المهدي المنجرة

المهدي المنجرة
هو اقتصادي وعالم اجتماع مغربي مختص في الدراسات المستقبلية وكان شغله الشاغل البحث والدراسة حول مستقبل العالم والإنسان. ولد المنجرة في 13 مارس عام 1933 في مدينة الرباط، المغرب، وتلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة أبناء الأعيان المسلمين، وتعلم اللغة العربية في البيت على يد إدريس الكتاني ومصطفى الغرباوي، والتحق بثانوية ليوطي بالدار البيضاء وكانت له خلافات مع ادارتها وصدام دائم مع المدرسين الفرنسيين فيها لرفضه وعدم تقبله لفكرة الاحتلال الفرنسي لبلاده. قرر والده عام 1948 إرساله لإكمال دراسته في الولايات المتحدة الأمريكية، وهناك حصل على الإجازة في البيولوجيا والكيمياء، وكذلك في العلوم السياسية بجامعة كورنيل الأمريكية. وانتقل في العام 1954 إلى لندن ليتابع تعليمه، وحصل على شهادة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة لندن وكانت أطروحة الدكتوراه لديه حول موضوع "اللغة العربية".
شغل المهدي المنجرة العديد من المناصب المختلفة في المغرب وخارجه. استقبله الملك محمد الخامس عام 1959 كأول أستاذ مغربي في كلية الحقوق بالرباط وأصغر الأساتذة فيها سنا، وعينه مديرا للإذاعة والتلفزيون المغربية. وفي عام 1970 عاد إلى لندن وعمل أستاذا محاضرا وباحثا في الدراسات الدولية بكلية العلوم الاقتصادية بجامعة لندن، وخلال عامي 1975 و1976 تولى مهمة المستشار الخاص للمدير العام لليونسكو، وكان أول مستشار للبعثة الدائمة للمغرب لدى الأمم المتحدة.
استقال المهدي المنجرة بعد ذلك من من العمل في المنظمات الدولية، وذلك لتعارض نهجها السياسي مع أفكاره، حيث وجد أنها تعمل على خدمة مصالح الدول الكبرى فقط. وعاد بعدها إلى بلاده. وسخر المنجرة مسيرته العلمـية والفكرية الطويلة لتحليل المشكلات السياسية والاقتصادية والثقافية لدول العالم الثالث وبلورة بديل تنموي مستقبلي أصيل يجمع بين المحافظة على القيم الثقافية والتحرر من التبعية للقوى الامبريالية المتوحشة، وبين التفتح على منجزات الحضارة المعاصرة. ألّف المهدي المنجرة مجموعةً قيمةً من الكتب التي تناولت موضوعاتٍ تخص العولمة والتنمية الاقتصادية وغيرها. كما تُرجمت هذه الكتب إلى عشرات اللغات، واعتُبرت كتبه الأكثر مبيعًا في فرنسا بين عامي 1980 و 1990.  ومن أبرز كتبه وأشهرها "الحرب الحضارية الأولى"، و "الإهانة في عهد الميغا إمبريالية"، و "عولمة العولمة"، و "قيمة القيم"، و "حوار التواصل". واحتوت المكتبة الخاصة للمهدي المنجرة على 5566 كتاب، و808 مجلة، و788 قرصًا مدمجًا، والكثير من الصور والملصقات.
وخلال مسيرته حصل المنجرة على العديد من الجوائز والأوسمة ، حيث مُنح في المغرب الوسام الملكي في العديد من المناسبات، ونال جائزة من الإمبراطور الياباني عن بحث بخصوص أهمية النموذج الياباني بالنسبة للعالم الثالث، وحصل على جائزة الحياة الاقتصادية عام 1981، والميدالية الكبرى للأكاديمية الفرنسية للمعمار عام 1984، وقلادة الفنون والآداب بفرنسا عام 1985، وقلادة الشمس المشرقة باليابان عام 1986، وميدالية السلام من الأكاديمية العالمية لألبيرت آينشتاين، وجائزة الفدرالية الدولية للدراسات المستقبلية عام 1991.
رحل المهدي المنجرة عن عالمنا في 13 يونيو 2016، وقدمت زوجته بعد وفاته مكتبته الخاصة كتبرعٍ للمكتبة الوطنية للمملكة المغربية في الرباط.