كلمة الرئيس جمال عبد الناصر فى وفود المهنئين من دار رئاسة الوزراء بتوقيع اتفاقية الجلاء عام١٩٥٤

كلمة الرئيس جمال عبد الناصر فى وفود المهنئين من دار رئاسة الوزراء بتوقيع اتفاقية الجلاء عام١٩٥٤
كلمة الرئيس جمال عبد الناصر فى وفود المهنئين من دار رئاسة الوزراء بتوقيع اتفاقية الجلاء عام١٩٥٤
كلمة الرئيس جمال عبد الناصر فى وفود المهنئين من دار رئاسة الوزراء بتوقيع اتفاقية الجلاء عام١٩٥٤
كلمة الرئيس جمال عبد الناصر فى وفود المهنئين من دار رئاسة الوزراء بتوقيع اتفاقية الجلاء عام١٩٥٤
كلمة الرئيس جمال عبد الناصر فى وفود المهنئين من دار رئاسة الوزراء بتوقيع اتفاقية الجلاء عام١٩٥٤

أيها المواطنون الأحرار:

بسم الله نبدأ اليوم مرحلة جديدة من مراحل الكفاح فى سبيل الوطن، فإن الوطن يحتاج إلى كفاح دائم مستمر من أجلكم أنتم ومن أجل أهدافكم، ومن أجل الوطن ومن أجل أهداف الوطن العظام.

ولم يكن الجلاء؛ جلاء القوات المحتلة التى تمكنت فى بلادنا سبعين عاماً إلا مرحلة من مراحل البناء فى هذا الوطن.

أيها المواطنون:

أقول لكم اليوم إننا نترقب الوقت ونترقب الزمن حتى يخرج من مصر أخر جندى أجنبى فى بلادنا.

إن الأهداف التى قامت من أجلها هذه الثورة أهداف كبرى.. أهداف عظام لا يمكن أن تتم فى عام أو عامين؛ لأنها تعود إلى الماضى فتخلصنا من آثاره وآثامه وأوزاره.

لقد قامت الثورة وهدفها الأول القضاء على الاستعمار الأجنبى وأعوانه، وقد استطعنا أن نقضى عليهم، وبالأمس دق أخر مسمار فى نعش الاستعمار.

أيها المواطنون:

إن الأهداف التى قامت من أجلها هذه الثورة أهداف كبرى، وأهداف عظام؛ لأنها تعود إلى الماضى لتخلصنا منه، ونتجه إلى المستقبل لنبنى بناءاً قوياً شامخاً يتمتع فيه أبناء الوطن بالعزة والمساواة والكرامة.

وهذا لن يتأتى إلا إذا تخلصنا من الاستعمار وأعوانه، والظلم السياسى وآثاره، والظلم الاجتماعى، وأقمنا حياة اجتماعية عادلة يتمتع فيها جميع المواطنين بالفرص المتساوية.

أيها المواطنون:

لقد بدأنا اليوم نتجه إلى الطريق الصحيح، وإننا سنتخلص من الاحتلال بعد وقت قصير، وستشعر مصر لأول مرة أنه لا يوجد فيها جندى أجنبى أو محتل أو مغتصب أو مستعمر.

وأقول لكم إن هذه الاتفاقية التى تمت أمس اتفاقية تحقق جزءاً كبيراً من أهداف الوطن، ولا يوجد فيها تحالف عسكرى أو دفاع مشترك أو أى مساس بحقوقنا، ولأول مرة فى التاريخ توافق إنجلترا أن تخرج جميع قواتها المسلحة.

أيها المواطنون:

إن هذا لم يتحقق من أجل فرد أو أفراد، ولا بسبب فئة أو فئات، ولكنه تحقق لأن مصر تحققت فيها العزة القومية؛ ولأن شعب مصر ظهر قوياً متحداً متماسكاً مصمماً على أن ينال حقوقه كاملة.

لقد كافحنا فى الماضى وكافح آباؤنا ولم ننل شيئاً لأننا كنا متفككين، أما اليوم وقد تحققت كلمتنا وقويت عزيمتنا فتحقق الجلاء بفضلكم أنتم أيها الشعب.

أيها المواطنون:

فلنتجه إلى المستقبل.. فلنتجه إلى العمل، وعلى كل منكم أن يشعر أن أمامه عملاً مريراً، وكفاحاً كبيراً، وجهداً عظيماً؛ حتى نحقق أهداف الثورة.

أيها المواطنون:

لنترك الماضى بمآسيه، ولنتجه إلى الجد وإلى العمل وإلى المثابرة وإلى البناء من أجل إنشاء وطن حر قوى عزيز كريم، يتمتع فيه أبناء الوطن جميعاً بحياة عزيزة كريمة.

وإنى أريد أن أقول لا تأخذكم الفرحة أو النصر؛ فإن أمامنا عملاً مضنياً شاقاً، ولا تلتفتوا إلى تجار الوطنية وأعوان المستعمر.

يا إخوانى:

هذا واجبكم.. فتسلحوا بالوعى القومى والإيمان والقوة والعزم؛ حتى نحقق الحرية والعزة القومية فى الداخل، وحتى لا يكون بيننا مخادع أو مضلل، وفى الخارج؛ حتى لا تطمع فينا دولة أجنبية، وحتى يخرج أخر جندى أجنبى، فإننا حينما نكون أقوياء لن يتمكن أى مضلل أو مخادع أن يتسلل بيننا.

وسيكون لكم جيش قوى عزيز من إخوانكم وأبنائكم ليدافع عنكم، وليحمى مصر من غوائل المعتدين، وسنكون أقوياء، ولن نسمح للخونة بيننا؛ لأننا سندوسهم بالأقدام، والله يرعاكم ويحفظكم.

والسلام عليكم ورحمة الله.