ملحمة يونيو الخلاص

ملحمة يونيو الخلاص

بقلم دكتور/ خيرت ضرغام

الشعب المصري لم يعد يحتمل أكثر من عام إلى أن وصل الحال به أن كل أطياف وفئات الشعب المصري غير راضين تماماً عن الوضع القائم، عام من حكم مصر سياسياً غير مؤهلة، مصالح عديدة معطلة واقتصاد يتدهور، أوضاع لا تتناسب مع هيبة وكيان لدولة عظمي في الوطن العربي مثل مصر، قرارات وأحاديث غير مفهومة وإدارة البلاد تتحكم بها جماعة الإخوان وحالات انعدام الأمن وأزمات دبلوماسية بين الرئاسة وجميع هيئات الدولة والقوى السياسية والداخلية والإعلاميين، ومنح الرئيس مرسي عفو رئاسي لعدد ( ١٧) من الإسلاميين المحبوسين من بينهم أعضاء من الجماعات الإسلامية وأعضاء من الجماعات الإرهابية.

 

ورغم كل هذه الأحداث التي كانت تمر بها مصر إلا أن القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية لم تقف مكتوفة الأيدي على مدار العام بل حاولت وسعت مراراً وتكراراً إلى إيجاد الحلول السياسية وتوعية وتفهم للرئيس مرسي للأمر وأوضاع البلاد وضرورة الوقوف بقرارات لحل الأزمة الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية إلى أن عقد عدة اجتماعات مع الرئيس مرسي لتوضيح وشرح كامل للوضع الاقتصادي والأمني والدبلوماسي حيث ناشد الرئيس بالجلوس للوصول إلى صلح وتفاوض مع كافة الجهات السياسية والإعلامية وقوي الشعب ورغم كل هذه النصائح كان يومياً تقرير من الأمانة العامة لوزارة الدفاع إلى رئاسة الجمهورية يتضمن التقرير الأوضاع اليومية للبلاد وتوصية مع كل تقرير بمقترح من وزارة الدفاع لحل الأزمة ولكن لا حياة لمن تنادى من قبل الرئاسة .

 

الأستاذ الراحل ياسر رزق في برنامج مع الإعلامي أحمد موسي ذكر كل هذه الأحداث وكانت مفاجئة كبري عندما أوضح لكيانات كثيرة من المجتمع المصري لم تكن على دراية بتفاصيل وكواليس الأحداث، ويأتي أيضاً مسلسل (الاختيار ٣) ليوثق كل هذه الأحداث وأيضاً أحداث وتفاصيل عن هذه الفترة العصيبة التي ذكرها وموثقة بكل حيادية في كتاب الأستاذ / ياسر رزق بعنوان (بين يناير الغضب ويونيو الخلاص).

 

إلى أن تأتي ثورة ٣٠ يونيو عام ٢٠١٣ ونزول الملايين في جميع المحافظات ضد محمد مرسي وظلت الثورة تقريباً ثلاث أيام وفى يوم ٣ يوليو ليظهر الفريق عبد الفتاح السيسي، بإنهاء حكم محمد مرسي وتسليم السلطة للمحكمة الدستورية العليا للمستشار عدلي منصور. تظاهر الشعب في اليوم الأول وحدوث قتلي وجرحي وحرق مكاتب الإخوان واشتباكات بين المؤيدين والمعارضين إلى أن جاء عصر اليوم الثاني (١ يوليو ) أصدرت القيادة العسكرية بياناً يمهل القوى السياسية مهلة مدتها ٤٨ ساعة لتحمل أعباء الظرف التاريخي وأن في حال لم تتحقق مطالب الشعب خلال هذه المدة ستعلن خارطة المستقبل لتشرف القيادة العسكرية على تنفيذها .

وفى ٣ يوليو، وبعد انتهاء المهلة المحددة في التاسعة مساءً وبعد لقاءات مع القوى السياسية والدينية والشبابية أعلن وزير الدفاع إنهاء حكم الرئيس محمد مرسي وتولي رئيس المحكمة الدستورية العليا إدارة شئون البلاد.

القوات المســـــــلحة المصــــرية الدرع والسيف حماة الوطن.

تحــــــــــيا مصـــــر،،،،