شريف جاد... جسر ثقافي بين القاهرة وموسكو، وصوتٌ للعربية في المحافل العالمية

من موسكو إلى القاهرة، ومن مهرجانات الشباب إلى أروقة الثقافة الرسمية، رسم شريف جاد مسيرة فريدة جعلته أحد أبرز رموز التبادل الثقافي بين العالم العربي وروسيا، وقامة متميزة في مجال الإعلام والعمل الثقافي الدولي.
بدأت رحلته في العاصمة الروسية، حيث تخرّج في كلية الإعلام بجامعة موسكو عام 1986، ثم واصل تطوير أدواته الفنية بحصوله على دورة في الإخراج والتصوير السينمائي في معهد السينما الشهير بموسكو عام 1987، وهو ما انعكس لاحقًا في حضوره الإعلامي والإبداعي في المشهد العربي.
بين عامي 1988 و1991، عمل محررًا صحفيًا في جريدتي "الأهالي" و"صوت العرب"، حاملاً إلى القراء هموم الثقافة والمجتمع من منظور موضوعي ومستنير، قبل أن ينتقل إلى العمل الثقافي المؤسسي، حيث عُيّن مديرًا عربيًا للمركز الثقافي السوفيتي عام 1988.
منذ عام 1991 وحتى اليوم، يواصل شريف جاد قيادة النشاط الثقافي بالمركز الثقافي الروسي بالقاهرة، مساهماً في تعزيز الحوار الثقافي بين الشعوب، ومؤسسًا لمنصات معرفية ربطت أجيالاً كاملة بخبرة روسيا التعليمية والثقافية.
أسس الجمعية المصرية لخريجي الجامعات الروسية والسوفيتية، وكان لها بمثابة البيت الجامع لكل من درس هناك، كما تولى رئاسة الاتحاد العربي لخريجي الجامعات الروسية والسوفيتية في فترتين: من 2004 إلى 2006، ومن 2018 إلى 2022، مؤكدًا حضوره كقيادي إقليمي في هذا الإطار.
لا تتوقف أدواره عند حدود الجمعيات، فهو أيضًا نائب رئيس جمعية الفيلم، والأمين العام لجمعية الصداقة المصرية الروسية، وكذلك الأمين العام للاتحاد الأفريقي لخريجي الجامعات الروسية والسوفيتية، وهي مناصب تعكس عمق انخراطه في المشهد الثقافي والإقليمي.
وكان شريف جاد على رأس الوفد المصري في المهرجان العالمي للشباب الذي استضافته مدينة سوتشي الروسية عام 2017، كما تولى رئاسة الملتقى العربي لخريجي الجامعات الروسية والسوفيتية الذي عُقد بالقاهرة في نوفمبر 2018 بمشاركة 14 دولة عربية. وفي نسخة المهرجان لعام 2024، كان نائب رئيس الوفد المصري في سوتشي مجددًا، تأكيدًا لمكانته المتجددة في المحافل الدولية.
يظل شريف جاد مثالاً للثقافي المتفاعل، وللخريج الذي لم ينسَ جذوره العلمية، بل حوّلها إلى مشروع متكامل للتواصل الإنساني والتعاون بين الشعوب.