الشيباني يكتب: دور الشباب العربي في صناعة القرار الدولي

الشيباني يكتب: دور الشباب العربي في صناعة القرار الدولي

الحارث الشيباني يكتب: دور الشباب العربي في صناعة القرار الدولي!

 
مما لا شك فيه أن الشباب العربي اليوم في صحوة عما يدور في دواليب المؤسسات العالمية بمختلف تفرعاتها واتخصاصاتها النوعية، على سبيل المثال مجلس الأمن للأمم المتحدة، والاتحادين الأوروبي والأفريقي، ولا ننسى الجامعة العربية ومنظمة التعاون الاسلامي. وما لهذه الأجسام إعتبارات وأهمية للعالم بأسره خاصة في تحديد السياسات العالمية لعمل المؤسسات الدولية الجامعة وبلورة الاتفاقيات والمشاريع العالمية التي تدفع لها الدول وتصل إلى كافة الشرائح المجتمعية. ولكن هذا التأثير يختلف بإختلاف الدولة ومكانتها العالمية في صفوف الدول المتقدمة على كافة الأصعدة سواء العسكرية أو الإقتصادية.


بالتالي وعبر السنين الماضية وفي إطار الوجود للوطن العربي نتعرض لبعض هذه التيارات التي من شأنها أن تأثر على عمل حكومات دولنا ومجتمعاتنا وخاصة الشباب منا. 
ولكن بتقوية المجالات السياسية والدولية داخل الجامعات والدول العربية، وحرص الحكومات العديدة بصناعة قوات شبابية فذة ومتمرسة في مجالي السياسي وصنع القرار، وإلمامهم بكيفية ألية صناعة القرار بإشراكهم في برامج المحاكاة المتنوعة للأجسام الفاعلة والسابق ذكرها. هذا عزز من ترشيح العديد من الشخصيات الشابة للعمل في البعثات الدوبلوماسية لعدد من الدول العربية في الإتحاد الأفريقي والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وحتى مجلس الأمن، وغيرها من التفرعات والمؤسسات الدولية، التي صنعت جيلا جديدا من الأفراد ذزي الطاقة والحيوية الشابة، الحريصين لإسترداد مكانة دولهم في صناعة القرار العالمي.


ولكن ما زالت العديد من التحديات تواجه هؤلاء الشباب، فالوجود الدولي يحتاج إلى أساس وطني هادف وفهم قويم لسياسة دولة الممثل الشاب في أي حلقة من حلقات التأثير العالمي ليتمكن من تأكيد المواقف الصحيحة لدولته والدول الحليفة العربية في مواجهة التغيرات السريعة للعديد من الأحداث والمناطق بالعالم. بالإضافة ساهمت التغييرات منذ انطلاق الربيع العربي في تشتت الأهداف المشتركة بين الدول العربية، أضعفت من خلاله العلاقات العربية تدريجيا وأدرجت البيئة التنافسية في طيات التعامل المشترك بين الدولة في كافة المجالات، وتكتلت مجموعات مختلفة مضادة في الفكر والغاية وعززت من خلال هذه المجموعات مفهوم الصراع للبقاء وتوجيه الموارد في النمو والنفوذ، ولكن مثل هذا الأمر يتحتم عليه تطور العمل الدولي لشباب الأمة العربية في الدخول في مسارات شبيهة، تعرض أخويتنا وأفكارنا وثقافتنا الجامعة في تشتت الطاقات للضغط بالسياسات المطلوبة من أجل نمو مجتمعنا ودولنا العربية.


فعلى الشباب العربي، فهم مجريات الواقع للنظام العالمي وإدراك لأصل الوجود العربي وتنوعه الثقافي الديني الجميل الموصول بالعديد من الإنجازات والمساهمات العالمية التي مكنت العديد من الدول في العالم من التطور والنمو، وأقلها الإستفادة من الموارد العربية في الصناعات العالمية في كافة مجالاتها، بالاضافة لأن يكون هذا الإدراك موجه نحو دعم الأهداف المشتركة للدول العربية الحليفة من تعاون دائم ودعم للقضايا العربية المناصرة لحقوق الأقليات المستضعفة ونشر السلام العالمي والتناغم الإنساني بين الدول، والتأكيد على الدول العربية دول مصدرة للعلم والعمل وليس للتطرف والزلل. ويجب أن يكون أصل المساهمات الدولية مبني على تعليم وتوجيه سليم يقوي مكانة الشباب في دولهم ويفتح لهم صلاحيات صناعة القرار الدولي بدعم من حكماء دولهم من خبراء واستشاريين عرقاء في المجالات المختلفة، فلا يكون .الشاب ناجحا إلا بحكمة منطلقة من ذا كبر وخبرة مهنية طولية السنين


وأخيرا، يجب على الحكومات العربية الحرص كل الحرص على الدفع بسياستها الداخلية والإقليمية والعربية خاصة بتقوية العلاقات بين دول الوطن العربي من خلال الوجود في كافة التجمعات العربية ودعم التجمعات الشبابية الهادفة مثل ما تقوم به دولة مصر الحبيبة في سياستها الجديدة في دعم الشباب العالمي والعربي والأفريقي من خلال برامج متعددة منها منتدى الشباب العالمي والبرنامج  الرئاسي لقادة الشباب الأفريقي وحركة ناصر الشبابية التي افرزت عن منحة ناصر للقيادة الدولية.

 
ومن خلال هذه البرامج تعزز الشبكات الشبابية وتقوى صلة العرب بين بعضهم البعض، وتشجع على أختيار الفاعلين من الشباب في المبادرات الهادفة وتحقق لهم النجاحات والخبرات المطلوبة من أجل ان يصلوا في الوقت المناسب إلى مراكز صناعة القرار الدولي.