يوم النوبة العالمي
يحتفل النوبيون في ٧ يوليو سنويا في مختلف أنحاء العالم "باليوم العالمي للنوبة"، حيث بدأت فكرة الاحتفال في عام ٢٠٠٤م، من قبل عدد من التكتلات النوبية، وذلك للاحتفاء بهذه المنطقة وتاريخها وتراثها. وقد تم اختيار اليوم السابع من الشهر السابع للعام الميلادي للاحتفال، نظراً لارتباطه بالعديد من العادات والطقوس النوبية، مثل أن زيارات المقابر عقب الوفاة تستمر لسبعة أيام، وأن المرأة عقب الإنجاب تمر ٧ مرات على البخور، ونزول الطفل المولود لمياه النيل في اليوم السابع.
يعد النوبيون من أقدم الشعوب المتحضرة في العالم، حيث تمركزوا حول نهر النيل آلاف السنين في منطقة جنوب مصر وشمال السودان. وانقسمت بلاد النوبة إلى ثلاث ممالك (كوش ومروي ونباتا)، وضمت دول حوض النيل: أثيوبيا وتنزانيا والسودان والكونغو. وانقسمت النوبة القديمة إلى ثلاث مناطق جغرافية، المنطقة الشمالية التى يسكنها النوبيون "الكنوز" ويتحدثون اللغة الماتوكية، والمنطقة الوسطى ويسكنها العرب وتضم ست قرى ويتحدثون اللغة العربية إلى جانب تعلمهم النوبية، والمنطقة الجنوبية ويسكنها النوبيون الفاديجا.
ويعد الاحتفال بيوم النوبة العالمي أحد أشكال التنوع الثقافي داخل المجتمع المصري، ويركز مشروع بذور على مفهوم التنوع الثقافي، وايجاد روح التعاون المتبادل، واعلاء قيمة الحوار، بما يعزز قيمة السلام ونبذ العنف.
وتستند حركة ناصر الشبابية الى العديد من المواثيق الدولية في ترسيخة لمفهوم التنوع الثقافي، حيث اعتمدت منظمة الأمم المتحدة للتربية و العلوم والثقافة (اليونسكو) "اعلان اليونسكو العالمى بشأن التنوع الثقافى" فى العام ٢٠٠٢م، واضعة التنوع الثقافى كأحد عناصر التراث المشترك للانسانية. حيث تنص المادة (١) من الإعلان على أن التنوع الثقافي بوصفه تراثاً مشتركاً للإنسانية، وتتخذ الثقافة أشكالا متنوعة عبر المكان والزمان. ويتجلى هذا التنوع في أصالة وتعدد الهويات المميزة للمجموعات والمجتمعات التي تتألف منها الإنسانية. والتنوع الثقافي، بوصفه مصدراً للتبادل والتجديد والإبداع، هو ضروري للجنس البشري ضرورة التنوع البيولوجي بالنسبة للكائنات الحية. وبهذا المعنى يكون التنوع الثقافي هو التراث المشترك للإنسانية، وينبغي الاعتراف به والتأكيد عليه لصالح الأجيال الحالية والأجيال القادمة.
كما أقرت "اتفاقية حماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي"، التي اعتمدتها يونسكو في ٢٠ أكتوبر ٢٠٠٥، العديد من الأهداف أهمها؛ حماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي، تهيئة الظروف التي تكفل ازدهار الثقافات وتفاعلها تفاعلا حرا تثري من خلاله بعضها بعضا، تشجيع الحوار بين الثقافات لضمان قيام مبادلات ثقافية أوسع نطاقا وأكثر توازنا في العالم دعما للاحترام بين الثقافات وإشاعة لثقافة السلام، تعزيز التواصل الثقافي بهدف تنمية التفاعل بين الثقافات بروح من الحرص على مد الجسور بين الشعوب، تشجيع احترام تنوع أشكال التعبير الثقافي وزيادة الوعي بقيمته على المستوى المحلي والوطني والدولي.
وتسعى رؤية مصر ٢٠٣٠ من خلال محور الثقافة المدرج فى بعدها الاجتماعى، الى إيجاد منظومة قيم ثقافية إيجابية في المجتمع المصري، تحترم التنوع والإختلاف، بناء مجتمع عادل متكاتف يتميز بالمساواة في الحقوق والفرص الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وبأعلى درجة من الاندماج المجتمعي، ويقوم على التوازي بمساندة شرائح المجتمع المهمشة.
كما يشير الهدف العاشر من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة "الحد من انعدام المساواة داخل البلدان وفيما بينها"، حيث تنص على "تمكين وتعزيز الإدماج الاجتماعي والاقتصادي والسياسـي للجميـع، بغـض النظـر عـن الســن أو الجــنس أو الإعاقــة أو الانتمــاء العرقــي أو الإثــني أو الأصــل أو الــدين أو الوضــع الاقتصادي أو غير ذلك، بحلول عام ٢٠٣٠".