سارة سراهي نجومو.. أول من أسست نقابة للتمريض في شرق افريقيا

سارة سراهي نجومو.. أول من أسست نقابة للتمريض في شرق افريقيا

بقلم/ كريبسو ديالو

 قبل وقت طويل من "اختراع" المنظمات غير الحكومية NGO'S المنوطة بالتكافوء الجندري بين الجنسين وحقوق المرأة والطفل، قد نجحت بالفعل في تحقيق تقدم بشكل واقعي حول هذه القضاياة في أيام ما قبل الاستقلال. سارة تعتبر من ضمن المئات من المناضلات غير النموذجييات والخارجات عن السائد، المعياري، عن القوالب الجاهزة الذين لم ينصفهم التاريخ، كان لها دور قوي في مقاومة الاستعمار البريطاني والتميز العنصري في كينيا، ودعمت حق التعليم والتصويت الإنتخابي للنساء، غير أنها شجعت الكينيات على تحرير أنفسهن من الممارسات التقليدية التي تؤثر على صحتهن (الختان والزواج في سن المبكر).
سارة أول امرأة أفريقية يُسمح لها بأداء واجبات التمريض في مستشفيات الإدارات الاستعمارية، بدأت نشاطها بتأسيس حملة ضد ختان الإناث في منطقة كيكويولاند، في أواخر الثلاثينيات وأوائل الأربعينيات، عملت في مستشفيات في مناطق نائية من شرق إفريقيا "كينيا، تنزانيا، اوغاندا" في هذه الفترة تم ارسال لها دعوة لحضور مؤتمرات عموم أفريقيا (Pan Africanism conferences) تقديراً لجهدها في توحيد القطاع الطبي في شرق افريقيا من أجل إقامة مستشفيات ميدانية لدعم الحركات الثورية، ومقاومة سياسات الإدارات الاستعمارية التعسفية التي تمارس بحق السكان المحليين من تميز له علاقة بتلقي الرعاية الصحية من أدوية ومستشفيات وجرعات التطعيم.
بعد الحرب العالمية الثانية ، انضمت إلى المجلس البلدي لنيروبي افتتحت مراكز للرعاية الاجتماعية وبدأت ببرامج توعية حول المرأة والطفل في المناطق السكنية ذات الدخل المنخفض في الحضر والريف.
عملت في المجلس الاستشاري الأفريقي بنيروبي من عام ١٩٤٩ إلى عام ١٩٥١م، في هذه الفترة نجحت في أن تنتزع مكتسبات للمرأة الكينية مثل حق التعليم والتصويت في المجالس المحلية، ومنح إجازة أمومة للعاملات الأفريقيات في جميع أنحاء البلاد، أصدرت بيان قانوني من أجل حقوق الأمومة والطفولة المبكرة.
علي المستوي الشخصي لها مواقف بطولية أيضا، حرضت المسميات لتصنيع دراجات لتجنب الركوب في الحافلات التي تتميز بالفصل العنصري، حيث كان يركب الأوروبيون على مقاعد منجدة في الأمام بينما كان الأفارقة لديهم مقاعد خشبية في الخلف، لقد حرضت على السماح للافارقة القادمين من الريف للعمل في المجلس بإقامة عائلاتهم في المدينة حيث تم بناء سكن موظفي المجلس في أماكن تثني الأفارقة عن إحضار عائلاتهم إلى المدينة.
بسبب نشاطها الثوري تم فصلها من المجلس الاستشاري الافريقي، شكلت رابطة النساء الأفريقيات AWL التي نجحت في ان تكون مظلة ضمت اغلب الكوادر النسائية الأفريقية النشطة في المجالس الإدارية الاستعمارية بكينيا لتصبح الرابطة أكثر استجابة لاحتياجات ومصالح الكينييات، لتحسين ظروف المعيشة والعمل للأفارقة، قوة ضاغطة من أجل إنهاء الحكم الاستعماري، لهذا كانت هذه الرابطة ثاني تنظيم بعد الماو ماو يربك الإدارة الاستعمارية في كينيا.
في ٢٠ أكتوبر ١٩٥٢م، اليوم الذي كانت فيه الرابطة النسائية تخطط لتجمع حاشد في نيروبي اقتحم ضباط من الشرطة البريطانية منزل "سارة"، وجدوها وهي ترضع طفلها، ألقوا بالصبي على الأرض واعتقلوها، في السجن تحت وطأة التعذيب ، رفضت شراء حريتها من خلال الاعتراف علي رفاقها او علي اماكن إختباء الماو ماو ، وكادت أن تموت من آثار التعذيب، أيضا نجت من العمل الشاق الذي كان تجبر عليه السجينات، مثل حفر الخنادق التي قتل فيها المئات من الكينيين/ان كان يتم دفنهم سرا في الغابات، أثناء وجود "سارة" في السجن ، علّمت زملائها النزلاء كيفية القراءة والكتابة ، وعالجت الحراس من الأمراض المنقولة جنسياً.
"سارة"، تم "الإفراج" عنها في عام ١٩٦٠م، ليس إلى نيروبي حيث كانت تعيش قبل الاعتقال ، ولكن بعد ١٢ شهرًا أخرى من القيود في قريتها كينو، حيث طُلب منها الحضور إلى معسكر الزعيم المحلي كل أسبوع، بعد تنفيذ مهلة الإختبار ، انخرطت سارة بعمق في النشاط السياسي وانتُخبت في مجلس إدارة الجناح النسائي لحزب (KANU) في يونيو ١٩٦٢م.
اخذت درجة الدكتوراة حول الجوانب المتعلقة بالعدالة الاجتماعية والجنسانية في المجتمعات الاشتراكية حيث سافرت الي كوبا والاتحاد السوفيتي والصين.
تم تهميش سارة في فترة ما بعد الاستعمار حول توزيع المناصب حيث أصبح من الواضح أن سياسات اهل الثقة عن المعرفة والمحسوبية واضحة كالشمس، كان هناك تنافس على المناصب في هياكل السلطة التي يهيمن عليها الذكور بشكل متزايد.
سارة تعتبر نموذج ثوري امتد بين الريف والحضر، بحب عميق للغاية لشعبها. لدرجة أنه خلال عمليات النقل الجوي للطلاب المنفيين في الستينيات ، قطعت رحلة إلى الشرق الأقصى لمساعدة الطلاب الكينيين الذين تقطعت بهم السبل في القاهرة.
توفيت سارة ساراهي، في ١٤ يوليو ٢٠٠٣ م، عن عمر يناهز ٩٠ عامًا وهي لا تملك شي من الدنيا سوي منزل صغير وبه اناءات طهي فارغة.