر عندما قال :
لن يغفر لى الأمريكيون وعملاءهم ما فعلته معهم .. حياً وميتاً.
- الصورة للشهادة المفبركة المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي ، وبها صورة للرئيس جمال عبد الناصر وهو رئيس يتصفح كتاب أجنبي؟!! بينما تظهر مادتي العلوم والرياضيات ضمن مواد الشهادة رغم أن جمال عبد الناصر كان يدرس بالقسم الأدبي!! بل أن عنوان الشهادة المفبركة عليه شهادة الدراسة الثانوية بينما كان اسم الشهادة فى عام 1936 هو البكالوريا.