أحمد رشاد يكتب: توظيف طاقات الشباب من أجل الجمهورية الجديدة

أحمد رشاد يكتب: توظيف طاقات الشباب من أجل الجمهورية الجديدة

للشباب القدرة والقوة والطاقـة والحيوية تؤهلهم إلى أن يعطوا من أعمالهم وجهودهم وعزمهم وصبرهم ثمرات ناضجـة للأمـة إذا ما ساروا على الطريق الصحيح المرسوم في اتجاه التنمية والتقدم، كما رأيناه خلال الفترة الماضية من قيادات شابة داخل كيانات مستلقة مثل كيان تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين التي تأسس عام 2018 عقب دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي لتنمية الحياة السياسية والتي أصبحت منصة حوارية بين الشباب من مختلف التيارات السياسية والتي من أهدافها تقوية الأحزاب المصرية وتنمية الكوادر السياسية، حيث انهم حريصين ان ألا يقتصر الحوار المجتمعي على ايدولوجية سياسية محددة أو أحزاب بعينها حتي اصبحوا قيادات تنفيذية وتشريعية واثبتوا قدرتهم على ذلك مما أدئ الى نجاح تجربة التمكين للشباب، حيث تعتبر مرحلة الشباب من أهم المراحل التي يمر فيها الفرد، حيث تبدأ شخصيته بالتبلور، وتنضج معالم هذه الشخصية من خلال ما يكتسبه الفرد من مهارات ومعارف، ومن خلال النضوج الجسماني والعقلي، والعلاقات الاجتماعية التي يستطيع الفرد صياغتها ضمن اختياره الحر،  وإذا كان معنى الشباب أول الشيء، فإن مرحلة الشباب تتلخص في أنها مرحلة التطلع إلى المستقبل بطموحات عريضة وكبيرة.

وتحرص القيادة السياسية على استهداف الشخصية الشبابية وصقل مهاراتهم وإكسابهم الخبرات العلمية والعملية وتأهيلهم لضمان تكيفهم السليم مع المستجدات وتدريب القيادات الشبابية في مختلف الميادين المجتمعية فهم الأكثر تقبلاً للتغيير، ومن هنا نستنتج أن عملية إشراك الشباب في صناعة القرار والمراكز القيادية في مختلف المجالات والمؤسسات ليس ترفيه أو منحة للفئة التي تمثل النسبة الأكبر في المجتمع فشباب مصر قادرون على الاندماج في كافة المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والرياضية والفنية والثقافية والنفسية والصحية.

وبالتالي فقد أصبح مفهوم تنمية الشباب من المفاهيم الشائعة والكثيرة الاستعمال سواء كان من خلال الحكومات وهيئاتها المختلفة، ولهذا أصبحت التنمية مفهوما منتشرا باعتبارها وسيلة تستطيع الدولة من خلالها مواجهة عوامل التطرف في المجتمع، فعليه يقع العبء الأكبر في دفع عجلة الإنتاج وتسيير دقة الأمور الحياتية اليومية وفضلا عن ذلك فأن الشباب يمثل الرأسمال البشري لأي مجتمع وتطوره وهو الارتقاء والتطور لهذا المجتمع في مدارج الحضارة والعلم.

وفي النهاية اؤكد بأن  الفرد هو الهدف الأساسي للتنمية فهو أيضا الوسيلة لتحقيقها التنمية فبدون تفاعل الفرد ومساهمته الفاعلة في تحقيق التنمية  لا يمكن إحداث التغيرات المنشودة  ومن أجل ذلك لا بد من أن يشعر الفرد في المجتمع بأنه جزء من عملية التنمية من حيث رسم السياسات ووضع الخطط حتي يكون لديه الحماس والحافز لتنفيذ ما يناط به لتحقيق أهداف التنمية وطالما أن مكاسب التنمية سيشعر بها الفرد في المجتمع من حيث تحسن سبل الحياة التي يعيشها أي توفير الحياة الكريمة له فذلك مدعاة لمساهمته المساهمة الفعالة في تحقيق أهدافها، وبما أن التنمية هي تغيرات هيكلية في المجتمع، ومع هذه الاختلافات بين النمو التنمية إلا أنهما يلتقيان في أن النمو والتنمية يهدفان في المقام الأول ويتفقان في ذات الوقت على الاتجاه والغاية والهدف.