مسجد أحمد بن طولون ثالث أكبر المساجد الأثرية على مستوى العالم

مسجد أحمد بن طولون ثالث أكبر المساجد الأثرية على مستوى العالم
مسجد أحمد بن طولون ثالث أكبر المساجد الأثرية على مستوى العالم
مسجد أحمد بن طولون ثالث أكبر المساجد الأثرية على مستوى العالم
مسجد أحمد بن طولون ثالث أكبر المساجد الأثرية على مستوى العالم
مسجد أحمد بن طولون ثالث أكبر المساجد الأثرية على مستوى العالم
مسجد أحمد بن طولون ثالث أكبر المساجد الأثرية على مستوى العالم
مسجد أحمد بن طولون ثالث أكبر المساجد الأثرية على مستوى العالم
مسجد أحمد بن طولون ثالث أكبر المساجد الأثرية على مستوى العالم
مسجد أحمد بن طولون ثالث أكبر المساجد الأثرية على مستوى العالم
مسجد أحمد بن طولون ثالث أكبر المساجد الأثرية على مستوى العالم
مسجد أحمد بن طولون ثالث أكبر المساجد الأثرية على مستوى العالم
مسجد أحمد بن طولون ثالث أكبر المساجد الأثرية على مستوى العالم
مسجد أحمد بن طولون ثالث أكبر المساجد الأثرية على مستوى العالم
مسجد أحمد بن طولون ثالث أكبر المساجد الأثرية على مستوى العالم
مسجد أحمد بن طولون ثالث أكبر المساجد الأثرية على مستوى العالم
مسجد أحمد بن طولون ثالث أكبر المساجد الأثرية على مستوى العالم

على قمة جبل يَشْكُر، في بُقْعَةٍ مشهورة بإجابة الدعاء، يُقال إنَّ الله تعالى كلَّم عليه نبيه موسى -عليه وعلى نبينًا الصلاة والسلام-، في منطقة الصَّلِيْبَة بين مَيْدان الرُّمَيْلَة شمالًا وميدان السيدة زينبَ جنوبًا، وميدان الرُّميْلَة الآن لمن لا يعرفه هو المَيدان الواقع تحت قلعة الجبل، والمعروف بمَيدان القلعة، ذلك الميدان الواقع أمام جامع ومدرسة السلطان حسن، بُنِي مسجد أحمد بن طولون سنة ٢٦٣هـ/ ٨٧٦م، وانتهى البناء سنة ٢٦٥هـ/ ٨٧٨ م ، وقد اختُلِفَ في تاريخ الانتهاء من البناء، لكن ما يؤكد تاريخ الانتهاء من بنائه النصُّ التذكاريُّ المنقوش بالخط الكوفي في لَوْح من الرخام على أحد دِعَامَات الجامعِ  تُجَاه القبلة، وفيه: "أمر الأمير أبو العباس أحمد بن طولون مولى أمير المؤمنين أدام الله له العز والكرامة والنَّعْمَة التامة في الآخرة والأولى، ببناء هذا المسجد المبارك الميمون من خالص ما أفاء الله عليه وطيَّبَه لجماعة المسلمين ابتغاء رضوان الله والدار الآخرة وإيثارًا لما فيه تَسْنِيَة الدين وأُلْفَة المؤمنين، ورغبة في عمارة بيوت الله وأداء فرضه وتلاوة كتابه ومُدَاوَمَة ذكره، في شهر رمضان من سنة خمس وستين ومائتين".

 

يعتبر الجامع الرئيسي لمدينة القطائع العاصمة الجديدة التي أتخذها أحمد بن طولون مقرًا للحكم، والتي تعد خطوة أخرى لتأكيد استقلالية أحمد بن طولون بمصر عن الخلافة العباسية، وسُميتْ بالقطائعِ؛ لأنها قُطِعَتْ إلى قطعٍ كان يسكنها عساكر ابن طولون، وعُرفتْ كلُ قَطيعة باسم مَنْ سكنها، فكانت للنوبة قطيعة، وللروم قطيعة، وللفَرَّاشين قطيعة، ولكل صِنْفٍ من الغِلمان قطيعة تُعرفُ بهم، والقطائع مثل حارات القاهرة الفاطمية بالضبط؛ حيث سُميتْ كل حارة باسم من سكنها. وجامع أحمد بن طولون هو الجامع الوحيد في مصر الذي بَقِيَ على حاله فلم يتغير؛ خلافًا لما شَهِدَه جامع عمرو بن العاص والجامعِ الأزهر الشريف من تغيير، ويعد كذلك الأثر الوحيد الذي بَقِيَ من مدينة القطائع، التي تمَّ إحراقها من قبل العباسيين بعد سقوط الدولة الطولونية سنة ٢٩٢هـ، وعودة مصر ولاية عباسية بعدما شَهِدَتْ استقلالًا ذاتيًا في العصر الطولوني.

كما خُرِّبتْ تمامًا أيام الشدة المستنصريةِ في عهد الخليفة المستنصر الفاطمي، ومع ذلك، بَقي الجامع الطولونيّ شامخًا؛ ذلك أنَّه أُثِرَ عن ابن طولون أنه قال: "أريد أنْ أبني بناءً إنْ احترقتْ مصرُ بقي، وإنْ غَرِقَتْ بقي، فقيل له: "يُبنى بالجير والرَّماد والآجُر الأحمر".

ويتكون الجامع من صَحْنٍ مكشوف مربع، يتوسطه قبة، تحيط به أربعة أروقة من جوانبه الأربعة، ويضم كلّ رواق رواقين آخرين، في حين أن رواق القبلة هو الوحيد الذي يضم خمسة أروقة داخلية، ثلاثة أروقة أخرى تقع خارج الجامعِ تحيط بجوانبه الثلاثة والتي تُعرف بالزيادات.

وللجامعِ ستة محاريب، خمسة منها غير مجوفةٍ، أما المحراب الأصليّ فإنه منحرفٌ عن القبلة ذلك أنَّه يميل جنوبًا عن محراب الصحابة الموجود في جامع عمرو بن العاص؛ حيث يقول المقريزيّ في كتابه المواعظ والاعتبار بذكر الخِططِ والآثار: "وأنت إنْ صَعِدَتَ إلى سطح جامع ابن طولون، رأيت مِحْرَابَه مائلًا عن محراب جامع عمرو بن العاص إلى الجنوب، وقد عُقِدَ مجلس بجامع ابن طولون في ولاية قاضي القضاة عزّ الدين عبدالعزيز بن جَماعَة، حضره علماء الميقات، ونظروا في محرابه، فأجمعوا على أنَّه منحرفٌ عن خطّ سَمْت القبلة إلى جهة الجنوب، مُغَرِّبًا بِقَدْرِ أربع عشرة درجة، وكُتِبَ بذلك محضرٌ، وأُثْبِتَ على ابن جَماعَة.

 

أما باقي المحاريب، فإنها بُنيتْ بعد ذلك في عصور تالية للعصر الطولوني، أبرزها: محراب الخليفة الفاطميّ المستنصر، ويتبين من النقوش الكتابية أن الذي أمرَّ بإنشائه هو فتى المستنصر الأفضل بن بَدْرٍ الْجَمَالِيُّ سنة ٤٨٧هـ، ومحراب السلطان حسام الدين لاجين الذي أنشأه سنة ٦٩٦هـ؛ لورود اسمه وألقابه في نقش على المحراب.

 

أما عن القبة التي تتوسط الصَّحن، فكان تحتها حوضٌ من الرخام في وسطها نافورة ماء، استُعملت للوضوء فيما بعد، وهذه القبة احترقت سنة ٣٧٦هـ ولم يبقَ منها شيء، وفي سنة ٣٨٥هـ أمر الخليفة الفاطميّ العزيز بالله ببناء قبة أخرى عِوضًا عن التي احترقتْ، لكنَّ النقوش الكتابية الموجودة داخل القبة تثبتُ أنَّه تمَّ بناؤها مرة ثالثة في عهد السلطان حسام الدين لاجين في العصر المملوكي سنة ٦٩٦هـ، وبذلك نتبين أنَّ الجامع الطولونيّ كان موضع اهتمام الفاطميين والمماليك.

ويعتبر مسجد أحمد بن طولون ثالث أكبر المساجد الأثرية على مستوى العالم بعد مسجديَّ سامراء وأبي دلف في العراق. ويتبع المسجد التخطيط التقليدي للمساجد الإسلامية الذي يعتمد على وجود صحن أوسط مكشوف تحيط به أربع ظلات، وقد حاكى المسجد مسجد سامراء الكبير في العراق في استخدام الطوب الآجري في البناء، وكذلك المنارة الملوية التي تكاد تكون الوحيدة الموجودة في مصر ، والزيادات الخارجة عن الجامع موجودة أيضًا في جامع سَامُرَّاء، وهذه الزيادات تشبه الطريق الدائر الذي يحيط بجامعِ عمرو بن العاص من جميعِ الجهات، كما يحيط بجدران الجامعِ الطولونيّ أسوار، وبهذه الأسوار أبواب، كلُّ باب يقابل بابًا من أبواب الجامع، قُدِرَتْ بثلاثة وثلاثين بابًا، لكن هذه الأبواب الملحقة بالأسوار أُغلقت تمامًا من الخارج وسُدَّتْ،  وقد رأى هذه الأسوار والأبواب ناصر خسرو في رحلته؛ حيث ذكر أنه لم ير ما يفوقها في حسنها وجمالها في غير آمِدَ ومَيَّافَارِقِينَ. حيث بُني على مساحة كبيرة تُقدر بستة أَفْدِنَة ونصف فَدَّان، لذلك يعدُّ الجامع الطولونيّ من أكبر جوامع القاهرة؛ ويبدو أنَّ مساحة الجامع الشاسعة كانت من أحد الأسباب التي حالتْ دون إقامة الصلوات فيه منذ عصور تاريخية متأخرة حتى وقتنا.

 

وفي عهد صلاح الدين الأيوبيّ تحول الجامع إلى مأوىً ينزل فيه الغرباء من المغاربة أيام الحج؛ حيث نجد ابن جبير في رحلته يسجل لنا هذا الأمر أثناء حديثِه عن جامعِ ابن طولون؛ قائلًا: "وهو من الجوامعِ العتيقة، الأنيقة الصنعة، الوثيقة البُنْيَان، جعله السلطان مأوىً للغرباء من المغاربة، يسكنونه ويعقدون حَلْقَاتِ العلم فيه، وأجرى عليهم الأرزاق في كلّ شهر". وفي سنة ٦٦٢هـ، في عهدِ الظاهرِ بيبرس تحول الجامع إلى مخزن لحفظ الغلال وخبزها، وأمر السلطان الظاهر بيبرس أَن يفرق من الشِّون السُّلْطَانِيَّة على أَرْبَابِ الزوايا في كلّ يوم مائة أردب بعد ما يُعْملُ خبْزًا بجامع ابن طولون، ذكر ذلك المقريزيُّ في كتابه السلوك لمعرفة دول الملوك، وفي عهد محمد بك أبي الدهب تحول الجامع إلى ورشة لعمل الأحزمة الصوف، ثم تحول إلى ملجأ للعجزة والمُسنين، على يد كلُوت بك، مما يبينُ كثرة التعديات التي شَهِدَها هذا الأثر الإسلاميّ العتيق.

 

 المصادر

موقع القاهرة الإسلامية

موقع وزارة السياحة والأثار

جريدة الأهرام