الدكتور على الحفناوي يكتب: بمناسبة يوم المرأة

الدكتور على الحفناوي يكتب: بمناسبة يوم المرأة
فى عام ١٩٩٥، وبمناسبة العيد الخمسين لمنظمة الأمم المتحدة، أعلنت الأمم المتحدة بأن شعب الموسو هو أكثر شعوب العالم مثالية، وأفضلهم فى طباعه المسالمة. وهذا الشعب يتراوح تعداده بين ٣٠ و ٦٠ ألف نسمة، ومقيم على جوانب جبال الهيمالايا فى الجزء الجنوب غربى من الصين. فلنحاول فهم ما الذى جعل من هذا الشعب شعبا مثاليا ومسالما حتى تتفق دول العالم على هذا الاعلان الاستثنائى
النظام الاجتماعى لشعب الموسو يختلف عن نظم سائر شعوب العالم منذ آلاف السنين، فهو شعب ليس للرجل فيه كلمة، حيث تتحكم النساء فى قيادة الأسر. وهذه بعض الأنماط المتبعة عند الموسو:
• المرأة هى رب الأسرة، وهى التى تقوم بكل الأعمال.
• لا يوجد نظام للتزاوج بين الرجال والنساء.
• تسكن المرأة فى بيت أمها طوال حياتها، وتتولى قيادة الأسرة بعد وفاة أمها وهكذا.
• لاستمرارية عملية الانجاب، تقوم الفتيات بعد سن البلوغ، باستقبال أحد الشباب ليلا فى غرفة خاصة بمنزل أمها، ودون أن تفرض عليه أى التزامات مادية أو اجتماعية، إذ يمكنها أن تنجب فى كل مرة من رجل مختلف، ولا يحق للرجل المطالبة بالاستئثار بالفتاة، وبالتالى لا توجد أى مشاعر بالغيرة وتملك الآخر.
• يسكن الأبناء من الذكور والاناث فى بيت الأم، ولا صلة للأب بأبناءه – إلا فى حالات نادرة جدا – وقد لا يعلم فى الغالب من هم أبناءه.
• يقوم الخال (شقيق الأم) بدور الأب بمشاركة معنوية للأم فى عملية تربية أبناءها.
• لا توجد أى مشاكل فى الميراث طالما يظل الميراث داخل الخلية الأثرية وينتقل للنساء فقط، حيث تتخذ الأم الأكبر سنا كل القرارات، كما لا يوجد انتقال للملكيات بين الأسر نتيجة الزواج.
• المرأة هى العنصر المنتج فى هذا المجتمع، فهى التى تقوم بمعظم الأعمال فى المنزل وخارجه، فى حين أن الرجل يظل أيا كان عمره تحت رعاية والدته، ويكتفى نادرا بمعاونتها فى أعمال الزراعة إن طلبت منه ذلك. وهكذا تحول إلى أداة انجاب فقط.
• لم تنجح الصين الشيوعية فى فرض نظام الطفل الأوحد لكل أسرة، حيث لا توجد أسر مكونة نتيجة الزواج مثل فى باقى عائلات الصين.
• ديانة شعب الموسو تقترب من البوذية، والكتابة تقترب من الهيروغليفية.
وهكذا، لم تعرف شعوب الموسو أى حروب أو معارك أو مشاجرات طوال تاريخهم الطويل، ولا مشاعر الحقد والغيرة والسيطرة. ولكن يبدو أن دخول أدوات التكنولوجيا الحديثة قد تغير مع الوقت تقاليد الموسو وطباعهم.
ولنا فى هذا المثال الانسانى الغريب مادة للتفكر والتأمل يا معشر الرجال.