منتدى ناصر الدولي: شباب العالم بين عبق تاريخ القوات الجوية وسحر صوت أم كلثوم

منتدى ناصر الدولي: شباب العالم بين عبق تاريخ القوات الجوية وسحر صوت أم كلثوم
منتدى ناصر الدولي: شباب العالم بين عبق تاريخ القوات الجوية وسحر صوت أم كلثوم
منتدى ناصر الدولي: شباب العالم بين عبق تاريخ القوات الجوية وسحر صوت أم كلثوم
منتدى ناصر الدولي: شباب العالم بين عبق تاريخ القوات الجوية وسحر صوت أم كلثوم
منتدى ناصر الدولي: شباب العالم بين عبق تاريخ القوات الجوية وسحر صوت أم كلثوم

تحت رعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي وبالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة 

"منتدي ناصر الدولي": زيارة إلي متحف القوات الجوية في افتتاح فعاليات اليوم الثامن من منحة ناصر للقيادة الدولية 

شباب ٨٠ دولة المشاركون في منحة ناصر للقيادة الدولية ينبهرون بزيارتهم لمتحف القوات الجوية المصرية 

ورشة عمل حول "الدبلوماسية الشعبية" ضمن فعاليات اليوم الثامن من الدفعة الخامسة من منحة ناصر للقيادة الدولية 

منتدي ناصر الدولي: احتفالية بمناسبة مرور ٥٠ عاما علي رحيل "أم كلثوم" في ختام فعاليات اليوم الثامن من الدفعة الخامسة من منحة ناصر للقيادة الدولية 


أعلن منتدي ناصر الدولي، في بيان له، عن زيارة الوفود الشبابية المشاركة في النسخة الخامسة من منحة ناصر للقيادة الدولية، إلي متحف القوات الجوية، وذلك في افتتاح فعاليات اليوم الثامن من المنحة التي تنظم خلال الشهر الجاري تحت رعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، وبالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة، تحت شعار: "مصر والأمم المتحدة: ٨٠ عامًا تمثيلاً لقضايا الجنوب العالمي"، بحضور اللواء إسماعيل الفار مساعد أول وزير الشباب والرياضة لشئون الشباب والعلاقات الحكومية، واللواء أركان حرب مجدي دويدار مدير متحف القوات الجوية المصرية، واللواء محمد حمودة نائب مدير متحف القوات الجوية المصرية، والدكتور بسام الشماع المؤرخ وعالم المصريات، وبمشاركة نحو ١٥٠ شابًا وفتاة من القيادات الشبابية من ٨٠ دولة حول العالم، يمثلون تخصصات تنفيذية متنوعة، إلى جانب نخبة من الشباب المؤثرين والفاعلين في مجتمعاتهم.

وأضاف بيان منتدي ناصر الدولي، أنه قد تعرف المشاركون في الدفعة الخامسة من منحة ناصر للقيادة الدولية أثناء زيارتهم إلي متحف القوات الجوية، علي مكونات المتحف وقاموا بجولة داخلية شاملة. وتعرفوا خلالها على تاريخ نشأة الطيران في العالم، بدءًا من صور الطائر في المقابر الخاصة بالمصريين القدماء، مرورًا بمحاولة عباس بن فرناس، وصولًا إلى التطور الحديث للطيران. كما اطلعوا على تاريخ السلاح الجوي الملكي، وشراء أول طائرة من إنجلترا عام ١٩٣٢، وصناعة أول طيارة حربية في عهد جمال عبد الناصر ١٩٦٥، وكيفية هروب الطيار من الطائرة، ونشأة وتاريخ القوات الجوية المصرية، ودورها في الحروب المختلفة بداية من حرب ١٩٤٨ وحتى نصر أكتوبر ١٩٧٣، إضافة إلى تضحيات القوات الجوية ومسيرة تطويرها. وتطور زي الضباط منذ عام ١٩٨٢ وحتى اليوم، إلى جانب مشاهدة صور نادرة لقادة القوات الجوية منذ تأسيسها، والأوسمة التي حصلوا عليها، وتوثيق مشاركتها في الحروب المختلفة. كما تعرف المشاركون على محتويات حقيبة الإعاشة، والطائرات المقاتلة، ودور القوات الجوية في حرب الاستنزاف، والإحصائيات النهائية لحرب أكتوبر، وتطور الطائرات الهليكوبتر، ومعركة العبور والنصر.

وأوضح منتدي ناصر الدولي، في بيانه، أنه قد شملت أيضًا زيارة المشاركون في منحة ناصر للقيادة الدولية بنسختها الخامسة إلي متحف القوات الجوية، تفقد غرفة تلقين الطيارين، ومشاهدة نموذج لغرفة عمليات حرب أكتوبر، والدخول إلى قاعة شهداء القوات الجوية التي تحتوي علي أسماء وصور شهداء مصر،
بالإضافة إلى زيارة الورشة الفنية للأطفال، وقاعة المجد، في ختام الجولة، وهي القاعة الرئيسة بالمتحف، حيث شاهدوا عرضًا لفيلم تسجيلي بعنوان "درع وسيف" تناول حرب أكتوبر ١٩٧٣ المجيدة، والذي يحكي تاريخ القوات الجوية وقادتها، والمعارك والإنتصارات التي حققتها، ودور القوات المسلحة خلال حرب أكتوبر ١٩٧٣، وشرح مفصل للطائرات المصرية وأسلوب الهجوم. كما تعرّف المشاركون على معركة "المنصورة الجوية"، التي استمرت لمدة ٥٣ دقيقة، وتُعد أكبر وأطول معركة جوية في التاريخ الحديث بعد الحرب العالمية الثانية، والتي منها أصبح يوم ١٤ أكتوبر عيدًا سنويًا للقوات الجوية المصرية.

وألتقي اللواء طيار أركان حرب مجدي دويدار مدير متحف القوات الجوية، بالمشاركين في النسخة الخامسة من منحة ناصر للقيادة الدولية، خلال زيارتهم إلى متحف القوات الجوية، حيث رحّب بجميع المشاركين في المنحة من مختلف الجنسيات، متحدثاً عن الضربة المصرية الأولي للقوات الجوية، وأوضح الفرق بين الطائرات المصرية وطائرات العدو آنذاك، وأكد علي أنه قد نجحت مصر في عبور القناة، بعد أن سيطرت علي المجال الجوية، كما أوضح أن ما تم عرضه في قاعة المجد هو مجرد نموذج مصغر لما تقوم به القوات الجوية المصرية بصفة خاصة، والقوات المسلحة المصرية بصفة عامة.

ومن جانبه استعرض الدكتور بسام الشماع المؤرخ وعالم المصريات، للمشاركين في الدفعة الخامسة من منحة ناصر للقيادة الدولية أثناء زيارتهم إلي متحف القوات الجوية، لمحات من التاريخ المصري والحضارة المصرية القديم. كما أوضح "الشماع" للمشاركين أن الهرم المدرج أقدم هرم تم بناءه، ثم انتقل إلي بناء الأهرامات الثلاثة وأشار إلي المهندسين الذي قاموا ببنائه، وتوازي الأهرامات مع النجوم في حزام أورايم. 

وعلي حسب بيان منتدي ناصر الدولي، فقد اختُتمت فعاليات زيارة المشاركين في منحة ناصر للقيادة الدولية بنسختها الخامسة إلى متحف القوات الجوية بتفقد منطقة المعرض المفتوح، التي تضم طائرات حربية حقيقية ونماذج من طائرات القوات الجوية المصرية، حيث تعرّفوا على تاريخ استخدامها وبلد منشأ كل طائرة، إلى جانب الإطلاع على جميع أنواع الطائرات المقاتلة والحروب التي شاركت فيها. كما شملت الجولة القيام بجولة داخل مجسم لطائرة مجهزة بشاشات عرض، قُدِّم خلالها فيلم جوي عن فريق الألعاب الجوية المصري، في تجربة تفاعلية مميزة، وقد أعرب المشاركون في منحة ناصر للقيادة الدولية، عن فخرهم وإعجابهم بما شاهدوه في متحف القوات الجوية، وما استمعوا إليه من شروحات حول التجهيزات العسكرية وما تعرفوا عليه من تاريخ مشرف للقوات الجوية المصرية يدعو للفخر والاعتزاز. ووجّه المشاركون الشكر لأبطال القوات المسلحة المصرية الذين شاركوا في نصر أكتوبر المجيد، وأعادوا كرامة المصري وكرامة المواطن العربي، مشيدين ببراعة وعبقرية الجندي المصري واحترافية القوات المسلحة المصرية. وأكدوا أن ما لمسوه خلال الزيارة يعكس جهدًا إنسانيًا عظيمًا يُبذل من أجل حفظ التاريخ وصونه للأجيال القادمة، ويعزز الشعور بالانتماء والاعتزاز بالوطن. كما ثمّنوا الدور الكبير للقوات المسلحة في حماية الوطن وتقديم نموذج يُحتذى به في التضحية والولاء.

ومن ناحيته أوضح حسن غزالي، مؤسس منتدي ناصر الدولي، أن زيارة متحف القوات الجوية المصرية تأتي في إطار تعريف المشاركين في المنحة بتاريخ القوات الجوية المصرية حتى الحرب الحالية ضد الإرهاب مؤكداً علي أن هذه الزيارة تُعد فرصة لتعزيز الوعي بالتاريخ المصري المجيد، وتعريف الشباب من مختلف الجنسيات بالدور المحوري الذي تقوم به القوات الجوية في حماية الوطن وصون مقدساته. وأشار "غزالي" إلى أن القوات المسلحة المصرية كانت ولا تزال مصدر فخر لكل المصريين، ودرعًا حصينًا يحمي الوطن من المؤامرات التي تُحاك ضده في الداخل والخارج. كما أكد أن هذا النوع من الزيارات يُعزز من قيم الإنتماء والولاء، ويُسهم في بناء وعي قيادي مستنير لدى شباب العالم.


ورشة عمل حول "الدبلوماسية الشعبية" ضمن فعاليات اليوم الثامن من الدفعة الخامسة من منحة ناصر للقيادة الدولية 


أعلن منتدى ناصر الدولي، عن استكمال فعاليات اليوم الثامن من منحة ناصر للقيادة الدولية في نسختها الخامسة، التي يتم تنظيمها خلال شهر مايو الجاري تحت شعار "مصر والأمم المتحدة: 80 عامًا تمثيلاً لقضايا الجنوب العالمي"، بتنظيم ورشة عمل متخصصة تحت عنوان "الدبلوماسية الشعبية"، وأدار الورشة فريق متميز من الميسرين، ضم نخبة من خريجي منحة ناصر للقيادة الدولية والمدرسة الإفريقية، ممن يتمتعون بخبرات واسعة في مجالاتهم، هم: الدكتور أحمد مختار استشارى السياسات العامة والمناصرة بمركز المعلومات ودعم القرار بالمجلس الثقافى البريطانى وخريج الدفعة الثانية لمنحة ناصر للقيادة الدولية، والدكتورة رجاء مجدي أستاذ مساعد بكلية الصيدلة جامعة الأهرام الكندية وخريجة الدفعة الرابعة لمنحة ناصر للقيادة الدولية، والدكتور باسم المغربي مدرس العلوم السياسية والإدارة العامة جامعة قناة السويس وخريج الدفعة الثالثة لمنحة ناصر للقيادة الدولية، والدكتورة رشا حسين السيد العضو الفني بمكتب وزير السياحة والآثار وخريجة المدرسة الأفريقية ٢٠٦٣. وقد ساهم هذا الفريق بخبراتهم المتنوعة في دعم أهداف المنحة، ومساعدة المشاركين على تطوير مهاراتهم ومعارفهم.

 وأشار منتدى ناصر الدولي، في بيانه ، إلي أنه خلال ورشة العمل التي نظمت ضمن فعاليات اليوم الثامن من النسخة الخامسة من منحة ناصر للقيادة الدولية، تم استعراض مفهوم الدبلوماسية الشعبية وأنواعها المتعددة، سواء الرياضية أو الثقافية أو العلمية أو الشبابية، وهل الدبلوماسية فن أو علم، وما تعتمد عليه الدبلوماسية بين الدول، وبين الأفراد العاديين، ثم تطرقوا إلي أنواع الدراسات الدبلوماسية الحديثة، والفرق بين الدبلوماسية العامة أو الشعبية والدبلوماسية التقليدية، وذلك من خلال أنشطة تفاعلية تهدف إلى تعزيز الفهم العملي لتلك الأشكال من الدبلوماسية. كما تضمنت ورشة العمل مناقشة مجموعة من القضايا العالمية الراهنة التي تمس الأمن والاستقرار الإنسان في إطار ترسيخ مفاهيم السلام والتنمية المستدامة مما أسهم في تعزيز مهاراتهم في الحوار والتفاوض والتواصل بين الثقافات حيث تم تنفيذ نماذج محاكاة لعدد من المؤسسات الدولية من خلال تقسيم المشاركين لأربع مجموعات تضمنت 4 موضوعات، ويمثلون محاكاة لأربع منظمات، وهم (وقف الحرب ونشر السلام "جامعة الدول العربية"، المناخ لحماية الكوكب "الأمم المتحدة"، أزمة اللاجئين حول العالم " الاتحاد الأفريقي، حماية التراث "اليونيسكو")، بهدف التعرض لنماذج الدبلوماسية الشعبية وتتمثل في (رياضي، علمي، مناخي، ثفافي)، واستعرضت كل مجموعة ما توصلت إليه من خلال تصوير فيديو مدته دقيقتين.

وصرح الباحث الإنثروبولوجي حسن غزالي مؤسس منتدى ناصر الدولي، أن ورشة "الدبلوماسية الشعبية" تعكس إحدى الركائز الأساسية في برنامج منحة ناصر للقيادة الدولية، لما تحمله من أهمية كبيرة في تعزيز فهم الشباب لأدوارهم الحيوية في بناء الجسور بين الشعوب، وتوسيع آفاق التواصل الحضاري والثقافي بين الدول. فهي لا تكتفي بتقديم المفاهيم النظرية حول الدبلوماسية غير الرسمية، بل توفر مساحة تفاعلية عملية تُنمّي لدى المشاركين مهارات الحوار، والتفاوض، والعمل الجماعي، مما يجعلهم أكثر قدرة على تمثيل بلدانهم بصورة مشرفة في المحافل الدولية.
 

منتدي ناصر الدولي: احتفالية بمناسبة مرور ٥٠ عامًا علي رحيل "أم كلثوم" في ختام فعاليات اليوم الثامن من الدفعة الخامسة من منحة ناصر للقيادة الدولية 

وأوضح منتدى ناصر الدولي، في بيانه، أنه في ختام فعاليات اليوم الثامن من منحة ناصر للقيادة الدولية بنسختها الخامسة، قد تم تنظيم احتفالية خاصة بإرث سيدة الغناء العربي "أم كلثوم"، وذلك بمناسبة مرور خمسين عاماً على رحيلها، بالتعاون مع مشروع حفظ الذاكرة "القاهرة عنواني" بإقامة لقاء من سلسلة عروض أرواح في المدينة تحت عنوان: "أم كلثوم: خمسون عاماً من الحضور" قدمها الكاتب و الباحث محمود التميمي، وبحضور حسن غزالي مؤسس منتدى ناصر الدولي. وجاءت هذه الفعالية تقديرًا لمكانة أم كلثوم الاستثنائية في الوجدان العربي، ولتسليط الضوء على استمرار تأثيرها الفني والثقافي رغم مرور عقود على غيابها الجسدي.

وفي بداية كلمته خلال الاحتفالية، التي نظمت في ختام فعاليات اليوم الثامن من منحة ناصر للقيادة الدولية بنسختها الخامسة، أوضح الصحفي والباحث محمود التميمي، أنها المرة التاسعة التي يقدم فيها عرض " ٥٠ عاما من الحضور " خلال هذا العام احياءً لذكرى أم كلثوم، تأكيداً على استمرارية الاهتمام والتأثر بفنها. ويأتي ذلك بعد أن استحدث تقليد سنوي احتفالاً بعيد ميلاد أم كلثوم كل عام، واستعرض في الجلسة حياة أم كلثوم منذ صغرها إلي رحيلها ، وبعض من قصص جمهور أم كلثوم، ومناقشة بعض المقالات والتحقيقات التي نشرت في الجرائد عن أم كلثوم، وعرض افلام تسجيلية عن أم كلثوم تنقل تفاصيل في حياتها، ولمحة عن مساعدتها للجيش المصري في مرحلة إعادة بناء القوات المسلحة و حرب الاستنزاف و علاقتها الخاصة بالزعيم جمال عبد الناصر ، كما استعرض مجموعة نادرة من الصور لها و علق على بعضًا من حفلاتها الموسيقية.

وأشار "التميمي" إلي أن تاريخ وفاة أم كلثوم هو 3 فبراير 1975، إلا أن فكرة الإحتفال لا ترتبط بالذكرى السنوية للرحيل فحسب، بل تنطلق من مفهوم "الحضور رغم الغياب"، حيث لا تزال أعمالها خالدة في الوجدان العربي. تحدث عن حفلاتها الشهرية التي كانت تُعد بمثابة عيد فني ينتظره العالم العربي بأكمله، مستعرضًا مقطع فيديو مؤثراً يروي قصة شخصية أثناء ركوبه سيارة أجرة مع سائق يُدعى سيد، وجده مندمجًا في الإستماع لأغاني أم كلثوم دون غيرها، واصفًا إياها بأنها "ملكة الإحساس الراقي"، في دليل حي على عمق تأثيرها عبر الأجيال. وأكد الصحفي محمود التميمي، علي استمرار حضور أم كلثوم بعد أجيال من رحيلها، مشيرًا إلى أن جمهورها كانوا ليس مجرد مستمعين، بل حضور حي في البشر، يمثل أطياف المجتمع المختلفة. واستعرض محطات من طفولة كوكب الشرق ورحلة حياتها حتى وفاتها، مشيرًا إلى أن الذكرى لا تتعلق فقط بتاريخ وفاتها، بل بما تركته من أثر ثقافي وإنساني عميق. مشيرًا إلى إنتشار العديد من القصص والأساطير المرتبطة بجمهور أم كلثوم، والتي أظهرت التحقيقات أن كثيراً منها غير حقيقي. واستشهد بتحقيق نُشر في مجلة "الكواكب" عام ١٩٦٣ حول "سميعة" الصف الأول، ومن بينهم الحاج حافظ الطحان، وأوضح أن جمهورها كانوا رمزاً لحالة إجتماعية وثقافية فريدة، حيث كانت حفلات أم كلثوم تجمع بين الأغنياء والفقراء، وتحديدًا الطبقة الوسطى. وأوضح أن هذا الجمهور المتنوع يعكس تنوع المجتمع المصري، ويجسد شخصيات تمثل حالات إنسانية وإجتماعية لا تزال تجد صداها في وجدان الناس حتى اليوم.

كما استعرض الصحفي والباحث محمود التميمي، خلال الإحتفالية التي نظمت ضمن فعاليات الدفعة الخامسة من منحة ناصر للقيادة الدولية، واحدة من أبرز محطات أم كلثوم الفنية في مدينة طنطا عام 1968، حيث أحيت حفلاً كبيرًا قوبل بحفاوة بالغة من الجمهور، ما يعكس دلالة عميقة على مرحلة كان يُقدَّر فيها الفن بمعايير الإنصات والذوق الرفيع، بعيداً عن الاعتبارات المادية أو الخلفيات الإجتماعية للحضور. وأشار إلى أن هذه الحفلة تم توثيقها بالألوان من خلال عدسة المخرج الكبير يوسف شاهين، الذي أبدع في إظهار جمال وتفاعل جمهور أم كلثوم، إذ كان يوجّه عدسته نحو الجمهور أكثر من تركيزه على الفنانة نفسها، ليُبرز بذلك عمق العلاقة بين الجمهور والفن. كما أوضح التميمي سببًا آخر لأهمية هذه الحفلة، حيث جاءت في أعقاب نكسة 1967، وبلغت إيراداتها نحو 277 ألف جنيه مصري، خُصص أكثر من نصفها لدعم عملية إعمار مدن القناة، مما يجعلها بداية رحلة عظيمة لأم كلثوم في دعم المجهود الحربي، مؤكدًا أن فنها لم يكن فقط صوتاً للطرب، بل كان أيضًا صوتًا للوطن.

كما عرض "التميمي" مقطع فيديو يروي تجربة المخرج يوسف شاهين الشخصية مع أم كلثوم، بداية من لقائه الأول بها، واختيارها له لإخراج أغنية "طوف وشوف"، كاشفًا عن كواليس حفلة طنطا التي احتفظ بلقطاتها حتى عام 1982. وأوضح أنه استخدم بعضًا من مشاهد هذه الحفلة في فيلمه الشهير "حدوتة مصرية"، الذي يجسد جزءً من سيرته الذاتية، حيث مزج بين لقطات الجمهور الحقيقي في حفلة 1968 ومشاهد تمثيلية لممثلين كبار مثل نور الشريف ومحمد منير، في دلالة على مزج الواقع مع الخيال، وتداخل الفن مع الحياة. وفي سياق متصل، أشار "التميمي" إلى أن المجتمع المصري، منذ عشرينيات القرن الماضي وحتى ستينياته، تميز بحالة حضارية فريدة، حيث كانت شوارع القاهرة عنوانًا للنظافة والنظام، وتجسيدًا لحلم "القاهرة الخديوية"، التي مثلت نموذجًا مبكرًا  لعولمة المدينة. فقد كانت أحياء كاملة تُبنى وتُدار من قبل الأجانب، مما أوجد سبيكة حضارية نادرة، تشكّلت من تداخل ثقافات متعددة يصعب العثور على نظير لها في عواصم أخرى في ذلك الوقت، وهو ما شكّل بيئة حاضنة لإزدهار الفن والثقافة والمجتمع.

وتناول الصحفي والباحث محمود التميمي، خلال حديثه، إلي القيادات الشبابية المشاركة في منحة ناصر للقيادة الدولية، كتاب "أم كلثوم وسنوات المجهود الحربي" للكاتب كريم جمال، الذي يبحث فيه الكاتب عن وجه آخر لكوكب الشرق أم كلثوم، وجه غابت عنا معظم ملامحه منذ ، والتنقيب عن خفايا سيرتها الموازية، تلك السيرة الوطنية التى جعلتها في الوعى الشعبى بمثابة هرم من أهرامات القومية المصرية، كما استعرض "التميمي" عددًا من الصور النادرة لكوكب الشرق، منها ما وثّق زياراتها الخارجية واستقبال زعماء الدول العربية لها، وما حظيت به من حفاوة وتكريم. كما تناول رحلاتها الفنية وحفلاتها في عدد من الدول العربية، ولقاءاتها بعدد من رؤساء الدول، مسلطًا الضوء على دورها الدبلوماسي غير الرسمي؛ إذ أدّت دورًا بارزًا في تقريب وجهات النظر بين الزعيم المصري جمال عبد الناصر والزعيم التونسي الحبيب بورقيبة، حيث نقلت رسائل بينهما أسهمت في تحسين العلاقات الثنائية.
 
وأختتم "التميمي"، حديثه، بأنه في الذكرى الخمسين لرحيل كوكب الشرق أم كلثوم، لا يزال صوتها الخالد يملأ الأرجاء، متجاوزًا حدود الزمن، ومؤكدًا أن الفن الأصيل لا يموت موضحًا أنه قد شكّلت آخر بروفة قامت بها قبل رحيلها لحظة مؤثرة في مسيرتها، حيث تم تسجيلها وعرضها لاحقًا ضمن أحداث المسلسل الذي جسدت فيه الفنانة صابرين شخصية أم كلثوم، ليبقى ذلك التسجيل شاهدًا على قوة حضورها حتى اللحظة الأخيرة. وفي وداعها، ولم يكن الغياب سوى جسدي، أما الصوت فقد بقي، يصدح في القلوب قبل المسارح، ويعيد إلى الأذهان عظمة سيدة الغناء العربي التي وحّدت الشعوب على نغماتها. وتخليدًا لذكراها، تم تنظيم أكبر عدد من الليالي الغنائية والثقافية تحت شعار "في حب أم كلثوم"، بمشاركة نخبة من الفنانين والمثقفين العرب، احتفاءً بإرثها الفني والوطني، الذي لا يزال ينبض بالحياة رغم مرور نصف قرن على رحيلها.

ومن جانبه، أشار حسن غزالي، مؤسس منتدى ناصر الدولي، إلى أن تنظيم احتفالية خاصة بأم كلثوم بمناسبة مرور خمسون عاماً علي رحيلها، ضمن فعاليات الدفعة الخامسة من منحة ناصر للقيادة الدولية، تقديرًا لدورها الريادي في دعم القضايا الوطنية والعربية، ودورها المؤثر كقوة ناعمة في مساندة الدولة المصرية. وأكد "غزالي" علي أن أم كلثوم ليست فقط رمزًا فنيًا، بل نموذجًا للمرأة الملهمة التي سخّرت فنها لخدمة الوطن، مشيرًا إلى أن الإحتفال بذكراها في إطار منحة ناصر للقيادة الدولية يجسد التكامل بين الثقافة والقيادة، ويعكس حرص المنتدى على تسليط الضوء على رموز مصر التاريخية الذين ساهموا في تشكيل الوعي القومي وتعزيز الهوية الوطنية.

وجدير بالذكر أن منحة ناصر للقيادة الدولية تُعد منصة رائدة لتأهيل جيل جديد من القادة الشباب على المستويين الإقليمي والدولي، وأن النسخة الخامسة من المنحة تأتي في إطار التزام مصر الدائم بدعم قضايا الجنوب العالمي، وتعزيز الحوار بين الثقافات، ونقل الخبرات التنموية والتجارب الرائدة في مجالات القيادة والإدارة والعمل المجتمعي.