ضمن فاعليات اليوم الثاني من النسخة الخامسة لمنحة ناصر للقيادة الدولية

"منتدي ناصر الدولي": زيارة للمشاركين بمنحة ناصر للقيادة الدولية لمتحف الزعيم الراحل جمال عبدالناصر
ورشة عمل حول "التواصل الفعال" ضمن فعاليات اليوم الثاني من الدفعة الخامسة من منحة ناصر للقيادة الدولية
جلسة نقاشية حول " الأزمات وأساليب إدارتها ومعركة الوعي" في ختام فعاليات اليوم الثاني من منحة ناصر للقيادة الدولية
أعلن منتدي ناصر الدولي، في بيانا له، عن تنظيم زيارة إلى متحف الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، ضمن افتتاح فعاليات اليوم الثاني من النسخة الخامسة لمنحة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر للقيادة الدولية، التي يتم تنظيمها خلال شهر مايو الجاري تحت شعار "مصر والأمم المتحدة: 80 عامًا تمثيلاً لقضايا الجنوب العالمي"، برعاية كريمة من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، وبمشاركة نحو 150 شابًا وفتاة من القيادات الشبابية ذات التخصصات المتنوعة من مختلف دول العالم.
وأشار منتدي ناصر الدولي، في بيانه، إلي أن المشاركين في الدفعة الخامسة من منحة ناصر للقيادة الدولية، قد تفقدوا في مستهل زيارتهم لمتحف الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، جميع أرجاء ومحتويات المتحف، الذي يضم العديد من الأقسام والمعروضات التاريخية المهمة حيث بدأ الزوار جولتهم من المدخل وقاعة الاستقبال وهو المتحف، حيث تعرفوا على التصميم المعماري المميز للمبنى وصورته الحالية، ثم انتقلوا إلى استكشاف محتويات المتحف التي تعكس جوانب متعددة من حياة الزعيم الراحل، وشملت هذه الجولة الإطلاع على الأثاث الأصلي لمنزله، بما في ذلك غرفة الإجتماعات، وغرفة المعيشة، وغرفة المكتب، وغرفة النوم، بالإضافة إلى الصالون الرئاسي الذي كان شاهدًا على لحظات تاريخية مهمة. كما زاروا ركن منشية البكري، وهو أحد الأماكن الرمزية المرتبطة بالزعيم، واطلعوا على قاعة المقتنيات الخاصة التي تضم مجموعة فريدة من الوثائق والمقتنيات الشخصية، مثل : ملابسه الرسمية، وخطاباته الأصلية، وصوره الشخصية والعائلية، وكاميراته الفوتوغرافية، وأقلامه، والأوسمة والنياشين التي تقلدها، والهدايا التذكارية التي تلقاها من قادة وشعوب مختلفة خلال فترة حكمه، وقد أتاحت هذه الزيارة للمشاركين فرصة نادرة للتعرف عن كثب على تفاصيل دقيقة من حياة أحد أبرز القادة في التاريخ الحديث، بما يعزز من فهمهم لملامح القيادة والتأثير السياسي في مصر والعالم العربي.
وأضاف بيان منتدي ناصر الدولي، أنه قد عُقدت ندوة تثقيفية هامة للمشاركين في النسخة الخامسة من منحة ناصر للقيادة الدولية، وذلك على هامش زيارتهم لمتحف الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وجاءت الندوة تحت عنوان "حضور رغم الغياب"، حيث أدار فعالياتها الإعلامي عادل المحروقي بحضور كوكبة من الرموز الوطنية والدبلوماسية، في مقدمتهم معالي الوزير محمد فائق، وزير الشئون الإفريقية الأسبق وقائد حركة التحرر الإفريقي، ومعالي الوزير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق ورئيس المجلس المصري للشئون الخارجية، والسفير أحمد خفاجي، نائب مساعد وزير الخارجية للأمن الدولي، والمهندس عبد الحكيم جمال عبد الناصر، نجل الزعيم الراحل حيث استعرض الحضور في كلماتهم الأثر الإنساني والقيادي العميق للزعيم الراحل، مؤكدين أن جمال عبد الناصر لم يكن مجرد قائد سياسي، بل كان نموذجًا إنسانيًا متفردًا، يجسد مبادئ القيادة الحقيقية ويُعد قدوة تُحتذى في الإخلاص والكفاح من أجل الوطن والأمة كما أبرز المتحدثون دوره المحوري في دعم قضايا التحرر الإفريقي، مشددين على أن ناصر لم يكن زعيمًا لمصر فحسب، بل كان رمزًا لقارة بأكملها، حيث امتد تأثيره ليشمل شعوبًا عديدة ناضلت من أجل الحرية والاستقلال. كما أشاروا إلى إنجازاته الوطنية الكبرى، وعلى رأسها تأميم قناة السويس، الذي شكّل نقطة تحول تاريخية في مسيرة مصر نحو السيادة والكرامة الوطنية، وإنهاء التبعية والاستعما تمهيدًا لبناء دولة قوية ذات قرار مستقل، وأشاد الحضور بمنحة ناصر للقيادة الدولية التي تُنظم تحت رعاية السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، مؤكدين علي أنها تمثل أحد أدوات القوة الناعمة المصرية، وتجسيدًا عمليًا للدبلوماسية الحديثة التي تُسهم في بناء جسور من التعاون والشراكة بين شباب العالم، ومواجهة التحديات الراهنة عبر ترسيخ قيم الريادة، والإنتماء، والتواصل بين الشعوب.
وأكد منتدي ناصر الدولي، في بيانه، أنه قد تعرفت القيادات الشبابية المشاركة في النسخة الخامسة من منحة ناصر للقيادة الدولية، خلال زيارتهم لمتحف الزعيم الراحل جمال عبد الناصر بمنطقة منشية البكري بشرق القاهرة، على هذا الصرح التاريخي الذي يجسد حقبة مهمة من تاريخ مصر والأمة العربية، ويُخلد ذكرى أحد أبرز القادة في العصر الحديث حيث يعد المتحف شاهدًا حيًا على مسيرة الزعيم، حيث كان في الأصل منزله الخاص الذي عاش فيه مع أسرته، وعقب وفاته، تم تخصيص المنزل لإقامة أسرته بناءً على مرسوم حكومي، وظل كذلك إلى أن آلت ملكيته إلى الدولة المصرية مجددًا بعد رحيل زوجة الزعيم حتي صدور قرار رئاسي بتحويل المنزل إلى متحف يروي سيرة الزعيم الراحل، وينقل للأجيال القادمة مشاهد من مسيرته السياسية والإنسانية، وقد انتقلت ملكية المنزل إلى قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة، الذي تولى مهمة تطويره وتأهيله ليصبح متحفًا عصريًا يحفظ التاريخ ويعرضه بأسلوب ثقافي وفني راقٍ، وافتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي المتحف رسميًا في 28 سبتمبر 2016، بالتزامن مع الذكرى السادسة والأربعين لوفاة الزعيم جمال عبد الناصر، التي توافق الثامن والعشرين من سبتمبر عام 1970، ليكون هذا المتحف نافذة يطل منها الزوار على تاريخ قائد أسهم بشكل كبير في تشكيل الوعي القومي العربي وقيادة حركات التحرر الوطني في العالم.
وأوضح منتدى ناصر الدولي، في بيانه، أنه في ختام زيارتهم إلى متحف الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، حرص المشاركون في النسخة الخامسة من منحة ناصر للقيادة الدولية على التقاط مجموعة من الصور التذكارية، تعبيرًا عن سعادتهم البالغة بوجودهم في هذا الصرح التاريخي الذي يجسد حياة ومسيرة أحد أعظم القادة في التاريخ الحديث حيث سادت أجواء من التأثر والفخر بين المشاركين الذين عبّروا عن احترامهم العميق لتاريخ مصر، وتقديرهم الكبير للدور الوطني والقومي الذي لعبه الزعيم الراحل، ليس فقط على مستوى مصر أو العالم العربي، بل على صعيد الإنسانية جمعاء مؤكدين علي أن شخصية جمال عبد الناصر تمثل نموذجًا فريدًا للقائد الملهم، الذي حمل هموم شعبه وأمته، ودافع عن قضايا العدالة والكرامة والاستقلال، وكان له تأثير بالغ في تشكيل مسار الحركات التحررية في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية. كما أبدى المشاركون إعجابهم بطريقة عرض المقتنيات وتنظيم المتحف، معتبرين أن هذه الزيارة كانت بمثابة رحلة معرفية وإنسانية عميقة، أضافت لهم الكثير من الوعي بتاريخ مصر الحديث، ورسّخت فيهم الإيمان بقيمة القيادة الواعية والمرتبطة بقضايا الشعوب وطموحاتهم المشروعة.
وصرح منتدى ناصر الدولي، أن فعاليات اليوم الثاني من منحة ناصر للقيادة الدولية في نسختها الخامسة، قد تضمنت أيضًا تنظيم ورشة عمل متخصصة حول مهارات التواصل الفعال، تم خلالها التطرق إلى عدد من المحاور المهمة، منها: حواجز ومعوقات التواصل، وأدوات ومهارات التواصل الفعال، ومهارات الإنصات الفعال، إلى جانب تسليط الضوء على مفهوم المرونة وتأثيره المباشر على جودة التواصل مشيرًا إلي أنه قد تم تنفيذ الورشة من خلال أنشطة تفاعلية متنوّعة اعتمدت على المشاركة الجماعية، والنقاش المفتوح، والعصف الذهني، والتمثيل، واستعراض التجارب الشخصية، بهدف تحفيز التفكير الإبداعي وتعزيز التفاعل بين المشاركين حيث قاد هذه الورشة فريق متميز من الميسّرين ضم نخبة من خريجي الدفعات السابقة للمنحة، وهم: الدكتور أحمد مختار خريج الدفعة الثانية، والدكتور باسم المغربي خريج الدفعة الثالثة، والدكتورة رشا حسين خريجة المدرسة الأفريقية، والدكتورة رجاء مجدي خريجة الدفعة الرابعة، إلى جانب الدكتورة إنجي علي، مدير مبادرة كُن سفيرًا بالمعهد القومي للحوكمة والتنمية المستدامة، وقد حرص هذا الفريق التدريبي بخبراته الواسعة والمتنوعة على دعم أهداف المنحة والمساهمة الفاعلة في تمكين المشاركين من تطوير مهاراتهم القيادية والشخصية، وتعزيز قدراتهم في بيئة دولية متعددة الثقافات تسهم في بناء قادة شباب أكثر وعيًا وتأثيرًا.
وحسب بيان منتدي ناصر الدولي، فقد اختُتمت فعاليات اليوم الثاني من منحة ناصر للقيادة الدولية في نسختها الخامسة، بجلسة نقاشية حملت عنوان "الأزمات وأساليب إدارتها ومعركة الوعي"، بحضور الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، استضافت فيها اللواء أركان حرب الدكتور سمير فرج المفكر والخبير الاستراتيجي والعسكري، وأدارتها الإعلامية هايدي عبد الرزاق، التي شددت في كلمتها على أهمية بناء الوعي الحقيقي والفهم الصحيح لما يدور حولنا من تحديات وأزمات، وضرورة التعامل معها بأسلوب علمي يستند إلى ترسيخ الاصطفاف الوطني وتماسك الجبهة الداخلية، خاصة في ظل الأزمات الدولية غير المسبوقة التي تواجه مختلف دول العالم.
ومن جانبه أعرب اللواء سمير فرج، في مستهل كلمته خلال الجلسة الختامية من فعاليات اليوم الثاني من منحة ناصر للقيادة الدولية في نسختها الخامسة، عن سعادته بهذه الفرصة للتواجد والتحدث إلى القيادات الشبابية المشاركة في المنحة، والممثلين لأكثر من قارة، وبشكل خاص الضيوف الأعزاء من قارة غالية على مصر، وهي القارة الإفريقية، مؤكدًا أن مصر تُعد قلب إفريقيا. وأشار "فرج" إلى أن علاقات مصر بدول القارة تعود إلى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، حيث كانت وما زالت تربطها بالدول الإفريقية إتصالات وعلاقات وطيدة موضحًا أهمية موضوع الجلسة حول الأزمات الدولية، لما له من دور في رفع وعي الشباب بإطلاعهم على ما يجري سواء في بلدانهم أو على الساحة الدولية، مؤكدًا أن ما يحدث في العالم يهم الشباب بالدرجة الأولى، لأنه سيؤثر بشكل مباشر في مستقبلهم ومستقبل الكوكب، حيث لم تعد هناك دولة في العالم لا تواجه أزمة ما.
واستعرض "فرج"، في كلمته، عددًا من النقاط المهمة، بدأها بالتطرق إلى تاريخ الأزمات العالمية، مشيرًا إلى أن أول أزمة شهدها العالم كانت أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962، والتي كادت أن تؤدي إلى حرب نووية شاملة. وقد أدت هذه الأزمة إلى زيادة الاهتمام بعلم إدارة الأزمات وطرق التعامل معها، وتطوير سيناريوهات مختلفة للاستجابة لها، حتى بات من الضروري أن تمتلك كل دولة، بل وكل وزارة مركزًا لإدارة الأزمات استعدادًا للتعامل مع أي طارئ مشيرًا إلى أن معركة بيرل هاربر البحرية جاءت لاحقًا لتشكل نقطة تحول، تلاها قرار البرلمان الياباني عقب نهاية الحرب العالمية الثانية بعدم دخول اليابان أي حروب مستقبلية إلا أن الواقع تغيّر بعد خمسين عامًا، حين أصبحت اليابان واحدة من أكبر سبع اقتصادات في العالم، محققة تقدمًا مذهلًا في التعليم والدخل الفردي من خلال الاستثمار في العقل البشري والتكنولوجيا إلا أنها فوجئت بدخول روسيا إلى جزر الكوريل، الأمر الذي دفع اليابان للاحتجاج على الحشد العسكري الروسي، خاصة وأن الجزر لا تزال تحت السيطرة الروسية حتى اليوم مما دفع هذا الموقف اليابان إلى تطوير جيش قوي وتوظيف التقدم التكنولوجي في إنشاء قواعد عسكرية، ليكون الدرس المستفاد من هذه الأزمة أن أي قوة اقتصادية، سواء كانت طبيعية أو صناعية، لا بد أن تحميها وتؤمنها قوة عسكرية.
كما تطرق اللواء أركان حرب سمير فرج المفكر والخبير الاستراتيجي والعسكري، خلال كلمته في الجلسة الختامية من فعاليات اليوم الثاني من منحة ناصر للقيادة الدولية، إلى عدد من التوترات التي تمثل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي المصري، بالإضافة إلي تناول الأزمة المتصاعدة بين الصين وتايوان، مشيرًا إلى أنه كانت هناك مؤشرات تنذر بأزمة وشيكة مما أستدعي تايوان إلي عقد مؤتمر يضم خبراء متخصصين قد حضره كخبير في هذا المجال من أجل دراسة أبعاد هذه التوقعات، والتساءل عن إمكانية وصول المد الإسلامي المتطرف إلى تايوان، وكيفية حدوث ذلك في مجتمع يشكل فيه الهندوس 60%، والمسلمون والأقباط 10% لكل منهما، في حين أن النسبة المتبقية هي بلا انتماء ديني.
وتناول "فرج" في كلمته، أيضًا الأزمة الإيرانية، مؤكدًا أن امتلاك إيران للسلاح النووي يشكل تهديدًا إقليميًا خطيرًا، وأنها تحتل حاليًا المرتبة 17 عالميًا في القوة العسكرية التقليدية، مشيرًا إلى أن الترسانة النووية العالمية التي يعرفها بـ"النادي النووي" تتصدرها روسيا موضحًا أن المفاوضات النووية مع إيران تهدف إلى منعها من امتلاك سلاح نووي وتقليص قدراتها في مجال الصواريخ الباليستية، وأشار إلى أن أكثر دولة تعارض امتلاك إيران لهذا السلاح هي إسرائيل. كما استعرض التغيرات الجذرية التي أحدثها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في النظام العالمي، والدور الذي لعبه في إشعال أزمات متعددة والتأثير على الثورات المختلفة، إلى جانب الأزمة الأوكرانية، ودور حلف الناتو، وموقع كل من روسيا والصين في المشهد الدولي. وتوقف عند مبادرة "الحزام والطريق" الصينية، مؤكدًا أن الصين بحلول عام 2030 ستصبح القوة الاقتصادية الأكبر في العالم، داعيًا إلى تعزيز معركة الوعي في مواجهة هذه التحولات الجيوسياسية الكبرى.
وتحدث اللواء سمير فرج، في ختام كلمته خلال الجلسة الختامية من فعاليات اليوم الثاني من منحة ناصر للقيادة الدولية، عن تطور أنماط الحروب التقليدية، بدءًا من حروب الأجيال الأول والثاني والثالث، التي كانت تهدف إلى إسقاط أنظمة الحكم، وتدمير القدرات العسكرية للدولة، وفرض الإرادة السياسية وصولًا إلى الاستسلام الكامل، ثم أعقبها ظهور الحروب بالوكالة موضحاً أن هذه الحروب التقليدية تطورت إلى ما يُعرف بحروب الجيلين الرابع والخامس، والتي تمثل فكرًا جديدًا في الصراع، يتميز بغياب الخسائر البشرية المباشرة، وانخفاض التكلفة مقارنة بالحروب التقليدية، مع تجنّب التورط أمام المجتمع الدولي حيث هدفت هذه الحروب إلى تفكيك مفاصل الدولة بكامل عناصرها، من خلال مجموعة من الأساليب، منها: الإرهاب، والحرب النفسية، ونشر الإشاعات، وبث الفوضى الإدارية، ونشر الفساد، واستغلال الانقسامات العرقية والقبلية، والتفرقة القومية والدينية، وإبراز ضعف الدولة في إدارة شؤونها، فضلًا عن استغلال قضايا الانحراف الأخلاقي والمجتمعي، واختتم "فرج" كلمته بتناول أساليب التصدي لهذه الحروب الحديثة، والتي تتضمن: نشر الوعي، وحرص الدولة على الشفافية في عرض الحقائق، ووضع خطة إعلامية شاملة، ووضع خطة مضادة للحرب النفسية، والتركيز على فئة الشباب في المرحلة المقبلة، وتوظيف القوى الناعمة لتصحيح المفاهيم والرد على حملات التشكيك، إلى جانب تعزيز التعاون الإقليمي والدولي لمواجهة هذه التحديات.
وطرح المشاركون في النسخة الخامسة من منحة ناصر للقيادة الدولية، في ختام الجلسة الحوارية، عددًا من الأسئلة التي أجاب عنها اللواء أركان حرب سمير فرج، وتناولت قضايا متنوعة أبرزها: الحروب المتصاعدة في العالم، والأزمة السودانية، وإمكانية تشكيل تحالف عسكري عربي موحد لمواجهة الأزمات، ومدى تغير موازين الهيمنة الغربية، وآليات تعامل الدولة المصرية مع الأزمات المتعددة. كما تطرقت الأسئلة إلى كيفية تمكين الدول العربية من تحقيق السيادة المعلوماتية من خلال إنتاج المعرفة بدلاً من استهلاكها فقط، إلى جانب التحديات المتعلقة بحروب الجيلين الرابع والخامس. وأكد فرج في إجاباته أن العالم اليوم يعيش في "عصر الأواني المستطرقة"، حيث تؤثر الأزمات في دولة ما على باقي دول العالم، مشيرًا إلى أهمية السيطرة على تصاعد الأزمات لتجنب اتساع رقعتها. وبشأن الأزمة السودانية، وصفها بأنها صراع على السلطة، وشدد على أن مصر تقف إلى جانب الجيش السوداني، وتدعو الشعب السوداني للوقوف ضد محاولات اغتصاب السلطة، مؤكدًا علي ضرورة اتخاذ موقف مبدئي يدعم الحق دون الانجرار خلف الأحداث. وأشار "فرج" إلى أمله في اتحاد الدول العربية في قوة موحدة وجيش واحد قادر علي التصدي لأي تهديد حتى وإن بدأنا من المدخل الاقتصادي، مضيفًا: "لو كنا متحدين، فلن يجرؤ أحد على مواجهتنا". وعبّر عن رفضه امتلاك إيران للسلاح النووي، مشيرًا إلى أن الاقتصاد أصبح أداة ضغط تستخدمها الدول الغنية لفرض هيمنتها على الدول الفقيرة.
ومن جانبه قال الباحث الانثروبولوجي حسن غزالي مؤسس منتدي ناصر الدولي، أن النسخة الخامسة من منحة ناصر للقيادة الدولية تستهدف التركيز على نقل التجربة المصرية العريقة في رسوخ وبناء المؤسسات الوطنية، وتعزيز الحوار الشبابي على المستوي الأممي، ودور المرأة والشباب في السلم والأمن والتطوع، وتسليط الضوء على قضايا الشباب، وقضايا الجنوب العالمي وتعاون الجنوب جنوب، وتوعية الشباب بدور الأمم المتحدة وتأثيرها على قضايا الجنوب، وإبراز دور الجنوب العالمي في دعم القضايا المحورية للدول النامية وتعزيز العدالة الدولية.
وأضاف مؤسس منتدي ناصر الدولي، أن منحة ناصر للقيادة الدولية تُعد منصة رائدة لتأهيل جيل جديد من القادة الشباب على المستويين الإقليمي والدولي، وأن النسخة الخامسة من المنحة تأتي في إطار التزام مصر الدائم بدعم قضايا الجنوب العالمي، وتعزيز الحوار بين الثقافات، ونقل الخبرات التنموية والتجارب الرائدة في مجالات القيادة والإدارة والعمل المجتمعي.
وجدير بالذكر أنه قد تم تنفيذ الدفعة الأولى من منحة ناصر للقيادة، في يونيو ٢٠١٩ تحت رعاية رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، استكمالًا لجهود الدولة المصرية في تعزيز دور الشباب الإفريقي بواسطة التدريب والتأهيل والتمكين في مختلف المناصب القيادية، وقيام الدولة المصرية بدورها في تأهيل وتمكين الشباب الإفريقي، وفى إطار دعوة الرئيس السيسي لتنفيذ مبادرة الاتحاد الإفريقي ٢٠٢١ لإعداد مليون شاب للقيادة، التي تم إطلاقها خلال فعاليات منتدى شباب العالم في نسخته الثانية ٢٠١٨ ونسخته الثالثة ٢٠١٩؛ كما تم تنفيذ النسخ الثانية والثالثة والرابعة من منحة ناصر للقيادة الدولية في يونيو من أعوام ٢٠٢١ و ٢٠٢٢ و ٢٠٢٣ تحت رعاية كريمة من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية.