مقارنة بين يوم الفلاح في مصر ويوم المزارعين في تنزانيا

إعداد فريق قسم اللغة السواحيلية
الجانب المصري :
يُعد عيد الفلاح في مصر مناسبة وطنية هامة تحتفل بها البلاد في التاسع من سبتمبر من كل عام، تخليدًا لإرث الفلاح المصري الأصيل ودوره المحوري في بناء الحضارة المصرية. يعود تاريخ الأحتفال بهذا اليوم إلى عام 1952، تزامنًا مع إصدار قانون الإصلاح الزراعي الذي غير وجه الريف المصري وأعطى الفلاح حقوقه المشروعة في الأرض.
يمثل عيد الفلاح فرصة لتكريم الفلاح المصري الذي يعتبر العمود الفقري للأقتصاد المصري، حيث يساهم في إنتاج الغذاء وتوفير الأمن الغذائي للبلاد و يعيد هذا اليوم إلى الأذهان نضالات الفلاح المصري وحقوقه المشروعة في الأرض، ويؤكد على أهمية الإصلاح الزراعي في تحقيق العدالة الأجتماعية و يساهم في تعزيز الوعي بأهمية الزراعة ودورها في التنمية المستدامة و يسعى الاحتفال إلى تشجيع الشباب على الالتحاق بالعمل في القطاع الزراعي، وتبني أساليب زراعية حديثة ومستدامة.
يتم الاحتفال بعيد الفلاح في مختلف المحافظات المصرية، حيث تنظم العديد من الفعاليات والأنشطة التي تعبر عن تقدير المجتمع المصري لدور الفلاح، ومن أبرز هذه الفعاليات: يتم تنظيم مؤتمرات وندوات حول التحديات التي تواجه القطاع الزراعي والحلول المقترحة لتطويره، و يتم تنظيم معارض لعرض أحدث التقنيات الزراعية والمنتجات الزراعية و تقديم عروض فنية تعبر عن تراث الفلاح المصري وعاداته وتقاليده.
الجانب التنزاني :
يوم 8 أغسطس هو عيد المزارعين في تنزانيا، تخص تنزانيا هذا اليوم للأحتفال بالمساهمات الفعالة /الكبيرة التي يقوم بها الفلاح لتحسين الأقتصاد في تنزانيا، وتكريم الفلاحين على جهودهم في تنمية الأقتصاد التنزاني؛ حيث تنظم وزارة الزراعة و الأغذية الحفل وتنسقه بالشراكة مع الجمعية الزراعية التنزانية وبمشاركة المؤسسات والأفراد العاملين في مجال الزراعة.
بداية الأحتفال بيوم المزارعين لأول مرة في عام 1977؛ بهدف تعزيز سياسة الحكومة بشعار "السياسة هي الزراعة"، ومع مرور السنين تغيرت السياسة إلى "السياسة الزراعية"، لأن الاحتفال أصبح سياسيًا، وتجاريًا أكثر من أهدافه الأصلية، وأصبح الحدث حدثًا مهمًا، وفرصة لعرض التقنيات والتطورات الجديدة في الزراعة من خلال إظهار أفضل الممارسات، منذ بداية المعرض الزراعي في أغسطس، مما يمنح المزارعين والمؤسسات في جميع أنحاء البلاد الفرصة لعرض منتجاتهم ونجاحهم في الزراعة.
في البداية كان الأحتفال به في السابع من يوليو من كل عام، ثم قررت الحكومة في منتصف التسعينيات نقل العطلة إلى 8 أغسطس من كل عام وترك عطلة سابا سابا لرجال الأعمال، بعد أن أصبحت سابا سابا أكثر شهرة بالمعارض التجارية.
في البداية، كان هذا العيد يسمى "سابا سابا" وكان يُحتفل به في السابع من يوليو كل عام. لاحقًا، تم نقله إلى الثامن من أغسطس كل عام بعد أن أصبح "سابا سابا" معروفًا أكثر بعروض التجار. تم الأحتفال بعيد عروض المزارعين لأول مرة عام 1977 لتعزيز سياسة الحكومة في ذلك الوقت "السياسة هي الزراعة"، حيث عرض المزارعون في المناطق والمحافظات وعلى المستوى الوطني محاصيلهم الزراعية الحقيقية، وأظهروا المدخلات الزراعية الحديثة وتعلموا كيفية استخدامها لتحسين الزراعة والبلد. في منتصف التسعينيات، قررت الحكومة نقل هذا العيد إلى الثامن من أغسطس كل عام وترك عيد "سابا سابا" ليكون للتجار.
تنزانيا لديها العديد من المناطق الزراعية المهمة، ومن بينها:
1) منطقة كيليمانجارو: تشتهر بزراعة القهوة والشاي والموز والأفوكادو.
2) منطقة أرشيب: تشتهر بزراعة الشاي والقهوة والزنجبيل.
3) منطقة مارا: تشتهر بزراعة الأرز والفول السوداني والحبوب والخضروات.
4) منطقة شينيانغا: تشتهر بزراعة القهوة والشاي والموز والأفوكادو.
5) منطقة تابورا: تشتهر بزراعة الأرز والذرة والمانجو والنخيل.
6) منطقة ليندي: تشتهر بزراعة الأرز والحبوب والخضروات والفواكه.
7) منطقة مبيا: تشتهر بزراعة الفول السوداني والخضروات والفواكه.
8) منطقة كاتافي: تشتهر بزراعة الذرة والأرز والحبوب والخضروات.
9) منطقة روكوا: تشتهر بزراعة القمح والشعير والحبوب والخضروات.
10) منطقة سينجيدا: تشتهر بزراعة القمح والشعير والحبوب والخضروات.
تقوم تنزانيا بالعديد من المبادرات لصالح الزراعة والمزارعين ومنها مؤسسة الأغا خان في تنزانيا هي جزء من شبكة الأغا خان للتنمية (AKDN) التي تسعى إلى تعزيز التنمية الإجتماعية والأقتصادية في البلاد. منذ توقيع اتفاقية التعاون مع حكومة تنزانيا في عام 1991، قدمت المؤسسة مساهمات كبيرة في مجالات متعددة. تعمل مؤسسة الآغا خان (AKF) على زيادة إنتاجية المزارعين من خلال تطبيق الابتكارات التقنية وتقديم التدريبات الضرورية. بالإضافة إلى ذلك، تسعى المؤسسة إلى ربط المزارعين بالتجار والخبراء في معالجة المنتجات الزراعية، وتشجيع تكوين مجموعات الادخار المجتمعية التي تمكن أعضائها من التعامل بفعالية أكبر مع التحديات، بمواجهة تحديات عديدة، مثل ضعف الوصول إلى الأسواق وقلة المهارات التقنية، يظهر بوضوح أن نسبة كبيرة من الإنتاج الزراعي قد تضيع بسبب التلف. ولهذا السبب، تسعى مؤسسة الآغا خان جاهدة إلى تقديم حلٍ من خلال توطيد العلاقة بين الشركاء والمنتجين.
تتجلى أهمية هذه المبادرة في تيسير وصول المواد الغذائية إلى الأسواق بأسرع وقت ممكن، فضلًا عن تسهيل تبادل الخبرات والمهارات بين أصحاب الحيازات الصغيرة. تساهم تلك الخطوة بشكل كبير في تحسين الدخل وضمان الأمن الغذائي للأُسر والمجتمعات المشاركة في قطاع الزراعة.
أهم المبادرات لتعزيز الزراعة في تنزانيا
1) مبادر ة نظام تكثيف الأرز:
- تهدف هذه المبادرة إلى زيادة إنتاج الأرز في تنزانيا من خلال تدريب صغار المزارعين على ممارسات زراعية جيدة. تم تنفيذ المبادرة في إقليم موروغورو، حيث يُعتبر الأرز من المصادر الرئيسية للعمالة والدخل للأسر الزراعية.
2) مبادرات دعم الانتقال إلى زراعة مستدامة:
- أطلقت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) مؤخرًا مبادرتين لبناء قدرات المجتمعات الزراعية المحلية والقطاعين العام والخاص والمنظمات غير الحكومية في تنزانيا. تهدف هذه المبادرات إلى دعم عمليات الانتقال إلى أغذية وزراعة مستدامة في البلاد.
3) مشاريع الصندوق الدولي للتنمية الزراعية:
- يعمل الصندوق الدولي للتنمية الزراعية على تعزيز علاقات الشراكة مع تنزانيا بهدف الحد من الفقر الريفي. يركز الصندوق على التحديات التي يفرضها تغير المناخ على الزراعة، والفرص التي يمكن للزراعة توفيرها للشباب الريفيين.
هذه المبادرات والمشاريع تسعى جميعها إلى تحسين الإنتاجية الزراعية وتعزيز الأمن الغذائي في تنزانيا من خلال دعم صغار المزارعين وتبني ممارسات زراعية مستدامة.