دبلوماسي مصري في قلب المفاوضات الدولية: أحمد خفاجي ومسيرة حافلة بين القاهرة والمنامة وبروكسل

دبلوماسي مصري في قلب المفاوضات الدولية: أحمد خفاجي ومسيرة حافلة بين القاهرة والمنامة وبروكسل

القاهرة – في عالم يعجّ بالتحديات السياسية والقانونية، يبرز اسم أحمد خفاجي كأحد أبرز الدبلوماسيين المصريين الذين حملوا راية مصر في المحافل الدولية، من شرق آسيا إلى قلب أوروبا، مرورًا بالخليج العربي. بخبرة تمتد لأكثر من عقدين، وشهادات أكاديمية مرموقة، استطاع خفاجي أن يجمع بين العمل الدبلوماسي المحترف والتحليل القانوني العميق، ليصبح أحد الأسماء اللامعة في مجال العلاقات الدولية والقانون الدولي.

بدأ خفاجي رحلته الدبلوماسية من سريلانكا، ثم تنقل بين البوسنة والهرسك وبروكسل، ليحط الرحال لاحقًا في البحرين. وفي كل محطة، كان يحمل معه ملف مصر الدبلوماسي، ويمثل مصالحها بحنكة واقتدار. وفي بروكسل، شارك في مفاوضات دقيقة مع أعضاء البرلمان الأوروبي من مختلف التيارات السياسية، وكذلك مع مسؤولين كبار في حلف الناتو، مما أتاح له بناء شبكة علاقات واسعة في دوائر صنع القرار الأوروبي.

من أبرز إنجازاته مشاركته الفاعلة في الجولة الحادية عشرة من المفاوضات بين مصر واليونان حول ترسيم الحدود البحرية، وهي المفاوضات التي توجت باتفاق تاريخي في عام 2020، عُدّ حينها إنجازًا استراتيجيًا لمصر في شرق المتوسط.

ولم تقتصر خبرته على العمل الدبلوماسي فقط، فقد عُين مستشارًا قانونيًا لوزارة الخارجية في مملكة البحرين (2022-2024)، حيث لعب دورًا محوريًا في تفسير الاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها البحرين، كما مثّل المملكة بالتعاون مع مكتب محاماة دولي في القضية المعروفة (شركة نيكو ضد البحرين) أمام مركز تسوية منازعات الاستثمار (ICSID). كذلك، أدار ملفات حساسة تتعلق بانضمام البحرين إلى منظمات قانونية دولية مثل "مؤتمر لاهاي للقانون الدولي الخاص" و"يونيدروا".

وفي مصر، شغل خفاجي عدة مناصب رفيعة، من بينها مدير إدارة المعاهدات الدولية ومدير إدارة الشؤون القانونية الدولية في وزارة الخارجية. كما كان عضوًا في الفريق الوطني في قضية الرباعي العربي ضد قطر أمام محكمة العدل الدولية، بشأن اختصاص مجلس منظمة الطيران المدني الدولي، إلى جانب توليه منصب المقرر العام للجنة الوطنية لقانون البحار.

يجمع خفاجي بين دراستين جامعيتين: الاقتصاد الدولي من جامعة حلوان (1998)، والقانون من جامعة عين شمس (2008)، إلى جانب دبلوم دراسات عليا في القانون الدولي والمقارن من الجامعة الأمريكية بالقاهرة (2013)، وزمالة مرموقة من أكاديمية لاهاي للقانون الدولي التابعة للأمم المتحدة (2022). هذا التكوين الأكاديمي المتين أهّله للمشاركة في دورات تدريبية عالية المستوى في سنغافورة، جنيف، سان ريمو، باريس، بكين، وكانبيرا، تناولت موضوعات معقدة مثل ترسيم الحدود البحرية، قانون الهجرة، استخدام القوة، والتحكيم الدولي.

على الصعيد الأكاديمي، شارك خفاجي كقاضٍ في عدد من المحاكمات الصورية الدولية، منها المحكمة النموذجية بالجامعة الألمانية بالقاهرة، والمسابقة الدولية باللغة العربية التي نظمها المركز السعودي للتحكيم التجاري. كما ألقى محاضرات متخصصة في القانون الدولي العام في معهد الدراسات الدبلوماسية المصري، والأكاديمية الدبلوماسية البحرينية، وجامعة المستقبل.

بهذه المسيرة الغنية والمتنوعة، يجسّد أحمد خفاجي نموذج الدبلوماسي القانوني المحترف، القادر على التفاعل مع قضايا دولية معقدة بحنكة ووعي قانوني رفيع. وبين المفاوضات السياسية، والملفات القانونية، والتدريب الأكاديمي، يستمر خفاجي في تقديم نموذج مشرف للدبلوماسية المصرية المعاصرة.